



-
13 Dec 2007, 03:20 AM
#27
عضو متميز جدا
حمايتهم للرسول صلى الله عليه وسلم :
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قال : فقيل : نعم ، فقال : واللات والعزى ، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته ، أو لأعفرنّ وجهه في التراب .
قال : فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهويصلي ، زعم ليطأ على رقبته . قال : فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبه ، ويتقي بيديه ، قال : فقيل له : ما لك ؟ فقال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار ، وهولاً وأجنحة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ) (19) .
ورواه البخاري بأخصر من رواية مسلم هذه ، في كتاب التفسير (20) .
15- حمايتهم ونصرتهم لصالحي العباد وتفريج كربهم :
وقد يرسلهم الله لحماية بعض عباده الصالحين من غير الأنبياء والمرسلين ، وقد يكون من هذا ما حصل لرجل ذكر ابن كثير خبره . ففي تفسير ابن كثير عند قوله تعالى : ( أمَّن يجيب المضطرَّ إذا دعاهُ ) [ النمل : 62 ] قال :
ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل حكى عنه أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي ، قال هذا الرجل : ( كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزبداني ، فركب معي ذات مرة رجل ، فمررنا على بعض الطريق على طريق غير مسلوكة ، فقال لي : خذ في هذه فإنها أقرب ، فقلت : لا خيرة لي فيها ، فقال : بل هي أقرب ، فسلكناها .
فانتهينا إلى مكان وعر ، وواد عميق ، وفيه قتلى كثيرة ، فقال لي : أمسك رأس البغل ، حتى أنزل ، فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه ، وسلّ سكيناً معه وقصدني ، ففررت من بين يديه وتبعني ، فناشدته الله ، وقلت : خذ البغل بما عليه ، فقال : هو لي ؛ وإنما أريد قتلك ، فخوفته الله والعقوبة ، فلم يقبل .
فاستسلمت بين يديه ، وقلت : إني أريد أن تتركني حتى أصلي ركعتين ، فقال : عجّل ، فقمت أصلي ، فأُرتِج عليَّ القرآن ، فلم يحضرني منه حرف واحد ، فبقيت واقفاً متحيراً ، وهو يقول : هيه ، افرغ ، فأجرى الله على لساني قوله : ( أمَّن يجيب المضطر إذا دعاهُ ويكشف السوء ) [ النمل : 62 ] ، فإذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة ، فرمى بها الرجل ، فما أخطأت فؤاده ، فخرّ صريعاً ، فتعلقت بالفارس ، وقلت : بالله من أنت ؟ فقال : أنا رسول الذي يجيب المضطر ، إذا دعاه ، ويكشف السوء . قال : فأخذت البغل والحمل ، ورجعت سالما " .
ومن ذلك إرسال الله جبريل لإغاثة أم إسماعيل في مكة ، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة مهاجرة إبراهيم بابنه إسماعيل وأمّه هاجر إلى أرض مكة – وهي قصة طويلة – وفيها أن أمّ إسماعيل سعت سعي الإنسان المجهود بين الصفا والمروة سبع مرات تبحث عن الماء ، ( فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً ، فقالت : صه تريد نفسها ، ثمّ تسمعت أيضاً ، فقالت : قد أسمعت إن كان عندك غواث ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه ، أو قال : بجناحه ، حتى ظهر الماء ... فقال لها الملك : لا تخافوا الضّيعة فإن ههنا يت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله ) (21) .
وهذا الملك الذي جاءها هو جبريل ، ففي المسند عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب قال : ( إن جبريل لما ركض زمزم بعقبه ، جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله هاجر أم إسماعيل ، لو تركتها لكانت عيناً معيناً ) (22) .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)