ملتقى قبيلة عتيبة لمزايين الإبل

[مدمن قهوة]

صحيفة الوطن السعودية
الأربعاء 20 شوال 1428هـ الموافق 31 أكتوبر 2007م العدد (2588) السنة الثامنة
________________________________________
(البعارين) ودفع عجلة التنمية!
عضوان الأحمري
للبعير دور لا يخفى على الجميع في دفع عجلة التنمية، ويؤكد هذا الدور مواطن خرج على إحدى القنوات الفضائية الشعبية يقول بكل فخر: أصرف على الإبل أكثر مما أصرفه على عائلتي"! قالها بكل اقتدار وافتخار واحتقار لأفراد عائلته، مفضلاً البهيمة على الإنسان!
كثرت قنوات "الإبل" على أقمارنا الصناعية فلا نجد قناة متخصصة في تغطية ونقل جوانب الموروث الشعبي إلا وكانت الإبل رمزا أساسيا ومشهدا لا يكتمل يوما بعد آخر.
كل الدلائل الإيمانية التي أكدت كثيراً على أهمية الإبل، بدءاً من قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) وليس انتهاءً بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" التي هي الإبل، وفي غير موضع وردت، وهذا كما قلت يؤكد على أهميتها، لكنه في جميع هذه الآيات والأحاديث وغيرها من مواضع الترغيب في الدين والأمر بالتفكر في مخلوقات الله، لم يأمر الشارع الناس بالعبث بالأموال افتخارا، وهو ما قاله المفتخر: "أصرف على الإبل أكثر من عائلتي"، وأنا متأكد من أنه يجد في بقاء ابنه قريباً من الإبل خير وأبقى من ذهابه للجامعة، وهذا أمر يخصه، لكن ليس بهذه الطريقة الاستعراضية التي نقدم من خلالها أدلة للعالم بأننا مازلنا نراوح في أماكننا في ظل تقدم العالم.
صرفنا على الحجر كثيراً حتى تم العمار، وبعده أتى دور البعارين في تزامن مع الاهتمام بالبشر، ومن يشتكون من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية ريالاً واحداً، مستعدين للبهرجة بملايين، ومن بكوا على الأسهم كثيراً، مستعدين لطرح بعارينهم للاكتتاب العام، وارفعوا أيديكم بالدعاء، أن تدور الدوائر ونشاهد إعلاناً تجارياً : دلل ناقتك لتحصل على حليب خلفات أفضل، ويحدث حدث إرهابي تقوم الدول الأوروبية بمقاطعة منتجاتنا مما له علاقة غير مباشرة بالبعارين، وأقصد حليب "النياق".
من حق الجميع أن يفتخر، بمزايينه، حق لا يمنعهم أحد منه، المهم ألا يؤثر ذلك على وحدة الوطن، والمهم الأكبر أن يكون للبعارين دور مهم في دفع عجلة التنمية قادم الأيام.