[align=center]

المسرحية الثالثة:



تخرجت من المرحلة الثانوية و تم قبولي في الجامعة , فرحتي كانت لا توصف فـ لقد تم قبولي من بين

الألاف و خطوت خطوةً مهمة نحو المستقبل .. أتتني التهاني من الأقارب .. ولا عجب في هذا ولكن الشيء

المستغرب أن البعض كان يدعو لي بالعون والنجاة والفكه من الجامعة كما لو أنني ذاهب إلى سجن أو راحل

إلى علاج .. تم تحذيري من الجامعات و ظلم الدكاترة وما يحدث من مشاكل .. ولكني لم أعبأ بما قيل لي

لأن التعليم العالي كان طموح بالنسبة لي وهدف لا بد من تحقيقه! بعد أن درست وتوغلت في ثنايا الجامعة

رأيت وسمعت عن أشياء لا تخطر على بال بشر .. من ظلم وتعدي على حقوق الطلاب و تسيب و استهتار

بالنظام .. طبعاً كلنا عارفين وما ننكر الضغط اللي يواجهه الدكاترة والموظفين ..

بس هالضغط ما يخلي الأمور توصل لأنهم ينجحون طالب متوفي من بداية الترم !!

ولا أنهم يحرمون الطلاب المنتظمين في الحضور من دخول الإختبار!!

وتعلق أسماء طلاب ساحبين ملفاتهم من الجامعة بلوحة من لهم أحقية دخول الاختبار !!

وما أعتقد أن الضغط بيشفع للدكتور بأن يدخل على الطلاب وبكل عنجهية يقول : أنا أدرس الترم هذ (ست)

قاعات غير قاعتكم خمس منهم اشتكوني عند العميد وش تنتظرون انتم ؟! ,

وأظن ما فيه عذر للدكتور بأنه ما يصحح أوراق الاختبارات ويحط لك بدافع الشفقة درجة ( د = مقبول ) بدال

ما يصحح الورق ويعطي الطلاب على قد تعبهم وجهدهم!!

الضغط ما يسمح لهم بأنهم ينزلون لك مواد وبعد ما تدرسها تكتشف أنها محطوطة لك بالغلط ومالها دخل في

خطتك الدراسية.. وبعد ما تكلم رئيس القسم يقول لك : شف يا عزيزي .. دراسة مواد زياده عادية جداً ..

ومفيدة لك وما تضرك أبد .. أهم شيء انك ما تتخرج واتت ما خلصت المواد المطلوبه منك ..

خخخخخخخخ !! <<--- بالله هذا كلام واحد إداري !!


تخيلوا طالب خلص مستوى كامل ولما أنتقل للمستوى اللي بعده ما قدر ينزل مواد وقال له الموظف انه عندك

أربع مواد رسوب من المستوى السابق ! .. طبعاً هو كان ناجح ومعه الأوراق اللي تثبت وكل شيء كان موجود

.. ومع ذلك جلس ترمين ( سنة كاملة ) رايح راجع عشان يعدلون الخلل اللي ما كان للطالبالمسكين أي دخل فيه!!



يوم كنت في المستوى السابع كنت مثل أي طالب جامعي فرحان بقربه من التخرج ولازم يطبع سجله الأكاديمي

ثلاث مرات في الأسبوع ,

دخلت مره على مكتب المسؤول عن الطباعة وبعد ما طلبت منه سجلي الأكاديمي قال لي : أنت طالب جديد وتوك

مسجل عندنا مالك سجل أكاديمي !! ..

قلت له وش لون أنا طالب جديد وأنا لي أكثر من أربع سنوات أدرس عندكم !! أطبع لي السجل لو سمحت

بعد ما طبع لي السجل لقيت معدلي صفر وكأني ما درست ولا ترم ! .. رحت للعميد وقلت له السالفة ونادى هو

بدوره المسؤول عن إدخال البيانات وأستفسر منه عن الموضوع وبكل بجاحة ابتسم وقال يمكن سقط سهواً ..

و فعلاً كما يقال شر البلية ما يضحك اكتشفت أنه فيه 15 طالب سقطوا سهواً مثلي ..

وأبشركم تم علاج هذا الخطأ بسرعة خارقه وتم التعديل بعد ثلاثة أشهر فقط !!

أذكر كان عندنا دكتور في الجامعة .. مشهور بالشـر و الظلم و ترسيب الطلاب وعنده طلاب ما بقى لهم ويتخرجون

إلا مادته هو بس !! .. وجلسوا عنده حدود السنة أو السنة ونصف .. يجون للجامعة ويدرسون مادة وحده بس !!

ويرسبهم وبدون حسيب ولا رقيب !! رغم إنه بعضهم مثل حالتي مغترب دراسياً ..اللي من الشمال واللي من

الجنوب رحنا كلمنا رئيس القسم وقال لنا : الدكتور فلان !! لا تكلموني فيه لو سمحتوا !! رحنا للوكيل وللعميد

حق الكلية وبرضوه نفس الكلام !! حتى أذكر إن واحد من أخوياي مكلم رئيس القسم بعد صلاة العشاء في

المسجد اللي عند بيته ..

لعل وعسى انه يفيدنا وبرضوه نفس الأسطوانه المسجلة " الدكتور فلان !! .. لا تكلمني عنه !!

بعد فترة سمعنا عن مؤتمر كبير لعميد الجامعة والمؤتمر بيحضره وجهاء البلد (اللي فيها الجامعه) وبعض

المسؤولين , حضرت أنا وبعض زملائي المؤتمر وبعد عدة دقائق من دخولنا بدأ العميد بالتكلم عن الجامعة

( نحن نفخر بأن طلابنا .. ونحن نفخر بأن جامعتنا .. ونحن .. ونحن … إلخ ) .. قام أحد الزملاء من مقعده وهو

غاضب وقال له : طيب بالنسبة للدكتور فلان !! .. تفخر فيه بعد ؟! ..

التفت عليه العميد وقال له : لو سمحت (مهوب) هذا وقته الحين !! .. أنا معه صحيح (مهوب) هذا وقته ..

هذا وقت انه يجلس يصور مع كل الموجودين ومن بكرة نفتح جريدة الجامعة ونلقى صوره معبية الجريدة ومصور

مع فلان وعلان !! .. هذا وقت انه يتكلم ويفخر للحاضرين عن طلاب ما عمره شافهم أو حتى يدري عنهم!! ..

صدقني لو استمر وضع جامعاتنا على كذا بعد كم سنة ياوزارة التعليم العالي تلقون نفسكم تدرسون الكراسي

والطاولات!! <<--- كلام كبيييير !!

طبعاً في مسيرتي في الجامعة شفت دكاتره مالهم مثيل ولا بديل وكنا نكن لهم كل احترام وتقدير, لا من أمانة

وخلق وحسن تدبير, ولا بعد وفوق هذا كله يحاولون تطوير الجامعه ! .. بس للأسف كانت توجه لهم الكلمات

المعتاده من زملائهم الحسودين والمتكاسلين " ليه ! - وشهولة ؟! - ماله داعي تسوي كذا! " .. إلى أن

يستسلم أو يمل ويصير مثل غيره إلا من رحم ربي !!



وتغلق أبواب الجامعه !! أقصد ويغلق الستار



يتبع
[/align]