تجاور بيوتنا جعلنا نلتقي يوميا عند عتبات الأبواب ،لا أذكر التاريخ بالضبط إلا أن ذلك كان في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي حيث كنا نلعب في فناءنا ألعاب متعددة. والدتها التي كانت تزور أمي كل عصر كانت دائما ما تمازح أمي وتقول بأنها ستخطبني لبنتها ميسون- هذا الاسم رمزي لحاجة في صدري- في البداية كان الكلام يحرجني ويحرج ميسون إلا انه ومع مرور الزمن تعودنا على هذاالكلام وأصبحنا لا نلقي له بالا. اليوم وبعد هذه السنين أصبحت استمتع بذكراه.

تآلفت مع ميسون أكثر من تآلفي مع أي شخص آخر وأصبحت أرى أنها تشكل جزء في حياتي . تكرس هذا المفهوم بعد حادثة جعلتني أنظر لميسون نظرة أخرى . كانت وزارة البرق والبريد والهاتف إن لم تخني الذاكرة تحفر آنذاك الشوارع على شكل أخداد، مما جعل الشارع المحفور مرتعا خصبا لنا . كانت هناك أشكال الألعاب . فمجموعة تقفز الأخدود بدراجتها ومجموعة تحارب أخرى بالنبالات وهكذا .

الشاهد في الأمر أن الأخدود جعل الجميع يلعبون في الشارع إلى قبيل المغرب وأحيانا بعد المغرب . وفي احدى الأيام قبيل المغرب- ساعة الذروة- جاءت ميسون مع أختها الصغرى . تصادف مرورها مع صبية يلعبون. تقدم احد " المقرد "وضرب أختها بدون أي سبب وهذا يحصل دائما وإلى لا ادري لماذا ؟!!
نظرت ميسون أليهم واخذت تكيل لهم السب والشتم . تجرا احدهم وضربها بحصاة مستخدما نبالاته . لا زال منظرها وهي تحتضن أختها وتخفض رأسها والصبية من حولها يضحكون محفورا في ذاكرتي كأنه حصل البارحة .
يتبع