[align=center]السبت 18 / 10 / 2008
الرياض
أزمة العصر المفاجئة
لم أتفاجأ أبدا بهذه الأزمة المالية العالمية بل العكس كنت متوقعاً حدوثه قبل ثلاثين عاماً وأنا في العشرينات من عمري .
وقد كتبت خطاباً فيه عدة اقتراحات وآراى وتوقعات لما قد يحدث مسـتقبلاً من أزمـات أو حـروب أو كـوارث وحيـنها كـنت ملازما بالحرس الوطني وتـخطيـت المراجع العسكرية وأرسلته مباشرة للمراجع العليا... وقد حدث كـل مـا تـوقـعـته فيما بعد وحدثت الحروب أولها الحرب العراقية الإيرانية وبـعـدها غـزو الـكـويـت وحـرب تـحرير الكويت والحرب على أفغانستان وإحـلال الـعـراق علاوة على قضية العرب الكبرى في فلسطين والحروب الأهـلـيـة فـي لـبـنـان وغـزو إسـرائـيـل لـلـبنـان ( والحبل على الجراره ) .
كل هذه الحروب ندفع ثمنها نحن أهل الخليج....؟ لتحقيق أهداف أمريـكـية في المنطقة .
أما الأزمات فمن أهمها وأكبرها ما نشهده اليوم من أزمة عالمية لا مثيل لها منذ أكثر من سبعين عاما أضرت ومست الأطفال والنساء والرجال معا ولم يسلم من أثارها وشرها أحد حتى الحيوان والنبات والماء والسماء والطـيور في وكفأتها .
أما الـكوارث فهي آتيه نتيجة لهذه الأزمات ولا أحد اعتـقد انه ينمى شئـنا أن أبـينا لأنها نتيجة حتمية لسياسات إستراتيجية خاطئة قادة لا يعـوا ولا يعرفـوا الـتخـطـيط والحـسابات والنتائج وغلبوا مصالحهم الشخصية على المـصالـح العليا والعامة لخدمة شعوبهم والأجيال القادمة.. بل كان تركيزهم بالتخطـيط والتفكير أنهكوا أنفـسـهم وسخروا أفكارهم وسخروا أفكار كل من حلوهـم بل اسـتـقـدموا وقـربـوا كل من له فكر في سبيل الحفاظ على الكراسي وإحـلالها ونـهـب مـا يـمـكن من ثروات البلاد وحقوق الشعب بطرق وسياسات ماهرة تـجـعـل مـن الـمـسـلـوب حـقـه أن يـشـكـر ويثني ويمدح السالب.. فانـشـغلوا وانـصـرفـوا عـن الاهتمام والتخطيط والتفكير عن السياسات والاستراتيجيه الـتـي تحقـق بنتائجها الحد الأدنى للمصالح العامة للوطن والمواطن والوقاية الــمــســبــقــة مــن مــصــائــب الــحــروب ومـآسـي الأزمـات والـكـوارث .
أما الـيوم وبـعد أن وقع الفأس بالرأس فلا بد من معالجه هذه الأزمة قبل أن تتحول إلى كارثة لا يمكن علاجها... وهذه المعالجة لهذه الأزمة هي صعبة جـدا ومـره لـكنها بالوقت نفسه ممكنه إلا أنها تحتاج لشجاعة وإقدام وجرئه واتـخـاذ قـرارات حـازمـة وتـنـفـيـذ صـارم لا أحد يستطيع عرقلة تنفيذ هذه القرارات والتحايل عليها .
وإنـنـي اقـتـرح وأرى عـلـى ولاة الأمـور الـمـبادرة الفورية ومن الآن البدء بالبحث عن أفضل علاج جذري يستأصل الأزمة وليس علاجات تخديريا أو وقتيا أو مرحليا كتصريح مدير عام مؤسسة النقد السعودي مع احترامي له وأنني إذ أرى أنه لدينا الوقت ضمن سنوات فقط وإلا ستحل كارثة لا علاج لها أما الآن فممكن جدا أن نعالج الأزمة ولو بالكي الذي هو آخر الطب .
وإنني إذا أعرض رأيي واقتراحي وهي على سبيل المثال لا الحصر وهي :-
حيث أن تصريح لطمئنت المواطنين السعوديين حينما صرح قال أن مؤسسة النقد تقوم بتوفير السيولة للبنوك وأنها تحافظ وتضمن أرصده وودائع المواطنين أن هذا التصريح هو ليس في صالحهم وضد مصلحتهم لأنه :-
أولاً :- لا يوجد للمواطنين ارصده وودائع بل العكس المواطن مديون للبنوك وبيوتهم أملاك مرهونة لهذه البنوك
ثانيا :- المتضرر والخاسر الأول هم المواطنين حيث أن كل مواطن قد باع بيته أو سيارته أو أرضه إذا كان يملك أرضا والنساء باعن ما لديهن من صيغ ذهبيه وكلها وضعوها بهذا بالأسهم وصناديق الغدر والسرقات فأي ودائع وأرصده يريد حفظها وضمانها الأستاذ
ثالثا :- إن الودائع والأرصدة التي يقصدها أستاذنا الكريم هي ارصده وودائع الهوامير الكبار اللذين لديهم أرصده بالنسبة للسعوديين وهم اللذين تمادوا بالتلاعب والاحتيال على المواطن .
رابعا :- يقولون هذا التصريح طمئن المواطنين وأعاد الثقة وحسن أسواق الأسهم حيث بدأت ترتفع وأقول نعم لقد طمأن الأغبياء والمتخلفين وصحيح ارتفعت الأسهم قليلا وقد ترتفع يوم أو يومين أو شهر أو شهرين ولكن ستعود ألازمه وسيخسر المواطن كل شي حتى قوت عائلته وسيعود يتعشى هو وأولاده على التمر فقط وليس الخبز لان الطحين شح الآن من الأسواق والرز ارتفعت أسعاره بسبب الغلاء ارتفاعا خياليا خصوصا عندنا بالسعودية .
وإنني أعرض وأطرح رأيي كغيري من المحللين والمفكرين اللذين ناقشوا هذه ألازمه في الصحف والفضائيات فمنهم من ينتقد ومنهم من يدافع ومنهم من يهجم .. وأنا لن أنتقد ولا أدافع عن أحد ولن أهاجم إنما أطرح رأيي للرأي العام وأعتقد أن هذا من حقي وأن الآراء ليست حكرا محتكره لفئة دون الأخرى .
إني أرى أنه لدينا من الوقت ثلاث سنوات كحد أدنى وخمس سنوات فقط كأحد أقصى وإلا ستتحول هذه ألازمه إلى كارثة لا علاج لها ... أما الآن فممكن جدا معالجة ألازمه ولو بالكي الذي هو أخر الطب .
إن رأيي واقتراحاتي وهي على سبيل المثال لا الحصر تتلخص في :-
1- إصدار قرار بأمر من المقام السامي بتجميد وحجز أموال الهوامير الكبار والذي أرصدتهم وودائعهم من خمسمائة مليون ريال وما فوق من الرصيد وهذا للصرف منه على نفسه أو المتاجرة بمشاريع تجاريه بحدود هذه النسبة على شرط أن تكون داخل المملكة .
2- تتولى الدولة تشكيل لجان متخصصة لشراء الأسهم من كل مواطن يرغب ببيع أسهمه على أن لا تزيد قيمة الأسهم من المواطن الواحد عن ثلاثمائة ألف ريال تدفع قيمتها من أرصدة وودائع الهوامير التي حجزتها الدولة وتعود ملكية هذه الأسهم للهوامير الكبار حفاظا لحقوقهم ولكي تعود إليهم أسهمهم التي باعوها على المواطنين .
3- تستبدل الشركات والمؤسسات الفردية بالجمعيات التعاونية والتي يؤسسها المواطنين وتكون أداتها من قبل مجلس إدارة منتخب من قبل المساهمين بها .. وتقوم الدولة بإعطاء التراخيص اللازم وتشجيعها ودعمها والإشراف عليها .
4- تقوم الدولة بفتح معاهد في كل محافظه من محافظات المملكة وتشجيع الشباب وتوعيتهم لكل يقبل كل من يقرأ أو يكتب أو يحمل أي شهادة من الابتدائية إلى الثانوية واللذين هم عاطلين عن العمل ولم يتمكنوا من مواصلة دراساتهم الجامعية لتدريبهم على المهن والحرف بكافة أنواعها ويصرف لهم رواتب لمدة سنتين مدة الدراسة والتدريب على أن لا يقل الراتب عن راتب الجندي في القطاعات العسكرية وبعد السنتين يمنح قرضا يمكنه من مزاولة مهنته إذا لم يوجد له وظيفة حكوميه لدى القطاع الخاص فهذه الحوافز المغرية الالتحاق الشباب بهذه المعاهد وتقضى على البطالة وتوفر الأيدي السعودية المهنية والفنية والحرفية والعاملة .
5- قطع المكافآت الشهرية التي تصرف لأأمة المساجد والمؤذنين ويستثنى الفراشين القائمين على نظافة وخدم المسجد .. وذلك لأن الأآمه والمؤذنين لهم وظائف أخرى ولأن غالبيتهم من المدرسين وكتاب العدل والقضاة وهؤلاء لهم رواتب عاليه .. ثانيا هم مسلمين ويؤدون الصلاة بالمساجد مع المصلين الآخرين لآن الصلاة فريضة وليست وظيفة ثم أنه بإمكان المصلين أن يختاروا من بينهم أحسن صوتا ويقولون له أذن لنا وكذلك يختارون من بينهم أفضلهم علما ودينا ويقولون له أنت أمامنا وإذا غاب أو إنشغل يؤمهم إحداهم .. وهذا ما كان يفعلونه الصحابة والتابعين من بعدهم .
ثالثا – تخصص هذه المكافآت عندما توقف عن هؤلاء المستغلين للدين وهي مبالغ ضخمه تقدر بمئات الملايين لكثرة المساجد حيث أنه بالحي الواحد عدة مساجد بعضها لا يبعد عن بعض إلا مائة متر فقط .. وتخصص هذه المبالغ لزيادة واستقدام الدكاترة والأطباء وزيارة الأسرة في المستشفيات والتي تعاني المستشفيات الحكومية من نقص ملحوظ وشديد وخصوصا أطباء الطوارئ .
هذه آرائي وإقتراحاتي بشكل موجز ولدي الكثير من الآراء المفصلة التي أعتقد أنها حلول لهذه الأزمات وتحقق الحد الأدنى من الوقاية لتحول أزمتنا إلى كوارث يكفينا الله شرها .
راكــان الأحمـــد التميــــاط[/align]
مواقع النشر (المفضلة)