السلسلة الأدبيه "أبيات سارت بها الركبان من العامي والفصيح"

[المهندس]

من الاشعار التي تعجبني كثيرا اشعار الرشيد

فهي تحمل معاني غزيرة وحكم نادرة

من الابيات الت اصبحت مثلا يروى بيت ابن رشيد الذي يقول فيه

مايستشك ياحسن كود الرديين - - ولا ترى الطيب وسيـع بطانه

سأورد لكم القصة والقصيدة وستكون موضوعنا القادم لكي اتمكن من اعدادها

متمنيا لكم المتعة والفائدة

[المهندس]

تعددت الروايات حول قصة عبدالله الرشيد حاكم حائل

ولكن اغلبها اتفقت على انه خرج من حائل ومعه صديقه المخلص حسين بن جراد التميمي وقيل انه حسين عبده

وخرجوا خوفا على حياته وبعد ذلك لحقت بهم زوجة عبدالله الرشيد (ويبدو ان اسمها جوخه) وكانوا يريدونها ان تبقى ولكنها لحقت بهم وقيل انها كانت حامل وقريبة من الولادة

وكانت حافية وناعمة القدمين فاذا ما لامست قدماها الحجر تعرج (تهكع والمصدر منها اهكعان وهو ثني الركبه اذا وطئت القدم ما يؤلمها لتقليل الحمل على القدم وبالتالي تخفيف الالم)

وكان عبدالله الرشيد يتقدمهم بمسافه ولعدم قدرة المرأة على المشي كان حسين يساعدها او يحملها

فاذا ما التفت ابن رشيد اليهم ينظر يطمئن عليهم فان حسين يبتعد عن المرأة ويترك مساعدتها خوفا من دخول الشك الى قلب عبدالله الرشيد

فقال ابن رشيد

أرم الحذا لمغيزل العين يا حسين
.0000000000واقطع لها من ردن ثوبك ليانه
ياحسين والله مالها سبت رجلــين
0000000000ياحسين شيب بالضمير هكعـــــانه
جنب حثاث القاع واتبع لها اللين
0000000000واقصر خطاك شوي وامش امشيانه
ان شلتها ياحسين تر مابها شين
0000000000ترى الخوي ياحسين مثل الامانـــه
مايستشك ياحسين كود الردييـن
0000000000ولا ترى الطـــيب وسيع بطــــــــانه
لابد ماحنا عن الضــــــــلع مقفين
0000000000ولابد ماناطــــا النـــفود ولـــــــيانه
الخد قرطاس ٍ قروه المصلين
0000000000 شفته مع اللي يقبلون الديــــــــانه
أو زبد يشبه له بيضا مع اللين
0000000000 قطن مع اللي يندفونه بعــــــــانه
سميها اللي يلبسون الغلامين
0000000000 مايلبس الا نهار الكــــــــــــوانه
ماقلت من باقي العذاريب به شين
0000000000 عذروبها ياحسين قل حصــــلانه


الحذا : الاحذيه
ردن الثوب : كمه
سبت: النعول
اهكعانه: الهكع هو ثني الركبه اذا وطئت القدم ما يؤلمها لتقليل الحمل على القدم وبالتالي تخفيف الالم
حثاث القاع : الارض الوعره

ويقال انها ولدت في غار وان ابن رشيد امر حسين ان يتخلص من الطفل حتى لا يسمع الاعداء صوت صياحه ويستدلون على مكانه من خلال صوته ولكن حسين اخفاه معه ولم يتخلص منه

[المهندس]

الله نـشد ياحمود عن معرفة يوم

**************** وعشر وثمان اسنين ياحمود جيران

ياحمود يظهر لك صديق"ن" من القوم

**************** ويظهر من الربـع الموالـيـن عــدوان


هذه اللابيات لها قصة والقصة لها روايات مختلفة

تتخلص بقصة رجل (تسمى باسم رويعي)من قبيلة حرب قدم الى جبل " رمان " في قرية " الصداعية " والتي يقطنها فخذ ( العليان ) من قبيلة شمر وشيخهم ابن سعيد "معشي الذيب" ممن اشتهروا بالشجاعة والكرم

وجلس في ضيافتهم ومن عادة العرب عدم سؤال الضيف الا بعد نتهاء مدة الضيافة وهي ثلاثة أيام المهم انه اخبرهم ان اسمه رويعي وانه يبحث عن الرزق وفي ذلك الوقت فرص العمل محدودة وفي الشمال اغلبها الرعي

جلس عندهم فترة وكان يرعى الغنم واذا ماجاء المساء جلس امام (الدلال) وعمل القهوة وكان رويعي محل للثقة ورجل يتميز بصفات نجعله اهلا للثقة

وذات يوم حيث كان رويعي في المرعى حصل هجوم على الابل ونهبوها وكان هناك رجل على فرس ومعه سلاحه لكنه فشل في رد القوم فطلبه رويعي الحصان والسلاح وكان الفارس لا يظن ان رويعي سيعمل شيئا ومع ذلك اعطاه الحصان والسلاح

وفعلا لحق رويعي بالغزة وخلص الابل

وكانت بنت الشيخ ويقال ان اسمها رثعة شاهدت كل ماحدث

وعلم الناس بالخبر لكن لا يعلمون ان رويعي هو من خلص الابل بل كانوا يظنون ان الفارس هو من خلصها

وعند المساء عاد رويعي الى مكانه واستلم القهوة دون ان يفصح عن شيء

ولكن ابنة الشيخ استأذنت والدها بالحديث فاذن لها فقالت لرويعي قم عن القهوة واجلس على الشداد بجنب ابوي

واخبرتهم بالقصة وقالت ان صدق ظني فانه فارس وورائه قصة

عند ذلك اخبرهم رويعي باسمه وهو مفضي بن ولمان الاحمدي الحربي وانه (جلوي او دموي) وهو الرجل الذي يطلب ثأر دم

طاب مقامه بينهم واحب كرمهم وتعاملهم معه وتزوج منهم وانجب ابناء اكبرهم حمود

وذات يوم كان حمود يعلب مع الاطفال فاساء اليه احد الابناء بكلمة واخبر حمود اباه فقال



ياحمود عن ديرت خوالك جلينا ****** سود الوهـم من يـمنا تـلطخ الـجال

ليا صار قـربك مايحـشم عـلينا ****** ان طعت شوري دنو الزمل بالحال

وقال (يامرة اجدعي البيت)


فجاءوه وسألوه عن سبب رحيله فقال : قال والله ابد ودي عيالي يعرفون اعمامهم وبنيخيهم .. وانتم ماقصرتم معنا وقضينا عندكم مده ماننساها

وكان هذا مجرد عذر

واتجه الى الحناكية حيثقبائل حرب ولكن بعد شهر او شهرين حن الى خوال ابناءه العليان من شمر حيث كان ايامه المميزة

فقال :

لاواهني ياحمود من فارق الدوم ************* نـبي عــربـنا ... يـم اطـاريـف رمـان

ياحمـود والله ماعـليـنا بها لـوم ************* ماستانـس الـى وسـط نـزل العلـيان

ياحمود كني عندهم باشت الروم ************* ومـزودن وزنـي عـلى كـل مـيـزان

الله نـشد ياحمود عن معرفة يوم ************* وعشر وثمان اسنين ياحمود جيران

ياحمود يظهر لك صديق"ن" من القوم ************* ويظهر من الربـع الموالـيـن عــدوان


والقصة لها عدة روايات نكتفي بهذه الرواية ... والى لقاء قادم ان شاء الله