النتيجة الإيجابية لمثل هذا التساؤل ما يلي:
- أن اللحية ليست مقياس.
- أن عدم كونها مقياسا لا يعني احتقارها أو نبذها فهي واجبة.. ومثلها مثل غيرها من الأحكام الشرعية، خرج الأمر بها من فم الذي لا ينطق عن الهوى.. إن هو إلا وحي يوحى.
والنتيجة السلبية هي:
- إذا كنت تصل رحمك وتصلي وتصوم.. فلا بأس أن تحلق لحيتك.
وعلى فكرة.. حتى الصلاة ليست مقياس.. ولا يوجد مقياس ثابت لدينا؛ لأن البواطن لا يعلمها إلا الله عز وجل، وكم من مظهر -غير اللحية- ما هو أعظم، من صلاة وصدقة وتبتل ودموع.. فإذا هو منافق، ولكم في قصة الرجلين الذين اشتهر صلاحهما في المدنية المنورة في عهد نور الدين زنكي.. فإذا هما تابعان لمخطط خبيث هدفه اختطاف الجسد الطاهر.. جثة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ كُشف النفق الذي كانا يحفرانه من بيتهما، إذن فلم تشفع لهما الصلوات والبكاء المزعوم والخشوع والخضوع الظاهر.. فهل تحتقر هذه العبادات أم يعرض عنها أم تهمل لأننا وفقنا لعبادات أخرى؟ بالطبع لا.
إذن لا يوجد مقياس.. وليس للإنسان إلا الظاهر.. فليس كل ملتحٍ يقطع رحمه وليس كل حليق يصل رحمه.. هي مشكلة اجتماعية بحتة يدخل فيها الكبار والصغار الحقير والكبير القبلي وغير القبلي الملحد والمؤمن.. والله سبحانه وتعالى لم يقسم الناس إلى مطوع وفاسق بل إلى (ظالم لنفسه) و (مقتصد) و (سابق بالخيرات) فرُبّ ظالمٍ لنفسه بحلق لحيته سابق بالخيرات في الصلاة وغيرها.. ورب مرخ للحيته ظالم لنفسه في الصلاة وغيرها.
أما المظاهر فلا تُحتقر لأنها مقياس لمدى الاعتزاز بالباطن (على المستوى الشخصي).. وكما قال تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة).
والذي أراه أن طرح هذه المواضيع وربط أمر شرعي بظاهرة اجتماعية بحتة غير موفق مع احترامي وتقديري للكاتب الفاضل.
مواقع النشر (المفضلة)