إيكنوميات
مديسيس.. "دس" العنبر في أذن رفحاء!!



علي القحيص@
نشرت "الرياض" قبل أيام خبراً أعده زميلنا النشط (عيادة الجنيدي) يروي قصة فريدة عن نجاح المواطن مديسيس سطام التمياط في زراعة أرز (العنبر) والتي تعتبر الأولى من نوعها، في مزرعته الواقعة في وادي أم أذن في رفحاء شمال شرق المملكة ضمن منطقة الحدود الشمالية.
وتعتبر هذه التجربة الناجحة التي قام بها المواطن التمياط إنجازاً استثنائياً بالنظر إلى طبيعة المناخ الصحراوي في منطقة رفحاء والذي يتميز بالحرارة صيفاً والبرودة شتاء والجفاف النسبي لشح الأمطار في هذه المنطقة، ولذلك فإن زراعة الأرز الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه في هذه الظروف قد يعد في بادئ الأمر ضرباً من الخيال.

إلا أن "مديسيس" التمياط الذي نجح في "دس" العنبر في هضاب رفحاء، يعبر عن قناعته وثقته التامة بإمكانية نجاح زراعة الارز وغيره من الزراعات النادرة في المنطقة إذا ما توفرت العزيمة والإمكانات في ظل الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة -يحفظها الله-

وتحظى زراعة الأرز باهتمام بات عالمياً بسبب أزمة أرتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية والازدياد المستمر في تعداد سكان العالم والشكوك التي دارت حول مستقبل الأمن الغذائي العالمي، ولا سيما دول الخليج التي تلجأ إلى استيراد معظم احتياجاتها من المواد الغذائية، خاصة الارز الذي بات الطبق الرسمي في المملكة، فالسعوديون هم الشعب الاكثر استهلاكاً لمادة الأرز، فعينك لا تخطئ وجبة الكبسة سواء كبسة اللحم أو كبسة الدجاج السعودية الشهيرة على أي مائدة سعودية خلال وجبتي الغداء أو العشاء.

وقد قدر استهلاك السعوديين من الأرز خلال العام الواحد بأكثر من مليون طن سنوياً، في حين وصل سعر الكيلو غرام الواحد من الأرز إلى 7ريالات في أوقات سابقة من العام الحالي، لدرجة صدرت فيها تقارير صحفية تتحدث عن تغيير نوعي في النمط الغذائي للعائلة السعودية وتحولها عن الأرز إلى مواد غذائية أخرى أوفر ثمناً، كما صدرت الفتاوى التي تطالب باستبدال الأرز بالتمر عند إخراج زكاة الفطر.

إن نجاح تجربة مديسيس التمياط في زراعة أرز العنبر في رفحاء، بعد ان جلب بذوره من الهند وزرعها بعزيمة وثقة بنجاح التجربة بعد توكله على الله تعالى، هو حافز لنا على المضي قدماً في مثل هذه المبادرات ودعمها لتحويلها من مبادرات فردية إلى مشاريع تنموية تحظى بالرعاية والدعم والثقة من قبل الدولة ومؤسساتها، وتتكلل بنجاح كبير يعود بالنفع والفائدة الاقتصادية على المملكة وشعبها ويحقق لنا أمننا الغذائي.

وهنا لابد من الإشارة إلى الاستفادة من مياه أمطار الخير والبركة التي انهمرت لأيام عدة على المملكة خاصة المنطقة الشمالية منها، فلا بد من استغلال مياه هذه الأمطار العذبة في أغراض الزراعة والشرب، ببناء السدود السطحية ومحطات تخزين المياه لتوزيعها على مزرعة التمياط وغيرها من المزارع المنتشرة في أرجاء المملكة.

وبعد نجاح تجربة "مديسيس" التمياط بزراعة الأرز في هضاب رفحا، هل نرى في المستقبل القريب اليوم الذي نحصد فيه من سنابل مديسيس أرز العنبر لوجبة كبسة سعودية شهية!!

@ المدير الإقليمي لمكتب دبي
http://www.alriyadh.com/2008/11/13/article387607.html