افتتاح مؤتمر"مناهض لانتشار الإسلام" في أوروبا
كولونيا (المانيا): وسط احتجاجات واسعة، افتتح في مدينة كولونيا الألمانية مؤتمر "مناهض لانتشار الإسلام في أوروبا" بمشاركة ممثلين عن اليمين الأوروبي المتطرف.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين 150 شخصية من اليمين المتطرف والسياسيين والخبراء من كافة أنحاء أوروبا، من بينهم السياسي الفرنسي جان ماري لوبان، والبلجيكي اليميني فيليب دوينتر، والنائب الأوروبي أندرياس مويزلر، الذي تعرض للطرد من حزب الحرية النمساوي لكونه شديد التطرف.
وقالت حركة "برو كولن" أو "من أجل كولونيا" المتطرفة الداعية لهذا المؤتمر في بيان لها على موقعها الإلكتروني: "نرفض أن تصبح دولتنا يسيطر عليها العرق العربي أو مثل بابل يختفي منها الجنس الأوروبي".
وأضافت المنظمة: "نريد أن نحافظ على حضارتنا، على مدننا وقرانا ومدنيينا، وعلى طريقة عيشنا".
ونقل موقع "دويتشه فيله" الألماني عن فولجانج كابوست الخبير في شؤون الأحزاب اليمنية المتطرفة قوله: "إن المجتمعين في كولونيا هم من أقصى اليمين المتطرف في أوروبا.. وشعورهم بقوميتهم قوي".
وتابع: "يمكنك أن تعرف ذلك من خلال السيرة الذاتية لقادتهم، إنهم أعضاء في الحزب الوطني الديمقراطي، وفي الحزب الجمهوري، وأنشئوا اتحادا ألمانيا متطرفا".
وأضاف: "إن جميع هذه المنظمات والأطراف يصنفون على أنهم من اليمين المتطرف العنصري".
احتجاجات واسعة
ولقي المؤتمر معارضة واسعة من نشطاء في المجتمع المدني وساسة ومسلمين.
واحتشد متظاهرون يساريون لاعتراض ناشطين من حركة بروكولن المتطرفة ما أدى إلى حصول شجارات وتراشق بالحجارة بين الطرفين.
وحمل الناشطون اليساريون لافتات كُتب عليها "امنعوا مؤتمر النازيين وأوقفوا الحركة من أجل كولونيا" و"لا للنازيين"، كما أطلقوا شعارات مناهضة للنازية.
واعتقلت الشرطة سبعة أشخاص، ونشرت في المكان نحو 3000 شرطي تخوفا من أحداث أمنية خلال هذا المؤتمر.
من جانيه، قال يورغين ريتجرس، رئيس وزراء ولاية شمال الراين- ويستفاليا: "أولئك يسيئون لعالمية وديمقراطية مدينة كولونيا التي اتخذوها مكانا لعقد اجتماعهم المتطرف ضد التسامح والمصالحة والإنسانية".
وبدوره، دعا عمدة كولونيا فريتز شراما السكان لإظهار "اللامبالاة" لأعضاء اليمين المتطرف، وقال مخاطبا سكان الحي الذي سيجري فيه المؤتمر:"يجب أن تغلقوا أبواب ونوافذ وستائر منازلكم في إشارة احتجاج".
وتابع: "يجب أن تظهروا لمنظمة (بروكولونيا) أنهم غير مرحب بهم في المدينة".
وقبل بدء المؤتمر بدأ عمدة كولونيا في التخطيط لحشد ما بين أربعين إلى ستين ألفًا شخص لمواجهة هذا الحدث المناهض للإسلام والمسلمين في مدينته، حيث من المقرر أن ينظموا مسيرة السبت أمام مقر المؤتمر.
وقال في مؤتمر صحفي: "إن هذه المدينة للمسيحيين وللمسلمين معا، لكل من له أو ليس له دين.. لقد اشتهرت كولونيا بالتنوع والتسامح، وإننا لا نرحب بمن يحاولون إثارة النعرات العنصرية أو الشعوبية".
ولاقت دعوة عمدة المدينة صدًىً واسعًا بالفعل لدى سكان كولونيا؛ حيث رفعت مئات اللافتات التي تعلن رفضها لهذا المؤتمر، كذلك أعلنت الاتحادات التجارية والنقابات العمالية والكنائس وغيرها من الفعاليات عن خطط للإعراب عن احتجاجها على هذا المؤتمر.
وبدورهم، بدأ نشطاء في الأقلية المسلمة تسيير مسيرات مناهضة لهذا الحدث العنصري.
ويبلغ عدد المسلمين في ألمانيا حوالي 3.2 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان البالغ 82.6 ملايين نسمة.
وبالرغم من أن الإسلام هو الدين الثاني في أوروبا، فإن المسلمين في القارة كثيرًا ما يواجهون حملات عنصرية من جانب اليمين المتطرف، وكثيرا ما يهاجمون المساجد، ويطالبون بعدم بنائها، بحجة أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى "أسلمة" أوروبا.
وأظهر استطلاعًا للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث -مقره واشنطن- ونشر اليوم أن المواقف تجاه المسلمين قد أصبحت أكثر سلبية في السنوات الأخيرة في أوروبا، وإن نحو 52% من الأسبان، وما يقرب من نصف الألمان، و46% من البولنديين وما يقرب من أربعة من كل عشرة من الفرنسيين ينظرون بتعالٍ إلى المسلمين، بينما أقل قليلاً من ثلث الروس ونحو ربع البريطانيين يكنون مشاعرَ معادية للمسلمين، وفق الاستطلاع.
مواقع النشر (المفضلة)