أعـــــذروني ..
لا تزال ذاكرتي لا تستوعب كم الحروف لصياغتها و نثرها
حتى تخالط حروف أهل هذا المتصفح ، أو تفّي بجزءاً من الغرض
الذي أنوي إيصاله : ) ..
أصدقوني القول ..
فـ لي أكثر من شهرين ، لم ينزف قلمي حبراً ، و لم أشغل فكري مطلقاً
في التفكير في مواضيع عدة ..
أخي "
الباحث عن الحق " ..
أستمتعت كثيراً و أنا أقرأ محتوى مقالتك الرائعة هذه ..
فلازمني الأصرار للرد عليها ..
إلا أنني أستغرقت وقتاً طويلاً للرد ، حتى أني أصبحت لا أفارق
الدخول و الخروج هنا طمعاً في الرد عليها ..
أستمحيك عذراً .. لقصوري القادم في الرد عليهاا : ) ..
:
فـ بينما كنت أقرأ و أجوب في روائع ما كُتب ، أخذتني الذاكرة لما يقارب سنه
و قد أخذت معي حكاية أقرأها ، و دعوني أقول ..، بإنها الحكاية الوحيدة التي عكفت
على قرائتها ، حتى توالت المرات و أنا لا أفارقها من كثرة أعجابي بها ..
و لكثرة ما طرى عليها من نقداً غير مرغوب من النقاد و القارئين في حق
غازي القصيبي ،
إلا إن حكاية (
الجنية ) أخذت جزءاً من أهتمامي الواسع بها ..، حتى تمنيت إن إلتقي
غازي القصيبيلأخبره بـ مدى أعجابي بها : ) ..
:
فقد كانت الرواية تتحدث عن ( ضاري ) الذي وقع بالمصادفة في حب الجنية ( عيشة ) و التي
بدت له في بداية الأمر بإنها محبوبته ( فاطمة الزهراء ) ..
و حتى صرح عن نفسه بإنه ( أول سعودي يقع في حب أنثى مغربية ) ..
و تتوالى الأحداث في القصة ، و حتى مواقع السكون و الاضطراب فيها ، من الدخول إلى عوالم الجن
و وصف عوالمهم ، و كيفية محاكاتها لواقع البشر ..
فـ خلاصة الكلام ..، كلاماً كثيراً يتكلم عن ظهور ( الجن ) في السعودية بداءاً من الشرقية بظهور
( أم السعف و الليف ) ، و حتى ( أم حمار ) التي أختص بها الكبار دون الصغار ، و من النساء
إلى ( دعيدع ) الجني الذكر المرح و الظريف

..
مروراً بمنطقة الخليج ليأتي ( أبو درياه ) الذي يكون شكله أقرب للقرد الضخم ، و ( السعلاة )
و التي عُرفت بأكل اللحوم البشرية ، و قيل بإنها في الوسطى من السعودية .
و غيرها .. ، لا أود بأن أطيل أكثر ، و لكن برأيي بإن أغلبها من ( أم حمار ) و ( أم السعف و الليف ) قد تواجدتا في الخليج ، هذا لأنني سمعت بها يوماً قد وطئت أراضي البحرين ..
هذا .. و
الله أعلم ..
:
لا أتذكر بإني قد صادفتني مواقف شخصية مع الجن ، إلا أنني كنت أختلقها لنفسي

.. إلا أنني أذكر
من فترة بعيدة ، زارتنا أحدى الجارات ، و تخللت الأحاديث موضوع ( الجن ) حتى قالت بإن منزلهم
تصدر منه أصواتاً من المطبخ و غيره خاصة بعد منتصف الليل ، فتولد في نفسي الخوف الكثير ، إلا أن
الرغبة في رؤية ما يصدر من أصوات و تنقل للأواني في مطبخ الجيران ، زرع في نفسي مغامرة كما
أسميتها

، و تحدياً لنفسي بإن أراها بنفسي ..
لم أخبر أحداً بذلك اليوم ، فأنتظرت الجميع يخلد للنوم ، حتى حل الظلام في أرجاء المنزل ، فنزلت لتلك
النافذة و التي تطل على مطبخ الجيران مباشرة ، و أخذت أرتقب خروج الأصوات و تحرك الجن ليلاً ..
لا يزال التحدي يكبر في نفسي ، مع إنها الليلة الخامسة و لم أرى شيئاً و حتى بدئت في تكذيب
ما سردته لنا إبنة الجيران في تلك الليلة ، حمداً لله ..! بإنني في الإجازة حتى لا أسهر و أذهب لدراستي
مغمضة العينين

..
توالت الليالي و أنا على هذه الحال ، و في الليلة السابعة و بينما كنت في مهمتي ، إذا بصوت يناديني
( هيـــــه ) أرتعشت في مكاني و الخوف ينمو و ينمو ، حتى تكرر ذاك الصوت مرة أخرى ( هيـــه
أنتي ) .. حسناً ،، لقد عرفت صاحب هذا الصوت ، فلم يكن الجنية كما توقعت ، حتى ظهر البطل الصامت
كما أسميه

، ليسألني : ( وش تسوين ؟ ) ..
عموماً ، لن أطيل أكثر ، حتى إنه شاركني في ثلاث ليالي أخرى بهذه المهمة السرية ، حتى شاهدنا
أواني الجيران تسري لحالها في الليل الأنوار في ذاك المطبخ آناً مضاءة و أخرى مطفية و لا أعرف
ماذا أكثر لأنني خفت كثيراً فأغمضت عيني و لم أتحمل الخوف حتى هربت من ذاك الموقف ..
[ ..
أعتـــراف ! ..]
لقد خفت كثيراً كثيراً كثيراً ، رغم إن سنوات مضت على تلك الليلة إلا و أنني كأني أعيشها في
هذه اللحظات ..، كان منظراً مرعباً بالنسبة لي رغم إن ما رأيته كان في لحظات ، بدء أخي في تلك الليلة يسخر مني و حتى هذا اليوم

..
عموماً .. لا أخجل من الأعتراف بمخاوفي .. فـ أنا أخاف الظلمة كثيراً ،
و أختلق فيها ما لا يخلق

، كـ ( عزرائيل ) جنيتي التي أخاف من ذكر أسمها حتى ..
بدئت بزيارتي عندما شاهدت ذاك الفيلم الذي يحكي قصة الأنسان بعد الموت و إذا لم يكن سوياً في المحافظة على فرائضه ، و حتى لحظة التي يأتي فيها ( عزرائيل ) لذاك الشاب الذي نام عن الصلاة
ليوقظه : ( حســـن حســـن .. جاءك الموت يا تارك الصلاة ) و حتى باقي المشاهد التي لم أخف منها في مشاهداتي الثلاث الأولى ، إلا إن ضمير الخوف أستيقظ بعد ذاك : ) ..
هذا و عندما كنت في ( سوريا ) و خلدنا جميعاً للنوم ، و لأن الكهرباء هناك تنقطع كل ساعة و أخرى
و الحر شديداً في تلك الليلة ، جعلنا النافذة مفتوحة ، حتى يدخل الهواء ، و بعدما غرق الجميع في النوم
كان الأستعداد للأحتفال في ( سوريا ) بأحدى مناسباتهم الدينية ليخرجون بقرع الطبول ، و لك أن
تتصور كيف كان الصوت مرعباً و مخيفاً خاصة و إننا كنا نسكن في حي ضيق ، تخيل كيف يكون تردد
صدى تلك الطبول ، أستيقظت من نومي لأصرخ و أبكي و أخذت أجري في أنحاء الشقة و أصرخ
( جاء يوم القيامة )

، و أكررها كثيراً حتى ( ضربتني ) أختي و قالت لي ( باقي عليه خمس
دقايق )

، فعرفت بإني ما زلت على قيد الحياة .. و عموماً في تلك الليلة لم أنام ، و لكن
( عزرائيل ) زراني فيها كثيراً ، حتى حّل الصباح و أنا لا زلت ممسكة بيد أختي من شدة الخوف

..
:
[
الباحث عن الحق ] ..
عذراً لهذه الأطالة الكثيرة جداً جداً جداً : ) ..
و لكن ..!
أجبرني المحتوى على إن أفرغ ما في جعبتي ..
: )
:
كتبت فـ إبدعت ..
و خطك رسم قلمك الروائع ..
شكــراً لك ..
و تمنياتي لك بالتوفيق ..
: )
.
مواقع النشر (المفضلة)