20


الخضر - 3


نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى

البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع .

كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى

على الرمال . أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما

عندها، وهناك وجدا رجلا. فسلم عليه موسى، قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: ( هَلْ أَتَّبِعُكَ

عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ( .قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا

موسى )إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ) . قال الخضر لموسى - عليهما السلام - إن هناك شرطا

يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق

موسى على الشرط وانطلقا..


نظرا لطول القصة فيمكن الرجوع إليها فى تفسير بن كثير وفى قصص الأنبياء ( قصة سيدنا موسى عليه السلام )




21


ذو القرنين - 1


كل ما يخبرنا القرآن عن ذى القرنين أنه ملك صالح ، آمن بالله وبالبعث وبالحساب ، فمكّن الله له في

الأرض ، وقوّى ملكه ، ويسر له فتوحاته. بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض ، داعيا إلى الله.

فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من ورائه . وربما يكون هذا المكان

هو شاطئ المحيط الأطلسي ، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أوأوحى إليه – أنه

مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار ، فما كان من الملك الصالح ، إلا أن وضّح منهجه في الحكم

فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما من آمن ،

فسيكرمه ويحسن إليه. بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق . فوصل لأول منطقة

تطلع عليها الشمس. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم

ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب ، ثم انطلق .


قال تعالى فى سورة الكهف : وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا* إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ( 83 -84)




22


ذو القرنين - 2


وصل ذو القرنين في رحلته ، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة . وعندما وجدوه ملكا

قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة ، مقابل خراج

من المال يدفعونه له. فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب

مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين . استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية

مميزة لبناء السّد . فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي

الجبلين . ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة

وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج ، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره . وأمن القوم الضعفاء

من شرّهم . بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ

الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.




23


السامرى و العجل - 1


قال تعالى : { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا

يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ * ( سورة الأعراف 148) .


يذكر تعالى ما كان من أمر بني إسرائيل حين ذهب موسى عليه السلام إلى ميقات ربه فمكث الطور

يناجيه ربه ويسأله موسى عليه السلام عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبه عنها. فعمد رجل منهم يقال له

هارون السامري ، فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلي ، فصاغ منه عجلاً وألقى فيه قبضة من التراب ،

كان أخذها من أثر فرس جبريل ، حين رآه يوم أغرق الله فرعون على يديه. فلما ألقاها فيه خار كما

يخور العجل الحقيقي . ويقال إنه استحال عجلاً جسداً أي لحماً ودماً حياً يخور، قال قتادة وغيره. وقيل

بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمه فيخور كمن تخور البقرة . ، فيرقصون حوله

ويفرحون . ولما رجع موسى عليه السلام إليهم ، ورأى ما هم عليه من عبادة العجل ، ومعه الألواح

المتضمنة التوراة، ألقاها، ثم أقبل على أخيه هارون عليه السلام وعنفه وقد كان هارون عليه السلام

نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي ، وزجرهم عنه أتم الزجر .




24


وقال تعالى فى سورة طه : { وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى* قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ

رَبِّ لِتَرْضَى * قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيّ * فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ

أَسِفاً قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمْ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ

فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي *.(آيات 83 - 86 ) .


السامرى و العجل - 2


بقية قصة العجل : ثم أقبل موسى على السامري وقَالَ له ما حملك على ما صنعت قال : رأيت جبرائيل

وهو راكب فرساً { فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ }. أي من أثر فرس جبريل . قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي

الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ}. وهذا دعاء عليه بأن لا يمس أحداً، معاقبة له على مسه ما لم يكن له مسه،

هذا معاقبة له في الدنيا، ثم توعده في الأخرى . قال : فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل، فحرقه

قيل بالنار، كما قاله قتادة وغيره. وقيل بالمبارد، كما قاله عليّ وابن عباس وغيرهما .




25


سبأ


قال الله تعالى :" لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ

وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ* فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ

ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ". (سبأ الآيات 15- 16 )


كَانَتْ سَبَأ مُلُوك الْيَمَن وَأَهْلهَا وَكَانَتْ التَّبَابِعَة مِنْهُمْ وَبَلْقِيس صَاحِبَة سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مِنْ

جُمْلَتهمْ وَكَانُوا فِي نِعْمَة وَغِبْطَة فِي بِلَادهمْ وَعَيْشهمْ وَاتِّسَاع أَرْزَاقهمْ وَزُرُوعهمْ وَثِمَارهمْ وَبَعَثَ اللَّه

تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِمْ الرُّسُل تَأْمُرهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ رِزْقه وَيَشْكُرُوهُ بِتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَته فَكَانُوا كَذَلِكَ مَا شَاءَ

اللَّه تَعَالَى ثُمَّ أَعْرَضُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ فَعُوقِبُوا بِإِرْسَالِ السَّيْل وَالتَّفَرُّق فِي الْبِلَاد . وَكَانَ مِنْ أَمْر السَّدّ أَنَّهُ

كَانَ الْمَاء يَأْتِيهِمْ مِنْ بَيْن جَبَلَيْنِ وَتَجْتَمِع إِلَيْهِ أَيْضًا سُيُول أَمْطَارهمْ وَأَوْدِيَتهمْ فَعَمَد مُلُوكهمْ الْأَقَادِم .

فَبَنَوْابَيْنهمَا سَدًّا عَظِيمًا مُحْكَمًا هو سد مأرب حَتَّى اِرْتَفَعَ الْمَاء وَحَكَمَ عَلَى حَافَّات ذَيْنك الْجَبَلَيْنِ فَغَرَسُوا

الْأَشْجَار وَاسْتَغَلُّوا الثِّمَار فِي غَايَة مَا يَكُون مِنْ الْكَثْرَة وَالْحُسْن .