رواية((العيش في منطقة حدودية ((
للكاتب (( ساير المسباح))
قرأت الرواية بنفسي....كانت مشوقة لدرجة أنني واصلت 7 ساعات متتاليات لم يفصلني إلا الصلاة دون أن أشعر بنفسي...وكل من حولي يتعجب عن سر هذا الانقطاع ....
رواية...العيش في منطقه حدودية رواية تتحدث عن نفسها...
تتلخص في أحوال الناس في منطقة حفر الباطن من عدة جوانب...وما واجهته حفر الباطن أثناء حرب الخليج
بدأت الرواية عن شاب اسمه راشد يسكن في حي العزيزية...وقعت في شباك هواه بنت الشيخ راجح ((منيرة)))...كان راشد يتيم الأب والأم ولم يكن لديه المال الذي يجعل له مكانة رفيعة بين الناس..
تقول منيرة لإحدى صويحباتها....................................))
وفي الرواية ماهو أجمل وأجمل
حيث إستوقفتي عبارة للكاتب... ((أما وقد ذهبا فاطعنيني يادنيا في أي أجزاء الجسم أينما شئت..فلقد غارت فيَ طعنتك وليس للألم بعدها أثر))
تحدثت الرواية عن تهريب الأسلحة من الدول المجاورة وما يواجهها من قلق وخوف..،
كما تحدثت الرواية عن علاقة المملكة العربية السعودية بالكويت والعراق..
تطرق الكاتب إلى العادات والتقاليد واختلاف تلك العادات في جميع بلدان المملكة..
ذكر الراوي الفرق بين سكان البدو وسكان الحضر واختلاف عاداتهم وتقاليدهم…
أثنى الكاتب على سكان المنطقة الجنوبية حيث أعجبتني عبارة ثناء من الكاتب(((قال عن سكان الجنوب::تكونت لديهم ومنهم كثير من الأسماء المشهورةواللتي تجاوزت حدود المملكة فصارت ليس مفخرة للجنوب بحسب بل لكل المملكة))
تحدث الكاتب عن مايميز سكان حفر الباطن وأستشهد على ذلك ...
تحدث عن البطاقات والنازحين من الدول العربية المجاورة
إثارة وتشويق اجتمعا في كلمات هذا الكاتب القدير...
رواية جميله نشرتها دار كتابنا للنشر والتوزيع في لبنان
من اجمل ماشدني للرواية
حفر الباطن والكويت
ووقوعها بين العراق والكويت زادها أهمية على أهميه_أو قل هما على هم _خاصة بعد نهاية حرب الخليج وظهور أمراض مابعد تلك المرحلة كالسرطان والإعاقة للمواليد مثلا: فانتعش اقتصادها ونما عمرانها. وسر ليس بالغريب عن احد إن عددا غير قليل من سكانها ترجع أصولهم إلى إحدى هاتين الدولتين وتربط الكثير أيضا علاقات قرابة بمواطنيها . وللكويت سحر خاص على أهل المدينة وتأثير ظاهر لا تؤثره الرياض ولا الدمام في عادات البلد ،ففي أفراحهم يتشبهون بعادات الكويتيين ، وفي لباسهم يتشبهون بهم ، وحتى سياراتهم غالبا من هناك وكلما كانت السيارة لامرأة كانت الرغبة بها أكبر، وحتى خادماتهم لمن استطاع ، تستقدم عن طريق الكويت لقلة التكلفة والمرتب مقارنة بالمملكة. وفي بداية النشأة كانت مستشفيات الكويت هي الوجهة المحببة لهم ، وإذا أردت أن تبحث عنهم تجدهم في حراج السيارات يجتمعون ، وأيضا حتى كلامهم يحاول البعض تقليدهم فيه فهو من أعذب الكلام ولو خلص من خلط الغين بالقاف لما جاراهم أحد لا من السوريين ولا اللبنانيين . وإذا رأى البعض ماهم عليه من الترف مع قرب مكانهم حدث نفسه بأحاديث وتمنى على الله الأماني.
وهناك ألفاظ مشتركة بين فيما بينهم وبين العراقيين والكويتيين يتفردون بها مثل إطلاق الكرفاجه على السرير،والغوري على إبريق الشاي،والدبشي على الحبحب،والاستكانة على كأس الشاي بلا عروه ذات النقوش الزرقاء،وبعض الأكلات المشتركة مثل الباجة والمليحيه وتسمية خبز المصانع بالخبز اللبناني وتكنية من اسمه أحمد بأبي شهاب
ابدع الكاتب في وصف الحاضرة والبادية
القبائل والحاضرة
والناظر في تاريخ القبائل كل القبائل العربية وغيرها يرى ضياع الرأي السديد
والتصرف الحسن وعدم القدرة على فهم الأمور والتغيرات والتكيف معها والاندماج في المجتمع الجديد
وهذا السلوك سلوك إفراد القبائل في عدم معرفة الواقع الجديد نتج عنه مع عوامل أخرى ليست من صنعه صراعا خفيا بين البادية والحاضرة لان كل من الطرفين ينظر إلى الآخر نظرة دونية لا اعتبار فيها للآخرين فتولد عنه مصطلح لحضري والبدوي الذي سعى كل منهما في أن يحوز المناصب الهامة وان يحتكرها قدر مايستطيع وكانت الغلبة بالطبع للحاضرة لما لديهم من أدوات هامة في مثل هذه المجالات ففي أيديهم التجارة والصناعة فالذين بسطوا نفوذ تجارتهم في العراق والشام وفلسطين ومصر والهند ووصلوا لرئاسة الغرف التجارية كما في البصرة زمن العقيلات وسمي جانب الكرخ في بغداد فترة بصوب عقيل لا يعجزهم أن يستحوذوا عليها في مدن مثل حفر الباطن وعرعر . واهم من ذلك امتلاكهم العلم قوام الدول وأيضا القدرة على العيش في بقعة من البلاد دون التذكير في عملية الاستقرار ولهذا يندر أن تجد من أبناء القبائل من يكون مديرا لجامعة أو محاضرا أو معيدا أو قاضيا في محكمة.وهذه بذاتها التي تجرح أكثر من غيرها فالاستئثار له مايبرره من نظريات وأفكار السياسة والحكم والملك إلا الدين فإنه لايبرر إلا العدل والقسط ، إما مايصنعه مختاروا القضاة في تفضيل لا بل الحصر القضاء في منطقة دون غيرها بل وفي حاضرتها دون باديتها فهذا ماليس له سند من الشرع والعقل وهنا كانت المرارة أن يلصق أهل الدين بالدين ماليس منه وسط سكوت نخبة من أهل الفضل والصلاح من أبناء هذه المنطقة الذين يرون هذا ولا يذكرونه وان حصل من بعضهم فعلى حياء شديد ولمرات قليلة يتيمة وهذا أول مايصدم طالب الشريعة في أول سنة يقضيها في الكلية حين يرى أن الأمر ليس أمر دين بل هو عنصرية بغيضة شنيعة ماكان لمنتسبيه للعلم الشرعي أن يقعوا فيها وخاصة وهم المثال الذي يراه ويحبه والنموذج الذي يدافع عنه ويعتز به فلطالما انتشى بعلمهم وحفظهم وتقواهم ونشر هذا بالآفاق معجبا ومبهورا فيتخرج وقد تغيرت لدية أفكار عديدة عن العلم وأهله وان ليس كل مايلمع ذهبا وان العلم والقضاء ونجد مظلمون بهؤلاء والأمر المثير للسخرية حقا تخوف بعض من أبناء القبائل وتحرجهم من أن يتم اختيارهم واولائك مافكروا فيهم لحظة
هذا كله ولا تزال أثاره باقية وستظل إلى حين فقل التزاوج بينهم لان كل منهم يرى الآخر ليس كفؤا له ومع تقدم الأيام وتمكن الحضري من ترسيخ قدمه في مصالح الدولة وتغلغله في مؤسساتها وإيثاره ذويه وفئته تبدل حال البدوي فاصبح يبحث عن رضى الحضري ولا يأنف قلة منهم من أن يرضوا بزواج بناتهم أو أخواتهم زوجة ثانية له بعد أن كان لا يهتم له ولا يعيره بالا ويراه مثالا للجبن والخور والميوعه وقل البلاهة فكم من مره غشه في بيعه أو شروه وعاد بعدها جذلان فرحا وفي ماضي الزمان غزاه ونهبه . أما الحضري اليوم فظل على حاله يرى البدوي ليس أهلا أن يصاهرهم كما فعل ذاك وهو اليوم اشد تعصبا وعنصرية من تعصب البادية وعنصريتهم السابقة. والمفجع في الأمر أن الحاضرة تدثروا بدثار التدين الذي يرضخ له الناس وبسببه يطيعون ، أما وقد تدثر به الآخرون فهنا وقع التباين بين الفريقين وماعاد لأحد فضل على الآخر وهذه العصبية الحضرية مستعصية الفهم فأبناء القبائل الذين دارت فيما بينهم المعارك ووقع القتل وسفك الدم وقامة الثارات عادوا بعد توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز رحمه الله إخوانا متجاورين متصاهرين وابتدأ أولائك عصبية جديدة
صـــور من حوار
بداية التغيير
وفي خلوة من خلوات راشد مع اغنامة اطرق لنفسه كثيرا واستغرب ماحدث له في الآونة الأخيرة بعد لقائه بصالح بعد شرائه السلاح فجميع ن يعرف مجادلة وخارجه حاصروه بأسالتهم فان سلم من منيرة في الدار فلن يسلم من عبد الله في غرفة الحراسة فكلاهما يهاجمانه بأسلحتهما وهو مع ذلك يعذرهما ويقول لنفسه (مالذي يدفعني إلى الاهتمام بشان صالح ومقابلته بعد شهر فانا كل يوم أقابل وأتعرف على آخرون وأزورهم ويحضرون إلي ومع هذا فلا أجد لهم في نفسي من الاهتمام مااجدة لصالح مع إني لم أقابله إلا قليلا وأمر السلاح مالذي استغربه فيه فالناس منهم من يعمل بطريق سليم وآخر يعمل بأمر محفوف بالخطر).ورغم كل هذه المحاولات من راشد أن يبعد هذين الأمرين عن نفسه إلا انه لم يستطع بل بقي يترقب موعد حضور صالح إليه بشيء من العجلة وكأنه لاينتظر رجلا بل ينتظر معشوقة له منعها أهلها من لقائها به فهذا الشهر لم يعد شهرا كشهور السنة بل كأنه من أيام المسيح الدجال نهاره طويل وليله أطول وأصعب شيء على المرء الانتظار....
ولام راشد في نفسه صالحا على هذا الموعد الذي انتظره راشد كثيرا واشغل نفسه به وآثار فضول كل من يعرفه حوله
دمــــتم بود
مواقع النشر (المفضلة)