تمنى أن يخرج من مهمته كفافاً لا له ولا عليه .. القصيبي: أخشى أن يسألني الله يوم الحساب عن كل عاطل وعاطلة
تمنى وزير العمل أن يخرج من عمله كوزير كفافاً لا له ولا عليه. وقال الدكتور غازي القصيبي الذي كان يتحدث خلال رعايته الحفل السنوي لبرامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع: بت متسائلاً أمام نفسي باستمرار كلما آوي إلى فراشي وأنا أرتعد خوفاً.. هل سيحاسبني الله عن كل عاطل وعاطلة؟ وماذا سأقول إذا وقفت أمامه يوم الحساب وقال لي ماذا فعلت من أجل عبادي وإمائي الباحثين عن العمل؟ وأضاف القصيبي: تحاصرني نفسي بالأسئلة: هل قمت بكل جهدي؟ هل قام الزملاء بكل جهدهم؟ هل استطعنا أن نقوم بكل ما نستطيع العمل به؟ هل هناك تقصير؟ ومضى وزير العمل سارداً معاناته: يعلم الله أنه تمرُّ عليَّ ساعات كثيرة صعبة لا أحصيها بل من الأسهل عليَّ أن أحصي الساعات السهلة التي مرت عليَّ خلال اليوم، وهذه ليست شكوى من العمل المستمر؛ فالعمل واجب من أجل الوطن، كما أنها ليست شكوى من صعوبة أو مشقة؛ فالتحديات تتطلب المصاعب والمشقة.
وتابع القصيبي: برغم الساعات العسيرة والليالي المليئة بالقلق والسهد والخوف تمُرُّ على الإنسان خلال العمل ساعات جميلة يعُدها من أحلى ساعات العُمر، ولا شك أن مثل هذه الساعة التي قضيناها في رحاب برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع هي بالتأكيد من أحلى ساعات عمري وعمركم.
ووفقا لتقرير أعده الزميل عبدالله الزهراني نشرته "الجزيرة" اليوم , تطرق القصيبي لقضية البطالة قائلاً: لن نستطيع أن نحل مشكلتها بالآمال والأوهام والتخمينات، ولا بأن نغذي شباباً وشابات بوعود خاوية لا معنى لها. وأضاف: عندما قلت (إن السماء لا تُمطر وظائف حكومية)، غضب الكثيرون، فالوظائف بالفعل لا تستمطر وإنما تُصنع بمجهودات رائعة كمجهودات (باب رزق جميل). وتابع: لن أحل مشكلة البطالة بأن أقول نعطي كل باحث عن العمل إعانة وإلاّ أبقيناه في أسر الإعانة إلى الأبد، كما لا يمكن أن نحلها بوضع حد أدنى مُفتعل للأجور وإلا زدناها تفشياً وخطورة.
ومضي: نستطيع أن نقضي على البطالة بالتدريب والتأهيل ثم العمل الشاق، فهذا هو طريق المستقبل. وأردف: لا قضاء عليها إلاّ بعمل منتج وبتعاون تام وكامل بين الدولة والقطاع الخاص. وقال: للدولة دورها الذي لا ينكره أحد، ومع ذلك يجب أن يكون للقطاع الخاص دوره الذي يجب ألا ينكره أحد.
وأضاف الوزير: أدعو أبنائي الشباب إلى أن ينفضوا عنهم غبار التواكل وأن ينطلقوا إلى البرامج التدريبية التي أصبحت - بفضل الله - متوافرة في كل مكان.. كما أدعو إخواني رجال الأعمال أن يأخذوا القدوة الحسنة من الجهود الرائدة التي رأيناها في برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع.
وفي هذا الصدد قال الوزير: عندما ذكرت لخادم الحرمين الشريفين منجزات المهندس محمد عبداللطيف جميل قال بالحرف الواحد (بيض الله وجهه وأكثر من أمثاله). وأذكر أنني ذات يوم قلت أمامه (ليتنا نملك في القطاع الخاص عشرة من أمثال محمد جميل). وتابع: الآن أقول إنه يمثل وزارة عمل كاملة في شخص رجل، ومؤسسة تدريب كاملة في شخص رجل.. ووكالة توظيف كاملة في شخص رجل".
مواقع النشر (المفضلة)