الملائكة والإنسان
المبحث الثاني
الملائكة وبني آدم
علاقة الملائكة بذرية آدم علاقة وثيقة ، فهم يقومون عليه عند خلقه ، ويُكَلَّفون بحفظه بعد خروجه إلى الحياة ، ويأتونه بالوحي من الله ، ويراقبون أعماله وتصرفاته ، وينزعون روحه إذا جاء أجله .
المطلب الأول
دورهم في تكوين الإنسان
روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا مرّ بالنطفة اثنان وأربعون ليلة ، بعث الله إليها ملكاً ، فصورها ، وخلق سمعها وبصرها ، وجلدها ولحمها وعظامها ، ثمّ قال : أي ربّ : أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ) (1) .
وعن ابن مسعود ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ، ثمّ يكون علقة مثل ذلك ، ثمّ يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله إليه ملكاً يؤمر بأربع كلمات ، ويقال له : اكتب عمله ورزقه ، وشقي أو سعيد ، ثم ينفخ فيه الروح ) (2) .
وفي الصحيحين أيضاً ، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وكّل الله بالرحم ملكاً ، فيقول : أي ربّ نطفة ، أي ربّ عَلَقَة ، أي ربّ مضغة ، فإذا أراد الله أن يقضي خَلْقَها قال : أي ربّ ذكر أم أنثى ؟ أشقيّ أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه ) (3) .

--------------------------------
(1) صحيح مسلم : 4/2037 . ورقمه : 2645 .
(2) رواه البخاري : 6/203 . ورقمه : 3208 . ورواه مسلم : 4/2036 . ورقمه : 2643 .
(3) رواه البخاري : 11/477 . ورقمه : 6595 . ورواه مسلم : 4/2038 . ورقمه : 2646 . واللفظ للبخاري .