المآسي العربية المتكررة والمتشابهة تجعلني أعيد نشر بعض مقالاتي
وهذا المقال نشر بجريدة الحياه بتاريخ 11/5/1996م بعنوان الجريمة النكراء .
الجريمه النكراء!
ما تفعله إسرائيل من هجمات إرهابيه بكل وحشية على أبناء الشعب العربي في لبنان وما نراه على شاشات التلفزيون من دماء وأشلاء الأطفـــال والنســـاء والشيــوخ في جنوب لبنان وبيروت ألم قلوبنا ونفوسنا بهذا الفعل المخزي من زعماء إسرائـــــيـل .
لكن هناك جريمة اشد ألماً ووجعاً وحزناً من العدوان الإسرائيلي لان مـــا تــفعــلـــه إسرائيل من جرائم وإرهاب بالسلاح الأمريكي لا يستغرب من عدو لئيم تــأسس على القتل والغدر والاغتصاب منذ نشا كيانها.
إن الجريمة النكراء المؤلمة للذات والضمير تتمثل بموقف الحكومات العربية الذليل .
أربع وعشرون حكومة تتفرج على هجمات طائرات ومدافع إسرائــــــيل على لبنان العربي وتتفرج على القتلى والجرحى والأشلاء المتناثرة مثلما يتفرج النـــــاس على الأفلام والمسلسلات .
يا عرب حتى الأفلام والمسلسلات يتفاعل معها الإنسان وتطفر دموعه ويبكي أحياناً عندما يشاهد بعض اللقطات المؤلمة رغم انه تمثيل بتمثيل .
أربع وعشرون حكومة عربيه منعها الذل والجبن من التفاعل والتعامل مع الإحداث حالاً بخطوات عمليه لا كلاميه فارغة باستثناء قلعة العرب الصامدة سوريــــه التي تحوم حول رأسها المؤامرات لتحطيمها حيث هي الرمق الأخير لعزة العرب .
ليس ضرورياً ان تفتحوا كل الجبهات وتغيروا على إسرائيل من كل صوب لا ذلك لا تسمح به الولايات المتحدة الامريكيه وتمنعكم منه (...) لكن هناك خطوات عــديــــدة ومنها على الأقل إرسال ثلاث طائرات مقاتله من كل دوله عربيه , وجعلهــا تــحــت تصرف لبان يعني 3×27= 72 طائرة + اربع مدافع + خمس دبابات يســــاوي كما من السلاح المكدس لديكم ولم يستعلم لدحر عدو منذ ان امتلكتموه فهذا الخطوة تواسي إخواننا في لبنان وتردع المجرمين بمجرد الاتفاق عليه والمبادرة اليه .
اربع وعشرون حكومة عربية لم تفعل شي حتى الان اذا كانت كرامة ألامه لا تـهمكم (...) وكنتم مقيدين ولا تستطيعون التصرف بما لديكم من سلاح لقمع شعوبــــكم فقط فاسمحوا وذلك اضعف الإيمان للمتطوعين من إبطال وأحرار الأمة العربية بمشاركة إخوانهم المقاومة الوطنية اللبنانية بالجهاد والنضال ومشاركاتهم بالموت الشـــــــرف
اسمحوا وافتحوا الباب لشرفاء وأحرار الشعوب العربية بالموت برصاص إسرائـــيل فهذا أفضل موتهم قهراً وهم أحياء بسبب مواقفكم المخزية .
لقد أوجعنا تخاذلكم وموقفكم وطعنت قلوبنا وأمرضت نفوسنا ودنسنا العار فهذه هــي الجــريمــة النكـــراء .
الرياض – راكان احمد التمياط
مواقع النشر (المفضلة)