الفتاة اللبنانية ورجال هيئة الأمر بالمعروف!
أحيانا تكون على ارتفاع 30 ألف قدم وتفاجأ بقائد الطائرة يعلن أن هناك حالة صحية طارئة لأحد الركاب، فإن كان هناك طبيب على الطائرة فليعرف نفسه على أحد ملاحي الكابينة.. يتقدم أحد الركاب ويعرف بنفسه أنه طبيب، ويتم عرض الحالة عليه دون أن يسأله أحد: ما تخصصك.. جلدية أم قلب أم نساء وولادة أم أطفال أم.. تجميل؟!
ولا أحد أيضاً يطلب منه بطاقة تعريف، أو شهادة، أو رخصة عمل!
يتولى الطبيب إسعاف الحالة الطارئة وفقا لخبراته المتاحة.. لاسيما وأن الحالة تستدعي شيئا من المرونة.. والوقت ليس في صالح المريض، ناهيك أن أحدا من الملاحين ليست لديه الخبرة للتعامل مع هذه الحالة..
أمس نشرت "الوطن" حديثا لوالد الفتاة التي غرقت على الكورنيش في جدة يقول فيه إنه تصادف أثناء حادثة الغرق وجود فتاة لبنانية (25 سنة) كانت بصحبة والدها، حيث هبت لإنقاذ الغريقة قبل وصول غواصي حرس الحدود، إلا أن دوريات الأمن منعوها من نزول البحر!
والغريب في الأمر ـ كما يروي والد الفتاة الغريقة ـ أن الفتاة اللبنانية: "أبرزت بطاقة تثبت أنها تجيد السباحة والغوص وأن لديها شهادة دولية معترفاً بها إلا أن رجال الدوريات رفضوا السماح لها بنزول البحر، لتنصرف من الموقع هي ووالدها وهما يبكيان بحرقة بعد أن باءت توسلاتهما بالفشل"!
ـ أتفهم أهمية الحفاظ على أرواح الناس، وحمايتهم من أي اجتهادات خاطئة قد تكون سببا في إيقاع الأذى عليهم.. لكنني لا أتفهم منع شخص يتقدم إليك مبرزا الشهادات التي تشفع له بالتدخل.. وهي ـ أي الشهادات ـ ربما لا تتوفر لدى المنقذ المنتظر!!
الأمر بحاجة للمراجعة فعلاً ولا أظن المسؤولين في وزارة الداخلية يرضيهم ذلك.. كيف يتقدم إليك أحدهم ويعرض عليك المساعدة وترفض.. لا أنت الذي فعلت شيئا ولا سمحت لغيرك بفعل شيء؟!
اسمحوا لي في الختام: هل كانت الحادثة ستمر بسهولة لو كان الذين منعوا الفتاة اللبنانية من التدخل هم رجال هيئة الأمر بالمعروف؟!
مقال ممتاز وملاحظة في محلها ..
شكرا ً لأبي حساام ..
مواقع النشر (المفضلة)