شجع نجاح عدد من الأعمال الدرامية البدوية

في الفترة الماضية العديد من المنتجين والفنانين على تكرار التجربة، ومن المنتظر ان تحفل شاشة رمضان المقبل بعدة مسلسلات بدوية تصور حالياً في الأردن وسوريا.



وبين معالم مدينة تدمر الأثرية في سوريا يسابق فريق عمل مسلسل “سعدون العواجي” الزمن لإنجازه قبل الشهر الكريم، حسب غادة صالح نائب مدير عام شركة الريف للانتاج الفني منتجة المسلسل، ومقرها أبوظبي. ورجحت صالح التي رافقت الصحافيين قبل أيام في جولة في موقع تصوير المسلسل عرضه على عدة محطات خلال رمضان.



وقالت صالح: العمل يسير وفق الخطة الموضوعة له بمتابعة مباشرة من المستشار هاشم القيسية المدير العام لشركة الريف للإنتاج الفني وذلك لما للعمل من أهمية في دعم الدراما العربية الأصيلة والوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من الخارج من مسلسلات مدبلجة وغيرها.



وتدور أحداث مسلسل “سعدون العواجي” حول قصة فارس وشاعر وبطل من منطقة نجد شمال الجزيرة العربية حيث يعيش في قبيلته مع والديه حتى يصبح شابا وعندها يقرر جزء من القبيلة الارتحال عنها إلى بلاد الشام مع (ابن غبين) ومن ضمن هؤلاء صديق سعدون (ملعب العواجي) الذي قطعت رجله في إحدى الغزوات على يد (محمد بن عويدات) ويعود ملعب ويقتل ابن عويدات ثأرا لنفسه ولجده محمد العواجي الذي قطعت يداه من قبل الأتراك بسبب عدم إعطائهم الإتاوة المفروضة.



وخلال رحيل قافلة مع ابن غبين إلى سوريا تتوقف عند نبع ماء لسقاية الابل، لكنهما يفاجئان بغارة من بعض القبائل فيتصديان لها ويستكملان الرحلة، لكن قبل وصول القافلة إلى سوريا يقرر ملعب أن يعود أدراجه مع بعض أفراد قبيلته لكن رحلة عودته لا تكتمل إذ توافيه المنية قبل بلوغ دياره.



يبقى سعدون مع والديه وبعض من جماعته في نجد، ويتزوج من رباحة ويرزق منها بنجلين يسميهما عقاباً وحجاباً، لكن خلاف سعدون مع زوجته حول قرارها الرحيل والالتحاق بأهلها في سوريا يؤدي إلى الطلاق، فتأخذ رباحة ابنيها معها وترحل مع أهلها ليبقى سعدون وبعض من قبيلتها في مكانهم.



ويعلو نجم سعدون بين أفراد قبيلته ويصبح مسؤولا عن تدبير أمورها، لكن ابن عمه شامخ يتململ من الوضع بعد أن دب الخلاف بينه وبين ابن عمه حول نصيب كل واحد منهم من الغنائم.



يعمل ظاهر صديق شامخ على إضرام نار الفتنة بينه وبين سعدون وذلك انتقاما من الأخير الذي كان حكم لمصلحة راع يدعى كساب في مسألة خلاف بينه وبين ظاهر. وينشق شامخ عن سعدون ويستولي على الإبل عنوة ولا يترك له سوى القليل، وبعد إقصائه من قبل ابن عمه يقرر سعدون الرحيل عن القبيلة.



في الجانب الآخر ينشأ ابنا سعدون بين أخوالهما، تنشئة سليمة ويصبحان فرسانا، فيشير عليه صديقه بأن يكتب إلى ابنيه عقاب وحجاب في سوريا لكي يعيناه في هذا المصاب، بعد أن ذاع صيت ابنه عقاب كفارس مهيب جمع حوله رجال قبيلته وتزعمهم، فيكتب سعدون رسالته إلى ابنيه في قصيدة ويحملها لرسول ينقلها لسوريا.



يصل الرسول إلى حجاب وعقاب ويلقي عليهما القصيدة فينتفض عقاب غاضبا لما حل بوالده ويبلغ أخاه وصديقه عيد نيته التوجه فورا لنصرة والده، يبيع عيد فرسه الغالية عليه بعد وعد من عقاب بمكافأته بأحسن منها لدى وصولهم، فيوافق عيد على أن يرافقهم في تلك الرحلة وينضم إليهم صديقهم علي وبعض من رجاله لقوة الصداقة التي تربطهم.



وتستمر القصة في تسلسل بديع حيث يعلو شأن عقاب ويصبح بطل القبيلة وشاعراً يفخر به سعدون العواجي والقبيلة بأسرها، كما يبرز دور حجاب ويتزوج كل منهما ويرزقان بأبناء لكن تطورات غير متوقعة تقلب الأحداث لتنتهي بقصيدة رائعة من شعر البادية في نجد الجزيرة العربية.



مسلسل “سعدون العواجي” من إخراج نذير عواد ويضم كوكبة كبيرة من أبطال الدراما العربية منهم رشيد عساف في دور سعدون العواجي ومرح جبر وجهاد الزغبي وفاروق الجمعات من سوريا، وشاشين فرزدق ويوسف الجمل من الإمارات، وعبير عيسى وخالد نجم وحابس حسين وتولاي هارون وخالد جزاع وداوود جلاجل وديانا رحمة وسهير عودة وعبد الكريم الجراح وأمجد الحسين ومارغو حداد من الأردن وعبد الله الهلال الشمري من السعودية.



وبيّن سهيل عساف مدير الإنتاج أن قصة العمل للكاتب فهاد الشمري، والإشراف الفني والتاريخي والمعالجة لعلي المسعودي،والتدقيق اللغوي للهجة البدوية لخلف مطران وادي، ومدير الإضاءة كنان حلفي، ومدير التصوير خليل سلوم وتصميم الأزياء لناهد العلي.



وبدأ تحضير العمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالتصوير في كل من مدينة الرقة وقطنا بينما يُصَور الجزء الأكبر في مدينة تدمر الأثرية.



المخرج نذير عواد الذي سبق وأن أخرج أعمالاً ناجحة مثل “الشتات” و”كسر الخواطر” و”ظل امرأة”، تحدث قائلا: إنه عمل مميز مع شركة الريف للإنتاج الفني مؤلف من 30 حلقة، والشيء الرئيسي في هذا العمل أنه مر على المنطقة مرحلة جفاف جاعت فيها القبائل فكثرت الغزوات التي صنعت أبطالاً تحدثت عنهم القبائل، والفترة التي يتحدث عنها العمل تعود إلى 1750 تقريبا وتمتد الأحداث لمدة 65 سنة.



وأكد أن تصوير العمل جارٍ على مدار الساعة وأن الحلقات الجاهزة ستعرض في بداية رمضان، مع الاستمرار في تصوير باقي الحلقات.



الفنان السوري رشيد عساف أكد أن العمل رصد لحياة البداوة في الجزيرة العربية في مرحلة تاريخية تعود إلى القرن الثامن عشر أيام حكم الأتراك للمنطقة، موضحاً انه يجسد دور سعدون العواجي أحد أهم شعراء فرسان الجزيرة العربية وشيخ قبيلة العواجي، التي تعود إلى الجد وائل أخي الزير سالم، وتكون في ترحال دائم بين الجزيرة وسوريا الشمال وهنا يتبين عمق العلاقة بين البلدين.



وأوضح أن سعدون العواجي شخصية أساسية في العمل تبدأ بالظهور في الحلقة الثالثة وتنتهي في الحلقة التاسعة والعشرين.



وعن صعوبات العمل ذكر عساف أن ملامح العمل الأساسية تظهر من خلال القحط والجوع والترحال في البادية، ولكن الشيء الأهم والهدف هو فهم طبيعة حياة البداوة والمجتمع البدوي والحياة القاسية من خلال الغزوات على القبائل من أجل الصراع للبقاء الذي يكون للأقوى، لكن الصراع هنا يأخذ شكل الفروسية التي تؤدي إلى ظهور شخصيات اسطورية مثل سعدون.



وأضاف: قبيلة العواجي الموجودة حاليا عند مشاهدتها لهذا المسلسل ستفرح وستنزعج في آن، ستفرح بتاريخ القبيلة وشيخها وستنزعج لحالة الصراع وغزوها للقبائل الأخرى، وفي ذلك موعظة وإسقاط على الواقع لعدم العودة إلى حالة الصراع والتنافس والتاريخ المملوء بالدم من أجل البقاء، وما يميز عمل سعدون العواجي عن الأعمال البدوية الأخرى أن خلفية العمل مختلفة تماما، حيث أن قبيلة العواجية التي تعود للعام 1760 لم تعتدِ على قوافل الحج بهدف الغنائم، إنما إثباتا للوالي العثماني بأنهم أقدر على حماية القوافل، في حين يكون الاعتداء بهدف الغنائم في الأعمال الأخرى وهذا ما يحصل في العراق من صراع للسيطرة على النفط.



وعن التوجه نحو إنتاج الأعمال البدوية بكثرة قال رشيد عساف: إننا محكومون برغبة المحطات التلفزيونية



الفنانة الأردنية عبير عيسى تحدثت عن دورها قائلة: نقدم في العمل قصصاً حقيقية، وأجسد دور رباحة زوجة سعدون العواجي وأمر بكل المراحل حتى أصبح جدة.



وتحدثت الفنانة رنا العظم عن دورها في العمل قائلة: أؤدي دور فرحة ابنة سعدون وهي شخصية لطيفة ورقيقة وهي البسمة لأخويها وأمها، ولقيت صعوبات كثيرة في بداية العمل خاصة ظروف التصوير الصعبة في الصحراء وكذلك صعوبة إتقان اللهجة البدوية لكن لقيت المساعدة من فريق العمل كله.

جريدة دار الخليج

14/8/2008