وسيضيع عمر غيرها أيضاً في وهم مايسمى بالحب..
لكن ...أين تجد الحب؟؟
الحب في بلادي لاواقع له... وإن قلت أنه ضرباً من ضروب المجاز التي لاحقيقة لها فلم تخطئ أيضاً فهو ذاك المجهول الذي بُني على شيء معلوم ..يصيبك المرض أحيانا فيبلغ بك شدته حتى تتأوه لتقول لمن حولك (أحسست بالموت أو بطلعة الروح) فقد شبهت شدَّة الألم ومرارته بالموت أو بخروج الروح رغم أن أحدنا لم يذق سكره الموت حتى يخبرنا بذلك ،ولكننا نقول ذلك مجازاً ولم نذق طعمه بعد..
في لغتنا العربية كلمات كثيرة لعبت فيها الأجيال حتى حُورت معانيها بقصد أو بغير قصد على غير مرادها الأساس والذي نطقت من أجله ومثال ذلك كلمة(حب) تبدلت اليوم وأصبحت مترادفة لكلمة(جنس) وذاك بفضل خطاب الصحوة والمتلازمة عندهم أن الحب هو الجنس دونما توضيح للبون الشاسع بين المصطلحين ..فليس كل من تحب تمارس معه الجنس وليس كل من تمارس معه الجنس بالضرورة أنك تحبه..فالحب وهوالجنس عند أولائك يأتي في تفسيراتهم بعد الزواج فقط ولا وجود لشيئ أسمه الحب قبل الزواج حتى أنهم ومن أجل تعزيز نظريتهم المتناقضة وضعوا في مخيلة الفتاة وبخطاباتهم المتكررة أن الشاب لايعدو كونه ذئباً بشرياً يسعى لشيء واحد دون غيره..وأيضاً رسموا في فكر الشاب أن الفتاة وإن أحببته من خالص قلبها ومشاعرها فهي كاذبة في ذلك لأنها كما أحببت شاباً في خارج إطار الزوجية تستطيع بناء علاقة عاطفية أخرى في الإطار نفسه..

وخير شاهد على فشلهم في المبدأ الذي ينظرون من أجله أن نسب الطلاق عندنا تفوق أغلبية دول العالم والسعودية تتجه هذه الأيام لإنشاء مراكز لإيواء النساء والأطفال من قضايا العنف الأسري... وسلموني على (جنس مابعد الزواج).....ونشوفكم على خير..