أنا منافق .. إذاً أنا موجود
هذا هو شعارهم .. !!
أنا مخادع .. إذاً أنا موهوب
هذا هو منهاجهم .. !!
أنا كاذب .. إذاً أنا محبوب
هذه هى عقيدتهم .. !!
من هم ؟؟
سنعرفهم بعد قليل !!
ما عنوانهم ؟؟
فى ظلامات أرض الخديعة
شقوا لأنفسهم فيها الأنفاق
استوطنوها ، عشقوا ظلامها ، كما تعشق الأفاعى حجورها
و ببراعة وتمكن و اقتدارالمحترفين
عرفوا كيف يكون ظهورهم للنور
فى الوقت المناسب
فى المكان المناسب
أمام الشخص المناسب
أين يتواجدون ؟؟
هنا و هناك
ستجدونهم فى كل مكان
ما أكثرهم حولنا بأقنعتهم الزائفة و ابتسامتهم الباهتة.
ما أحقرهم و قد تواطئواعلى طمس الحقيقة و تزيين الباطل.
ما أعجبهم و قد انتهجوا الغش و الخداع و الزيف طريقا إلى القمة.
ما صفاتهم ؟؟
الكذب
الغدر
الخيانة
المداهنة
الخداع
التزييف
فتجدهم ..
إذا تحـدثوا كــذبوا.
إذا وعـدوا أخــلفوا.
إذا خاصموا فجروا.
إذا اثتمـنوا خــانوا.
إذا صادقوا غـدروا.
إذا استشيروا داهنوا.
إذا ابتسموا خادعوا.
هل عرفتوهم الآن .. ؟؟
نعم إنهم المنافقون
انظر حولك ..
المنافقون من حولك
انظر حولك ..
تجدهم فى كل مكان و فى كل زمان
بداية من بطانة الحاكم إلى أصغر دائرة أو شركة أو مصنع
هل ترى فيهم سوى تقدم المنافقين ؟؟
هل ترى سوى الانحناءات المصطنعة و الاحتشام المتكلف و الأدب الزائف؟؟
هل تخلوا من مرؤس منافق و رئيس اعتلى بالنفاق مكانة تفوق حجمه و موهبته؟؟
انظر حولك ..
فى دور العلم
هل ترى حتى فى العلم صدق ؟؟
هل تخلوا مدرسة أو جامعة أو معهد من نفاق طالب مع أستاذه أو أستاذ مع رئيسه
سواء كان ناظر مدرسة أو عميد كلية أو أى شخص يندرج فى قائمة الرؤساء؟؟
انظر حولك ..
فى وسائل الأعلام بمختلف أنواعها .. حيث يبدع أرباب القلم و الفكر و الفنون
هل يخلوا الأمر من المنافقين ؟؟
هل ستجد شئ سوى الثناء و التضليل و أقوام ترفع على حساب الآخرين؟؟
هل يسهل التمييز بين الصادقين و المخادعيين؟؟
هل تجد إلا أنصاف الموهوبين و قد حلو مكان من هم أجدر منهم؟؟
انظر حولك ..
فى الأسواق
كيف تباع البضاعة الكاسدة إلا بمعسول الكلمات و ببراعة تاجر برتبة منافق محترف؟؟
انظر حولك ..
حتى فى بيتك و وسط عائلتك و مجتمعك و جيرانك
من منا لم يلجأ لحفنة نفاق تحت مسمى آخر يقولون عنه المجاملة ليصل لى مطلبه عند من يتولى أمره أو يكبره مكانة أو سنا
انظر حولك ..
هنا .. و هنا .. و هناك
ستجد من يقول لك إن احتاج الأمر
أنت الأذكى
أنت الأقوى
أنت الأجمل
أنت الأصوب رأيا
أنت ألأعظم موهبة
أنت أستاذى
أنت أخى
أنت فنان
أنت مبدع
أنت و أنت و أنت
و لا تنخدع عندما يقول لك أحدهم أيضا
أنت حبيبى
فالنفاق فى الحب أكثر أنواع النفاق شيوعا
و المنافقون بأسم الحب ما أكثرهم
و لان الاانسان بطبيعته ضعيف أمام النفاق
سيطربك سماع الثناء و الحب الزائف فى البداية
و لكن ..
من منا يستطيع التمييز بين النفاق بين و اللا نفاق؟؟
من منا يستطيع التمييز بين المشاعر الصادقة و بين الرياء الزائف ؟؟
من منا يمتلك جهاز استشعار حساس يفرق به بين الحق و الباطل و بين الطيب و الخبيث؟؟
أتعلمون من الذى يمتلك هذا الجهاز العجيب ؟؟
إنه من عرف قدر نفسه و حجم موهبته و مكانته
من وضع ذاته فى مكانها الصحيح و وضع غيره فى مكانه الصحيح
من وهبه ربه رجاحة العقل و صفاء القلب و صدق اللسان
من كانت أقواله تطابق أفعاله ..
لا يقول ما لا يفعل
ولا يفصح إلا بما يشعر
و لا يعرف للخيانة طريق
لا يكذب و لا يداهن و لا يخدع
كل عمله محوره الله
كل أحاسيسه و مشاعره تستشعرها القلوب قبل العيون
إنه هنا بيننا !!
فهل أنت هو ؟؟؟
استغفر لهم اولا تستغفر لهم
ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم
عبد الله بن ابي كان من المنافقين فى عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
و كان رسول الله يعلم ذلك منه فيتقيه .. فلما مات جاء ولده الى رسول الله و كان من الصحابة الصادقين و قال :
يا رسول الله مات ابى افلا تعطينى ثوبك اكفنه فيه لعل الله يرحمه؟
فأعطاه عليه أفضل الصلاة و السلام ثوبه
فقال الرجل : افلا تصلى عليه يا رسول الله؟
قال : نعم
فلما وقف رسول الله للصلاة عليه جذبه سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه و قال :
يا رسول الله اما نهاك الله عن الاستغفار للمنافقين و قال :
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ..؟؟
فقال رسول الله لسيدنا عمر : إنما جعلت بين خيارين .. استغفر اولا استغفر
فنزل على رسول الله قول الله تعالى :
وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ
انظروا بالله عليكم ..كيف منع الله رسوله من الاستغفار و الصلاة على المنافقين حتى و هم أموات ؟؟!!
فكيف بمن يعين المنافقين
إن من صادق المنافق فهو منافق مثله
و من رأى المنكر و هو قادر على انكاره و سكت عنه فهو منافق
و من أعان الظالم و استماله و زين له الباطل و هو قادر على رده فهو منافق
و من تستر بالدين ليأكل الدنيا فى بطنه فهو منافق
و من رضى أن يكون مطية المنافق فهو منبع النفاق
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ
نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
أنا منافق .. إذا أنا موجود
هذا حالهم اليوم و غدا و ربما بعد الغد
و لكن ..
مهما ارتفعوا للقمة سيبقون فى ظلمات الأنفاق
سيظلون تحت الأرض كالأفاعى .. تستبيح النور فقط لمداهمة فريستها
أيها المنافق
نعم .. ستظل موجود
و لكنك ستظل أيضا .. أحقر من فى الوجود
ما أكثر النفاق فى حياتنا و الله فوق هذا يقول
((فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ
أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ))
منقول للفائده
مواقع النشر (المفضلة)