



-
سلمان سلامي
من اهم المبادئ التي يقرها الاسلام هو الحفاظ علي انسانية الانسان و تحترام حقوقة المادية و المعنوية. في حال ان واقع ايران الحاضر لا يشير الي هذا المعني.. و الواقع المشهود هو حالة من التصنيف العرقي الذي نجده يمارس ضد ابناء شعبنا العربي في الاحواز...فكل عربي يتكلم بلغته او يرتدي زيه العربي يتهم بما هو موصوف عندهم ب(خلق عرب) و كان هذا الوصف جريمة نكراء و ذنب لا يغتفر يستحق سحق الكرامة...و كان الخلق العرب ليسوا خلق الله و لذلك يخشي العرب في الاحواز من ان يتهموا بهذا الذنب العظيم و بدرءون عن انفسهم العذاب من خلال تغيير جلودهم و مسخ اصالتهم حتي لا يظن العرق الفارسي المفضل علي العالمين بهم الظنون و يحرمهم من ابسط حقوقهم الانسانية. و نتسائل ماذا يجب ان نصنع في مقابل هذا الفكر العرقي الذي يعتقد بانه افضل خلق الله انسانا علي وجه الكرة الارضية...في مقابل هذا اولا ندعوا ايران الي هدي الاسلام الذي تدعي ايران حمل رسالته منذ قيام الثورة و نشر مفاهيمه الوحدوية الجامعة و التي تركز علي تقييم الانسان علي اساس تقواه لا عرقه و تكريم الانسان لاجل الروح الالهية التي يحملها في جسده الطيني تاركة باقي الاختلافات العرقية و الطائفية و القبلية لتعرف الانسان علي اخيه الانسان لا مقياسا للافضلية.
الا تقتنع ايران اذ يقول العرب رضينا بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد رسولا ان تعطيهم حقوقهم الانسانية و تعاملهم كسائر المواطنين في سائر المدن الايرانية...اننا نشهد ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله و نقيم الصلاة و نؤتي الزكاة و نصوم رمضان و نحج البيت اذا استطعنا اليه سبيلا...اليست هذه هي حقيقة الاسلام التي من المفروض ان تلزم ايران علي حفظ اموالنا و اعراضنا و اراضينا؟
لكن الواقع يقول ان ايران لا تعترف بانتمائنا اليها بكل ما تحمله كلمة المواطن و المواطنة من حدود جغرافية و كيان سياسي و عيشا مشتركا و مصالح متداخلة...ان ايران لا تابه بالانسان بل تريد الارض و الثروات و علي هذا الاساس تؤلف المجلدات الضخمة و تنفق الاموال الطائلة في سبيل اثبات فارسية الاحواز و غجرية الاحوازيين. انها تعترف بمختلف الانتماءات الدينية و العرقية بدون استثناء الا الاحوازيون المغضوب عليهم منذ 78 عام و لحد الان.
نحن نقول ان اختلاف الانتماءات الدينية و العرقية و السياسية للمواطنين اختلاف قائم ليس في ايران فحسب بل في جميع انحاء العالم...و اذا ارادت ايران ان تستبقي علي وضعها الجيوسياسي يجب عليها الاعتراف للجميع بالشراكة و التساوي في حقوق المواطنة و واجباتها...اما اذا اختلت هذه الموازين فان ذلك يهدد وحدة الوطن و امن المجتمع و استقراره و ان اخطر شئ علي وحدة الاوطان و مصالحها هو تضخم الانتماءات علي حساب الانتماء للوطن...فتنظر الجهة المسيطرة للجهة الاخري عبر دائرة انتماءها الخاص...و هنا تضيع المصلحة العامة و تضعف وحدة المجتمع.
ان ايران تتغافل عن هذه المخاطر و تتوهم انها اذا اتبعت سياسة التفريس في المناهج و الصحافة و الاعلام و شتي النشاطات الاخري تستطيع ان تمحو هوية شعب بكامله و نتساءل هل يوجد مثالا عمليا لمستعمر نجح في محو هوية امة حتي تكون ايران نمذجنا الثاني فكيف بها اذن و هي تريد ان تمحوا هوية شعب تتصل جذوره بالقرآن...انه سراب تركض وراءه ايران و لم تصل اليه لحد الآن و لن تصل اليه...فكلما تعدت الايام نجد الشعب الاحوازي يزداد انتماءا لاصالته بدلا من ان ينساها..فهل تظن ايران انها تستطيع ان تعمل ضد التيار الفطري؟
لذا نسال الله ان تستيقض ايران من هذا الوهم المدمر و ان تواجه الامور بعقلانية و واقعية من خلال خلق الوعي الوطني بين ابناء شعبها و تحقيق المساواة بين باقي الشعوب التي تعيش تحت كنفها و بالاخص الشعب الاحوازي من خلال اعطاء حق الحكم الذاتي قبل فوات الاوان و قبل ان تصل القلوب لدي الحناجر و بهذا العمل قد تكسب الي جانبها علي اقل التقادير اربعة ملايين عربي (علي حسب احصاءات ايران الرسمية) يتفقون و يقفون معها في سراءها و ضراءها.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)