آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 31 إلى 40 من 40
  1. #31
    الصورة الرمزية أشـــوفك حلـــم
    عضو متميز جدا

    أشـــوفك حلـــم غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,289
    - لعن الكفرة :
    قال تعالى : ( كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرَّسول حقٌّ وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظَّالمين – أولئك جَزَآؤُهُمْأنَّ عليهم لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين ) [ آل عمران : 86-87 ] ، وقال : ( إنَّ الَّذين كفروا وماتوا وهم كفَّار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين ) [ البقرة : 161 ] .
    ولا تلعن الملائكة الكفرة فحسب ، بل قد تلعن من فعلوا ذنوباً معينة ومن هؤلاء :
    أ- لعن الملائكة المرأة التي لا تستجيب لزوجها :
    ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء ، لَعَنَتْها الملائكة حتى تصبح ) (2) وفي رواية في الصحيح : ( حتى ترجع ) (3) .
    ب- لعنهم الذي يشير إلى أخيه بحديدة :
    روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال أبو القاسم : ( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه ، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمّه ) (4) .
    ولعن الملائكة يدل على حرمة هذا الفعل ، لما فيه من ترويعٍ لأخيه ، ولأنّ الشيطان قد يطغيه فيقتل أخاه ، خاصة إذا كان السلاح من هذه الأسلحة الحديثة ، التي قد تنطلق لأقل خطأ ، أو لمسة غير مقصودة ، وكم حدث أمثال هذا .
    ج- لعنهم من سبّ أصحاب الرسول :
    في معجم الطبراني الكبير عن ابن عباس بإسناد حسن : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من سبّ أصحابي ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .
    فيما عجباً لأقوام جعلوا سبّ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ديناً لهم يتقربون به إلى الله ، مع أن جزاءَهم ما ذكـره الرسول صلى الله عليه وسلم هنا ، وهو جزاء رهيب .
    د- لعنهم الذين يحولون دون تنفيذ شرع الله :
    في سنن النسائي وسنن ابن ماجة ، بإسناد صحيح ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قَتَلَ عمداً فَقَود يديه ، فمن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله ، والملائكة ، والناس أجمعين ) (5) . فالذي يحول دون تنفيذ حكم الله في قتل القاتل عمداً بالجاه أو المال ... فعليه هذه اللعنة ، فكيف بالذي يحول دون تنفيذ الشريعة كلها ؟!
    هـ- لعنهم الذي يؤوي محدثاً :
    من الذين تلعنهم الملائكة كما يلعنهم الله الذين يحدثون في دين الله ، بالخروج على أحكامه ، والاعتداء على تشريعه ، أو يؤوون من يفعل ذلك ، ويحمونه ، كما في الحديث الصحيح : ( من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً ، فعليه لعنـة الله ، والملائكة ، والناس أجمعين ) (6) .
    والحدث في المدينة فيه زيادة في الإجرام ، ففي الصحيحين عن علي ابن أبي طالب قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المدينة حرم ، ما بين عَيْر إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً ، أو آوى محدثاً ، فعليه لعنة الله ، والملائكة ، والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ، ولا عدلاً ) (7) .
    4- طلب الكفار رؤية الملائكة :
    وقد طلب الكفار رؤية الملائكة للتدليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأخبرهم الله أن اليوم الذي يرون فيه الملائكة يوم شؤم عليهم ؛ إذ الكفار يرون الملائكة عندما يحلّ بهم العذاب ، أو عندما ينزل بالإنسان الموت ، ويكشف عنه الغطاء : ( وقال الَّذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربَّنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عتوّاً كبيراً – يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حِجراً مَّحجُوراً ) [الفرقان : 21-22] .

    --------------------------------
    (1)البداية والنهاية : 1/197 .
    (2) صحيح البخاري : 9/293 . ورقمه : 5193 .
    (3) المصدر السابق : 9/294 . ورقمه : 5194 .
    (4) صحيح مسلم : 4/2020 . ورقمه : 2616 .
    (5) صحيح سنن النسائي : 3/492. ورقمه : 4456 ، 4457 . وصحيح سنن ابن ماجة : 2/96 . ورقمه : 2131 .
    (6) صحيح سنن أبي داود : 3/859 . ورقمه : 3797 . وصحيح سنن النسائي : 3/982 . ورقمه : 4412 .
    (7) صحيح البخاري : 4/81 . ورقمه : 1870. ورواه مسلم : 2/994 . ورقمه : 1370 . واللفظ لمسلم .

  2. #32
    الصورة الرمزية أشـــوفك حلـــم
    عضو متميز جدا

    أشـــوفك حلـــم غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,289
    الملائكة وبقيّة المخلوقات
    في الفصل الماضي بينت العلاقة بين الملائكة وبني آدم ، وليس هذا كل ما وُكل إلى الملائكة ؛ فإن الملائكة يقومون على مختلف شؤون الكون مما نشاهده ، وما لا نشاهده .
    وسأكتفي بذكر بعض ما جاء في ذلك من النصوص .
    1- حملة العرش :
    العرش أعظم المخلوقات ، محيط بالسماوات وفوقها ، والرحمن مستو عليه ، ويحمله من الملائكة ثمانية : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ ) [ الحاقة : 17 ] (1) .
    2- ملك الجبال :
    وللجبال ملائكة ، وقد أرسل الله ملك الجبال إلى عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم يستأمره في إهلاك أهل مكة ؛ ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : ( يا رسول الله ، هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد ؟ فقال : لقد لقيت من قومك ، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة (2) ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت .
    فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم استفق إلا بقرن الثعالب (3) فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال : إن الله عزّ وجل قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .
    قال : فناداني ملك الجبال ، وسلّم علي ، ثمّ قال : يا محمد ، إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربّك إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ (4) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) (5) .
    3- الموكلون بالقطر والنبات والأرزاق :
    يقول ابن كثير (6) : " ميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يخلق منهما الأرزاق في هذه الدار ، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه ، يصرفون الرياح والسحاب ، كما يشاء الرب جلّ جلاله .
    ومن الملائكة ما هو موكل بالسحاب ، ففي سنن الترمذي عن ابن عباس : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب ، معه مخاريق من نار ، يسوق بها السحاب حيث شاء الله ) (7) ، وقد يسقي بلاداً دون بلاد ، أو قرية دون أخرى .
    وقد يؤمر بأن يسقي زرع رجل واحد دون سواه ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان ؛ فتنحى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءَه في حرّة ، فإذا شرجة من تلك الشراج (8) قد استوعبت ذلك الماء كله .
    فتتبع الماء ، فإذا رجل قائم في حديقته ، يحول الماء بمسحاته ، فقال له : يا عبد الله ، ما اسمك ؟ قال : فلان ، للاسم الذي سمع في السحابة ، فقال له : يا عبد الله ، لِمَ تسألني عن اسمي ؟ قال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول : اسق حديقة فلان ، لاسمك ، فما تصنع فيها ؟ قال : أمّا إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيها ثلثه ) (9) .
    وعلى كل فالملائكة موكلون بالسماوات والأرض ، فكل حركة في العالم فهي ناشئة عن الملائكة ، كما قال تعالى : ( فَالْمُدَبِّرَاتِأمراً ) [ النازعات : 5 ] ، وقال : ( فَالْمُقَسِّمَاتِ أمراً ) [ الذاريات : 4 ] ، ويزعم المكذبون للرسل المنكرون للخالق أن النجوم هي التي تقوم بذلك كله ، وكذبوا ، فالذي يدبر ذلك كله الملائكة بأمر الله تعالى ، كما قال تعالى : ( والمرسلات عرفاً – فَالْعَاصِفَاتِ عصفاً – وَالنَّاشِرَاتِ نشراً – فَالْفَارِقَاتِ فرقاً – فَالْمُلْقِيَاتِ ذكراً ) [ المرسلات : 1-5 ] .
    وقال : ( والنَّازعات غرقاً – والناَّشطات نشطاً – والسَّابحات سبحاً – فالسَّابقات سبقاً – فالمدبِّرات أمراً ) [ النازعات : 1-5 ] ، وقال : ( والصَّافَّات صفاً – فالزَّاجرات زجراً – فالتَّاليات ذكراً ) [ الصافّات : 1-3 ] .
    فكل هذه الآيات حديث عن الملائكة حال قيامها بتدبير شؤون السماوات والأرض .

    --------------------------------
    (1) وقد سبق أن بيّنا عظيم خلقهم في الفصل الذي تحدثنا فيه عن صفاتهم وقدراتهم .
    (2) موضع بمنى .
    (3) موضع بين مكة والطائف .
    (4) جبلان بمكة .
    (5) صحيح مسلم : 3/1420 . ورقمه : 1795 . واللفظ له . ورواه البخاري : 6/312 . ورقمه : 3231 .
    (6) البداية والنهاية : 1/50 .
    (7) صحيح سنن الترمذي : 3/64 . ورقمه : 2492 .
    (8) الشرجة : مسيل الماء .
    (9) صحيح مسلم : 4/2288 . ورقمه : 2984 .

  3. #33
    الصورة الرمزية أشـــوفك حلـــم
    عضو متميز جدا

    أشـــوفك حلـــم غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,289
    المفاضلة بين الملائكة وبني البشر
    الخلاف في المسألة قديم :
    قال ابن كثير (1) : " قد اختلف الناس في تفصيل الملائكة على البشر على أقوال : فأكثر ما توجد هذه المسألة في كتب المتكلمين ، والخلاف فيها مع المعتزلة ومن وافقهم .
    وأقدم كلام رأيته في هذه المسألة ما ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص : " أنّه حضر مجلساً لعمر بن عبد العزيز وعنده جماعة ، فقال عمر : ما أحد أكرم على الله من كريم بني آدم ، واستدل بقوله تعالى : ( إنَّ الَّذين آمنوا وعملوا الصَّالحات أولئك هم خير البريَّة ) [ البينة : 7 ] . ووافقه على ذلك أمية بن عمرو بن سعيد .
    فقال عراك بن مالك : ما أحد أكرم على الله من ملائكته ، هم خدمة دارَيْه ، ورسله إلى أنبيائه ، واستدل بقوله تعالى : ( ما نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عن هذه الشَّجرة إلاَّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ) [ الأعراف : 20 ] .
    فقال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظي : ما تقول أنت يا أبا حمزة ؟ فقال : قد أكرم الله آدم فخلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وجعل من ذريته الأنبياء ، والرسل ومن يزوره الملائكة .
    فوافق عمر بن عبد العزيز في الحكم واستدل بغير دليله " .
    وهذا الذي ذكره ابن كثير من كلام عمر بن عبد العزيز وجلسائه في هذه المسألة يبين الخطأ ما قاله تاج الدين الفزاري ، حيث يقول : " هذه المسألة من بدع علم الكلام ، التي لم يتكلم فيها الصدر الأول من الأمة ، ولا من بعدهم من أعلام الأئمة " (2) ، بل قد ثبت أن بعض الصحابة تكلموا في شيء من ذلك ، فهذا عبد الله بن سلام يقول : " ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من محمد . فقيل له : ولا جبريل ولا ميكائيل ؟ "
    فقال للسائل : " أتدري ما جبريل وميكائيل ؟ إنما جبريل وميكائيل خلق مسخر كالشمس والقمر ، وما خلق الله خلقاً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم " . رواه الحاكم في مستدركه وصححه هو والذهبي (3) .
    الأقوال في المسألة :
    يذكر شارح الطحاوية أنه ينسب إلى أهل السنة تفضيل صالحي البشر والأنبياء فقط على الملائكة ، وأن المعتزلة يفضلون الملائكة ، وأتباع الأشعري على قولين ، منهم من يفض الأنبياء والأولياء ، ومنهم من يقف ، ولا يقطع في ذلك قولاً ، وحكي عن بعضهم ميل إلى تفضيل الملائكة ، وحكي ذلك عن غيرهم من أهل السنة وبعض الصوفية .
    وقالت الشيعة : إن جميع الأئمة أفضل من جميع الملائكة . ومن الناس من فصّل تفصيلاً آخر .
    ولم يقل أحد ممن له قول يؤثر : إن الملائكة أفضل من بعض الأنبياء دون بعض ، وذكر أن أبا حنيفة ، رحمه الله ، توقف في الجواب عن هذه المسألة ، وإلى التوقف جنح شارح الطحاوية رحمه الله (4) .
    وذكر السفاريني (5) أنّ الإمام أحمد ، رحمه الله ، كان يقول : " يخطئ من فضَّل الملائكة ، وقال : كل مؤمن أفضل من الملائكة " .
    موطن النزاع :
    لا خلاف في أن الكفرة والمنافقين غير داخلين في المفاضلة ، فهؤلاء أضل من البهائم : ( أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ ) [ الأعراف : 179 ] .
    ولا نعني بالمفاضلة : التفضيل بين حقيقة البشر وحقيقة الملائكة ،وإنّما المفاضلة بين صالحي البشر والملائكة ، وإن ذهب بعض الناس إلى أن الملائكة أفضل من سائر المؤمنين ، والنزاع عندهم في المفاضلة بين الأنبياء والملائكة .
    حجة الذين يفضلون صالحي البشر على الملائكة :
    بعد أن حررنا محل النزاع نبين حجة الذين ذهبوا إلى تفضيل البشر .
    الدليل الأول : أن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم ، فلولا فضله لما أمروا بالسجود له : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبليس أبى واستكبر ) [ البقرة : 34 ] .
    ورد بعضهم أن السجود كان لله ، وآدم إنما كان قبلة لهم ، ولو كان هذا صحيحاً لقال : اسجدوا إلى آدم ، وما قال : ( اسجدوا لآدم ) [ الإسراء : 61 ] .
    ولو كان المقصود اتخاذ آدم قبلة لما امتنع من السجود ، ولما زعم أنّه خير من آدم ، فإنّ القبلة تكون أحجاراً ، وليس في اتخاذها قبلة تفضيل لها .
    صحيح أن سجود الملائكة لآدم كان عبادة لله ، وطاعة له ، وقربة يتقربون بها إليه ، إلا أنه تشريف لآدم وتكريم وتعظيم .
    ولم يأتِ أن آدم سجد للملائكة ، بل لم يؤمر آدم وبنوه بالسجود إلا لله رب العالمين ؛ لأنّهم – والله أعلم – أشرف الأنواع ، وهم صالحوا بني آدم ، ليس فوقهم أحد يحسن السجود له إلا الله رب العالمين .
    الدليل الثاني : قوله قصصاً عن إبليس : ( أَرَأَيْتَكَهذا الَّذي كرَّمت عَلَيَّ ) [ الإسراء : 62 ] فإن هذا نص في تكريم آدم على إبليس إذ أمر بالسجود له .
    الدليل الثالث : أن الله تعالى خلق آدم بيده ، وخلق الملائكة بكلمته .
    الدليل الرابع :قوله تعالى : ( إِنِّيجاعلٌ في الأرض خليفةً ) [ البقرة : 30 ] . فالخليفة يفضل على من ليس خليفة ، وقد طلبت الملائكة أن يكون الاستخلاف فيهم ، والخليفة منهم حيث قالوا : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) [البقرة:30] فلولا أن الخلافة درجة عالية أعلى من درجاتهم لما طلبوها وغبطوا صاحبها .

  4. #34
    الصورة الرمزية أشـــوفك حلـــم
    عضو متميز جدا

    أشـــوفك حلـــم غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,289
    الدليل الخامس :تفضيل بني آدم عليهم بالعلم حين سألهم الله عزّ وجلّ عن علم الأسماء ، فلم يجيبوه ؛ بل اعترفوا أنهم لا يحسنونها ، فأنبأهم آدم بذلك ، وقد قال تعالى : ( قل هل يستوي الَّذين يعلمون والَّذين لا يعلمون ) [ الزمر : 9 ] .
    الدليل السادس : ومما يدل على تفضيلهم أن طاعة البشر أشقّ ، والأشق أفضل ، فإن البشر مجبولـون على الشهوة ، والحرص ، والغضب ، والهوى ، وهي مفقودة في الملك .
    الدليل السابع : أن السلف كانوا يحدثون الأحاديث المتضمنة فضل صالحي البشر على الملائكة ، وتروى على رؤوس الناس ، ولو كان هذا منكراً لأنكروه ، فدلّ على اعتقادهم ذلك .
    الدليل الثامن :مباهاة الله بهم الملائكة : فالله يباهي بعباده الملائكة ، إذا أدوا ما أوجبه عليهم وأمرهم به . فإذا صلوا الفريضة باهى بهم الملائكة ، ففي المسند وابن ماجة عن عبد الله : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ابشروا ، هذا ربكم قد فتح باباً من أبواب السماء ، يباهي بكم الملائكة ، يقول : انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة ، وهم ينتظرون أخرى ) (6) .
    وعن أبي هريرة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء ، فيقول لهم : انظروا إلى عبادي هؤلاء جاؤوني شعثاً غبراً ) . إسناده صحيح ، رواه ابن حبان في صحيحه ، والحاكم ، والبيهقي في السنن (7) .
    والذين فضلوا الملائكة احتجوا بمثل حديث : ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) .
    واحتجوا بأن بني آدم فيهم النقص والقصور ، وتقع منهم الزلات والهفوات ، واحتجوا بمثل قوله تعالى : ( ولا أقول لكم إِنِّي ملك ) [ الأنعام : 50 ] . وهذا يدل على فضل الملائكة على البشر .
    تحقيق القول في ذلك :
    وتحقيق القول في ذلك ما ذكره ابن تيمية من أن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية ، وذلك إنما يكون إذا دخلوا الجنة ، ونالوا الزلفى ، وسكنوا الدرجات العلا ، وحياهم الرحمن ، وخصهم بمزيد قربه ، وتجلى لهم ، يستمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم ، وقامت الملائكة في خدمتهم بإذن ربهم .
    والملائكة أفضل باعتبار البداية ، فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى ، منزهون عمّا يلابسه بنو آدم ، مستغرقون في عبادة الرب ، ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر .
    قال ابن القيم : وبهذا التفصيل يتبين سرّ التفضيل ، وتتفق أدلة الفريقين ، ويصالح كل منهم على حقه (8) . والله أعلم بالصواب .

    --------------------------------
    (1)البداية والنهاية : 1/58 .
    (2) شرح العقيدة الطحاوية : 339 .
    (3) راجع تحقيق الألباني على شرح العقيدة الطحاوية ، ص : 342 .
    (4) شرح العقيدة الطحاوية : 338 .
    (5) لوامع الأنوار البهية : 2/398 .
    (6) صحيح الجامع : 1/67 .
    (7) صحيح الجامع : 2/141 .
    (8) ومن أراد مزيداً من البحث في هذه المسألة فليرجع إلى ( مجموع الفتاوى ) : 11/350 ، وإلى ( لوامع الأنوار البهية : 2/368 ) ، وإلى ( شرح العقيدة الطحاوية : 338 ) . وقد طبع كتاب السيوطي ( الحبائك في أخبار الملائك ) . وفيه مبحث طويل في المفاضلة بين الملائكة وبني آدم من ص : 203 إلى ص : 251 .

  5. #35
    الصورة الرمزية أشـــوفك حلـــم
    عضو متميز جدا

    أشـــوفك حلـــم غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,289
    الحقوق لكل مسلم للاستخدام الشخصي بعد الإشارة للمصدر
    مجموعة عقيدة المسلم

  6. #36
    عضو متميز جدا

    البندق غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    3,732
    بارك الله فيك

  7. #37
    عضو متميز جدا

    الحرقاني غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    762
    شكرا لك على النقل المميز

  8. #38
    عضو فعّـال

    الدب المنفلت غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    في رفحاء الحبيبه
    المشاركات
    132
    الله يجزاك خير0000

  9. #39
    الصورة الرمزية أشـــوفك حلـــم
    عضو متميز جدا

    أشـــوفك حلـــم غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,289
    [align=center]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البندق مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك

    وفيك بارك أخي البندق

    كل الشكر[/align]

  10. #40
    الصورة الرمزية المديرالسعودي
    مشرف سابق

    المديرالسعودي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    4,689
    اشوفك حلم
    الله يعطيك العافيه
    وجزيت خيرا

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك