[align=right]هاأنا أسير في مكان لم يسر فيه أحد قبلي قط ولن يسير فيه أحد غيري ,, لي أنا فقط..
إني أتجول داخل نفسي وداخل أحشائي.. ليكون الحديث من نفسي ولنفسي ..
هاأنا أسير بهدوء تام لأقف أمام باب أسود مريع مخيف يبدو وكأنه قد تشقق قليلا لكنه متماسك كتب عليه ((باب الذكريات)) فتحته بهدوء خشية أن ينكسر .. غرفة مظلمة الغبار قد أحاط بها من كل حدب وصوب و ليس فيها سوى نور ذلك التلفاز الذي على شكل قط أسود فاغر فاه لتكون فتحت فمه شاشة والأذنين سماعات والعينين هما أدوات التحكم فهو ليس حديث التصنيع وليس من الأجهزة التي يتحكم بها في ريموت..
فيه فيلم يُعرض.. هذا الفيلم أعرفه جيدا وأعرف ممثليه أنه من بطولتي بل هو يعرض الآن موقف لي أيام الطفولة
عُنوِن لهذا الفيلم (( شغب أيام الطفولة))
بدأ الفيلم يعرضني أنا صغير لم أدرس بعد وكانوا أهلي إن أرادوا يزعلوني ويضحكوا معي أو بالأصح علي يقولون لي سنزوجك
عندها تنطلق شرارة الغضب وأبدأ بالصياح وربما الضرب... هكذا تفعل براءة الطفولة
ومع ذلك أنا أحب براءة الطفولة وسأقول لكم لماذا..!!
براءة الطفولة.. تكاد تكون الصفة الوحيدة التي أتمناها من صفات الطفولة.. براءة الطفولة كم أنا محتاج لها هذه الأيام..
كم من موقف أراه أحتاج أن أتعامل معه ببراءة الطفولة
كم من مقال أقرأه أحتاج أن أتعامل معه ببراءة الطفولة
كم من منظر أراه أحتاج ان أتعامل معه ببراءة الطفولة
كم من قصة أسمعها أحتاج ان أتعامل معها ببراءة الطفولة
إلا أن خبث النفس بدأ يطغي على براءة الطفولة حتى غمرها كاملة فلا براءة لدي
كل أمر أتعامل معه بخبث وسوء ظن
كأني لم أقرأ أو أسمع يوما قوله تعالى:
(إن بعض الظن إثم)
أخوض في نوايا الناس وأنا مطلع على قصة أسامة بن زيد وهي أنه قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات -مكان من جهينة- فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي، فقال: "أقال لا إله إلا الله، وقتلته"؟. فقلت يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها أم لا؟ رواه مسلم.
ماذا لو أن أسامة تعامل مع ذلك الرجل ببراءة الطفولة بحيث يدعه ولايقتله من المؤكد أنه لن يحصل ماحصل
أفسر بل أؤول كل مايمر علي مدعي بذلك الفراسة كأني إياس القاضي ومدعي أني أفهم كل مايقصد الآخر
إن لم أكن بريء فليتني التزمت بقول الشاعر
ليس الغبي سيد في قومه *** إنما سيد قومه المتغابي
هل رأيتم معي ماهي مكانة براءة الطفولة هذه الأيام
يابراءة الطفولة هل لك من عودة ولو ليس في كل الأمور ولو يسيرا
وأخير كتبت في البداية الحديث من نفسي ولنفسي فلماذا تقرأه..؟[/align]
مواقع النشر (المفضلة)