البحث والتحري لله درك .......أخي الفاضل علاقة حماس وتأثرها بإيران والشيعة شي كلن يلاحظه فقد كانت أولى انعكاسات ظاهرة التشيع على العلاقة بين الجهاد وحركة حماس، إذ كانت بعض أوساط حركة حماس تبدي قلقها من التشيع، وتشن حملة ضد المتشيعين، وتطور ذلك إلى اشتباك بين أنصار الحركتين في سجن "مجدو" الإسرائيلي وبسبب النزعة السلفية لدى قيادة حماس في الخارج، فإن التشيع أو الاقتراب من الفكر الشيعي ظل بمنأى عن الكثيرين.

لكن الأمر تطور لاحقا إلى محاولات تصدير التشيع إلى حركة حماس، التي تعتبر امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. وبعد ما مرت به حماس من ظروف أوهنت علاقتها بالدول السنية المعتدلة كالسعودية ومصر والأردن، جعلها تعتمد أكثر على إيران وسوريا، وشكل هذا نقطة ضعف في موقف حماس التي تعلم بالنشاط الشيعي في أوساط المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا، وتعلم بما يلاقيه الفلسطينيون في منطقة البلديات ببغداد على يد قوات جيش المهدي وفيلق بدر الشيعيين، كما أن حماس لا يخفى عليها حقيقة مواقف حزب الله السياسية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية...
وبسبب الاعتماد على إيران وسوريا، ولأن هناك تقاربا وتغاضيا ما بين الإخوان المسلمين وإيران والشيعة عموما، حصل نوع من التساهل أيضا من قبل قيادات حماس تجاه النشاط الشيعي، بل لقد وصل إلى حد التأثر أحياناً، ناهيك عن مشاركة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، في طقوس عاشوراء التي يقيمها حزب الله في لبنان بشكل سنوي تقريبا.
وهنا لا نتهم حماس بالتشيع، لكننا ننتقد تقصيرها في مواجهة المد الشيعي القائم على أسس استغلال وتسخير القضية الفلسطينية، ونحن نخاطب حماس الآن بصفتها الحكومية لا التنظيمية، فهي التي تقود الحكومة ومن واجبها ضبط الأمور في هذا الجانب لا التغاضي عنها.

العلاقة إذن بين الأطراف الثلاثة بدأت على أساس تلاقي المصالح، لكنها فقدت معناها عندما تحولت إلى مصلحة طرف واحد فقط....