... أبــــو مشـــفـــي ...

[الباحث عن الحق]

أنعم وأكرم بأبي مشفي، ألهم الكثير بعبادته وطاعته وحبه للخير والدعوة بما عنده، وكما أعرفه في حينا حين كان يصلي بمسجدنا ويأتي بين الحين والآخر إلى مجالسنا.. ومع غمز قلة قليلة من الشيبان له ولمزه أمامه إلا أنه يصبر على ذلك ويعود بين الحين والآخر بكلام طيب وذكرٍ حسن وصدر فسيح.. وكم يفرحني أنني حين أجده الآن في إحدى المجالس أو أراه في المصلى.. أجده كما هو منذ سنوات طويلة.. في الكلام الطيب والحرص على الخير والتبكير للصلوات في حين أننا نخترع (صراعا) مبالغا فيه مع أنفسنا، ونجعله عربونا لتكاسلنا عن طاعة الله تعالى.. صرف الله قلوبنا جميعا إلى طاعته.

أما الاحتفاء بالأغنياء أو من يقاربون الأغنياء احتفاء مبالغا فيه فالسبب عند الناس كما ذكر الأستاذ همام.. أنه يرجى منهم شيئا في المستقبل، وإن كانت ملامحهم وأخلاقهم لا تدفعك لتصديق ذلك، أكره هذا الاحتفاء المبالغ فيه، لأن له أثرا سلبيا في نفس ذلك المحتفى به، ثم إن الاحتفاء المبالغ فيه لا يضر ولا ينفع.. أو لعله يضر لأنه كما يذكر أهل الحكمة، الاهتمام المبالغ فيه للشخص يهون من قدرك أمامه فاللئيم يجد في ذلك سبيلا لإذلالك، والكريم يكره ذلك منك لأنه قد يعده نفاقا، فإن أحوجتك الدنيا إلى أمثالهم فإن الطيّب منهم سينفعك ولو كان احتفاءك به مبالغا فيه أو عاديا كغيره من الناس، أما (العَفِن) فلن ينفعك ولو فرشت له الأرض بساطا أحمرا ونثرت عليه من الورود وطيب الكلام ما نثرت.

بارك الله فيك أخي النشمي.