



-
13 Dec 2007, 03:16 AM
#20
عضو متميز جدا
الملائكة وبني آدم
المطلب السابع
نزع أرواح العباد عندما تنتهي آجالهم
اختص الله بعض ملائكته بنزع أرواح العباد عندما تنتهي آجالهم التي قدرها الله لهم ، قال تعالى : ( قل يَتَوَفَّاكُمملك الموت الَّذي وكل بكم ثُمَّ إلى ربكم ترجعون ) [السجدة : 11] .
والذين يقبضون الأرواح أكثر من ملك : ( وهو الْقَاهِرُ فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً حتَّى إذا جاء أحدكم الموت تَوَفَّتْهُ رسلنا وهم لا يفرطون – ثم ردُّوا إلى الله مولاهم الحق إلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ) [ الأنعام : 61-62 ] .
وتنزع الملائكة أرواح الكفرة والمجرمين نزعاً شديداً عنيفاً بلا رفق ولا هوادة : ( ولو ترى إذ الظَّالمون في غَمَرَاتِالموت والملائِكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) [ الأنعام : 93 ] .
وقال : ( ولو ترى إذ يتوفَّى الَّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ) [ الأنفال : 50 ] .
وقال : ( فكيف إذا تَوَفَّتْهُمُالملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) [محمد : 27] .
أما المؤمنون فإن الملائكة تنزع أرواحهم نزعاً رفيقاً .
تبشيرهم المؤمنين عند النزع :
وإذا جاء الموت ، ونزل بالعبد المؤمن ، فإن الملائكة تتنزل عليه ، تبشره وتثبته : ( إنَّ الَّذين قالوا ربنَّا الله ثمَّ استقاموا تتنزَّل عليهم الملائكة ألاَّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنَّة التي كنتم توعدون – نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدَّعون ) [ فصلت : 30-31 ] .
وهي تبشر الكفرة بالنار وغضب الجبار وتقول لهم : ( أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) [ الأنعام : 93 ] .
موسى يفقأ عين ملك الموت :
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام ، فقال له : أجب ربك ) ، قال : ( فلطم موسى عين ملك الموت ففقأهما ) . قال : ( فرجع الملك إلى الله تعالى ، فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ، وقد فقأ عيني ) . قال : ( فردّ الله إليه عينه ، وقال : ارجع إلى عبدي فقل : الحياةَ تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور ، فما توارت يدك من شَعْرة ، فإنك تعيش بها سنة ، قال : ثمّ مه ؟ قال : ثمّ تموت . قال : فالآن من قريب ) (1) . (( وملك الموت كان يأتي الناس عياناً ، فأتى موسى فلطمه وفقأ عينه )) (2) .
وذكر ابن حجر العسقلاني أن بعض المبتدعة أنكر هذا الحديث . وذكر في الرد عليهم : " أن موسى لطم ملك الموت ، لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ، ولم يعلم أنه ملك الموت ، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن ، وقد جاءَت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفهم ابتداءً ، ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكولات ، ولو عرفهم لوط لما خاف عليهـم من قومه " (3) .
والتكذيب بالأحاديث الصحيحة التي تخبر عن الغيوب بنظر عقلي مجرد ينافي الإيمان ، فأول صفات المتقين أنهم يؤمنون بالغيب ، كما ذكر الله ذلك في مطلع سورة البقرة ، فإذا صحّ الخبر عن الله أو عن رسوله فليس هناك إلا التصديق : ( والرَّاسخون في العلم يقولون آمنَّا به كلٌّ من عند ربنا وما يذَّكرُ إلاَّ أولوا الألباب ) [ آل عمران : 7 ] .
--------------------------------
(1) رواه البخاري : 3/206 . ورقمه : 1339 . ورواه مسلم : 4/1843 . ورقمه : 2373 . واللفظ لمسلم .
(2) هذه الرواية رواها أحمد في مسنده ، والطبري . انظر : فتح الباري : 6/442 .
(3) فتح الباري : 6/442
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)