



-
عضو متميز جدا
تاسعاً : أعداد الملائكة :
الملائكة خلـق كثير لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم : ( وما يعلم جنود ربك إلاَّ هو ) [ المدثر : 31 ] .
وإذا أردت أن تعلم كثرتهم ، فاسمع ما قاله جبريل عن البيت المعمور ، عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عنه عندما بلغه في الإسراء : ( هذا البيت المعمور يصلي فيه في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم ) (7) .
وفي صحيح مسلم عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) (8) . فعلى ذلك فإن الذين يأتون بجهنم يوم القيامة أربعة مليارات وتسعمائة مليون ملك .
وإذا تأملت النصوص الواردة في الملائكة التي تقوم على الإنسان علمت مدى كثرتهم ، فهناك ملك موكل بالنطفة ، وملكان لكتابة أعمال كل إنسان ، وملائكة لحفظه ، وقرين ملكي لهدايته وإرشاده .
عاشراً : أسماء الملائكة :
للملائكة أسماء ، ونحن لا نعرف من أسماء الملائكة إلا القليل ، وإليك الآيات التي ورد فيها أسماء بعض الملائكة :
1 ، 2- جبريل وميكائيل :
قال تعالى : ( قل من كان عدوّاً لجبريل فإنَّه نزله على قلبك بإذن الله مصدّقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين – من كان عدوّاً لله وملائكته ورسله وجبريل ووَمِيكَالَ فإنَّ الله عدوٌّ للكافرين ) [ البقرة : 97-98 ] .
وجبريل هو الروح الأمين المذكور في قوله تعالى : ( نزل به الرُّوح الأمينُ – على قلبك لتكون من المنذرين ) [ الشعراء : 193-194 ] .
وهو الروح المعني في قوله : ( تنزَّل الملائكة والرُّوح فيها بإذن ربهم ) [القدر:4] .
وهو الروح الذي أرسله إلى مريم : ( فأرسلنا إليها روحنا ) [ مريم : 17 ] .
3- إسرافيل :
ومن الملائكة إسرافيل الذي ينفخ في الصور .
وجبريل وميكائيل وإسرافيل هم الذين كان يذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، في دعائه عندما يستفتح صلاته من الليل : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه مـن الحقّ بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) (9) .
4- مالك :
ومنهم مالك خازن النار : ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربُّك قال إنَّكم مَّاكثون ) [الزخرف : 77] .
5- رضوان :
قال ابن كثير : " وخازن الجنّة ملك يقال له رضوان ، جاء مصرحاً به في بعض الأحاديث " (10) .
6 ، 7- منكر ونكير :
ومن الملائكة الذين سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم منكر ونكير ، وقد استفاض في الأحاديث ذكرهما في سؤال القبر .
8 ، 9- هاروت وماروت :
ومنهم ملكان سماهما الله باسم ( هاروت وماروت ) قال تعالى : ( وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا يعلمون النَّاس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحدٍ حتَّى يقولا إنَّما نحن فتنةٌ فلا تكفر ) [ البقرة : 102 ] .
ويبدو من سياق الآية أن الله بعثهما فتنة للناس في فترة من الفترات ، وقد نُسجت حولهما في كتب التفسير وكتب التاريخ أساطير كثيرة ، لم يثبت شيء منها في الكتاب والسنة ، فيكتفى في معرفة أمرهما بما دلت عليه الآية الكريمة .
عزرائيل :
وقد جاء في بعض الآثار تسمية ملك الموت باسم عزرائيل ، ولا وجود لهذا الاسم في القرآن ، ولا في الأحاديث الصحيحة (11) .
رقيب وعتيد :
يذكر بعض العلماء أن من الملائكة من اسمه رقيب وعتيد ، استدلالاً بقوله تعالى : ( إذ يتلقَّى الْمُتَلَقِّيَانِعن اليمين وعن الشمال قعيدٌ – مَّا يلفظ من قولٍ إلاَّ لديه رقيب عتيدٌ ) [ ق : 17-18 ] .
وما ذكروه غير صحيح ، فالرقيب والعتيد هنا وصفان للملكين اللذين يسجلان أعمال العباد ، ومعنى رقيب وعتيد ؛ أي : ملكان حاضران شاهدان ، لا يغيبان عن العبد ، وليس المراد أنهما اسمان للملكين .
الحادي عشر : موت الملائكة :
الملائكة يموتون كما يموت الإنس والجن ، وقد جاء ذلك صريحاً في قوله تعالى : ( ونفخ في الصُّور فصعق من في السَّماوات ومن في الأرض إلاَّ من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون ) [ الزمر : 68 ] .
فالملائكة تشملهم الآية ؛ لأنهم في السماء ، يقول ابن كثير عند تفسيره هذه الآية : " هذه هي النفخة الثانية ، وهي نفخة الصعق ، وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله كما جاء مصرحاً به مفسراً في حديث الصور المشهور ، ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت ، وينفرد الحي القيوم ، الذي كان أولاً ، وهو الباقي آخراً بالديمومة والبقاء ، ويقول : لمن الملك اليوم ؟ ثلاث مرات ، ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول : ( لله الواحد القهَّار ) [ غافر : 16 ] " .
ومما يدّل على أنهم يموتون قوله تعالى : ( كلُّ شيءٍ هالك إلاَّ وجهه ) [ القصص : 88 ] .
وهل يموت أحد منهم قبل نفخة الصور ؟ هذا ما لا نعلمه ، ولا نستطيع الخوض فيه ؛ لعدم وجود النصوص المثبتة له أو النافية .
--------------------------------
(1) الضرب من الرجال : هو الرجل المتوسط في كثرة اللحم وقلته . وقيل : الخفيف اللحم .
(2) صحيح مسلم : 1/153 . ورقمه : 167 .
(3)رواه البخاري : 7/312 . ورقمه : 3992 .
(4) ومن هنا يجب أن يحذر المسلم في أن يتقول في مثل هذه الأمور بلا علم ، فهؤلاء الذين يزعمون أن أصل الإنسان حيوان : قرد ، أو غيره ، يقال لهم القول نفسه : ( أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ) ، والله يقول : ( ما أشهدتهم خلق السَّماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ) [ الكهف : 51 ] .
(5) الحبائك في أخبار الملائك : ص 264 .
(6) الحبائك في أخبار الملائك : ص 264 .
(7) رواه البخاري : 6/103 . ورقمه : 3207 . ورواه مسلم : 1/146 . ورقمه : 162 . واللفظ للبخاري .
(8) صحيح مسلم : 4/2184 . ورقمه : 2842 .
(9) رواه مسلم عن عائشة أم المؤمنين : 1/534 . ورقمه : 770 .
(10) البداية والنهاية : 1/53 .
(11)البداية والنهاية : 1/50 .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)