لأول مرة يمر علي هذا الحديث .. ولأول مرة أقرأ مثل هذا الكلام ..
والحمدلله أني قبل أن أقرأه وبعد قراءته لم أندم على شيء .. والحمدلله
.
.
.
.
.
عقوق الوالدين جريمة
مع الفجر
بقلم والدنا الأستاذ الكبير / عبدالله عمر خياط
مقاله اليومى و نشر بجريدة عكاظ السعودية يوم الأحد 5.7.2009
.. إن مما يؤسف له كثرة ما تنشر الصحف من أخبار
عن عقوق البنين والبنات لوالديهما لدرجة الضرب ، والقتل ، والدهس بالسيارة
من دون حياء ولا خوف من الله ، القائل في محكم كتابه بسورة الإسراء
« وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما
فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما » .
صدق الله العلى العظيم
ومما يروى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم
شاب يسمى علقمة ، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله ، في الصلاة والصوم والصدقة ،
فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن زوجي علقمة في النزع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله ..
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمارا وصهيبا وبلالا
وقال : امضوا إليه ولقنوه الشهادة ، فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير ،
فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ، ولسانه لا ينطق بها ،
فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
هل من أبويه من أحد حي ؟
قيل : يارسول الله أم كبيرة السن ، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال للرسول : قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإلا فقري في المنزل حتى يأتيك .
قال : فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :
نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه فتوكأت ، وقامت على عصا ،
وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فرد عليها السلام وقال :
يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتني جاء الوحي من الله تعالى : كيف كان حال ولدك علقمة ؟
قالت: يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما حالك ؟ قالت : يا رسول الله أنا عليه ساخطة ،
قال : ولم ؟ قالت: يارسول الله كان يؤثر علي زوجته ، ويعصيني ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة
ثم قال : يا بلال انطلق واجمع لي حطبا كثيرا ، قالت : يارسول الله وما تصنع ؟
قال: أحرقه بالنار بين يديك ! قالت : يارسول الله ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي .
قال : يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى ، فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه ،
فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة ،
فقالت : يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين
أني قد رضيت عن ولدي علقمة ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلق يا بلال إليه انظر هل يستطيع
أن يقول لا إله إلا الله أم لا ؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني ،
فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول : لا إله إلا الله .
فدخل بلال وقال : يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة
وإن رضاها أطلق لسانه ،
ثم مات علقمة من يومه ، فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه
ثم صلى عليه ، وحضر دفنه ثم قال صلى الله عليه وسلم على شفير قبره :
يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ،
لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها
ويطلب رضاها فرضا الله في رضاها وسخط الله في سخطها .
فماذا بعد هذا غير أن أقول لأبنائي الشباب :
خذوا حذركم من غضب الله واحرصوا على رضا والديكم بالإحسان إليهم
ومعاملتهم بالتي هي أحسن لتفوزوا برضاهم
فقد روى الإمام البخاري بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أي العمل أحب إلى الله ؟
فقال صلى الله عليه وسلم: الصلاة على وقتها .
قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين.
وهكذا نرى أن بر الوالدين يأتي في المقام الأول بعد الصلاة في وقتها
وهو ما يجب علينا جميعا أن نحافظ عليهما والله المستعان .
.
.
.
.
* فما أكثر مظاهر العقوق وما أعفنها ..
حتى أني والله سمعت عن كثير من هذه المظاهر عن شباب في رفحاء .. أذكر أن أحد الشباب هو معروف الآن كان يضرب والدته ..
* أيضا ً وفي رفحاء .. وبين جنبات هذا المنتدى عضو .. أكاد أضع إسمه .. قال عنه الثقات .. أن أمه لا تجلس في مجلس إلا دعت عليه .. وذكرت عنه مواقف لا تــُــقال .. أشبه بالتكبيل والضرب النفسي ..
.
.
.
يا إخواني يا أخواتي .. قبل أن يفوت الفوت .. ولمن بقي له أحد والديه على قيد الحياة .. فليبر به .. فوالله إن الموت لا وقت ولا عمر له ..
أنا لم أتزوج ولم أجرب ما يجذب أغلب من تزوجو إلى عائلته الصغيرة عن عائلته الكبيرة ووالديه .. ولكن المنطق لا يقبل أن أساوم أم .. بزوجه .. أو إبن بوالد ..
قرأت قصيدة أعجبتني .. عن شاعر خيرته زوجته بينها وبين والدته .. فأنشد يقول ..
علمت ان ملهوف الحشا مرسلن لي =رسالتن تجعلني اصخي بفرقاه
وان كان ما قصد الحبيب تغلي = ما اقبلك يا المرسول لا انته ولا اياه
امي الا شافت خيالي تهلي = ولا الغضي لاشاف غيري تحالاه
ما انسا سنينن درها سقمتلي = واركب على المتنين واقول يا ياه
والوالدين بقلبهم لي محلي = ومعروفهم مع طول الايام ما انساه
.
.
.
.
أخيرا ً عندما نقرأ قصص البر .. لا أعلم وكأننا نقرأ شيء مستحيل التطبيق .. بينما لو قرأنا عن مشروع مربح أو سيارة ذات جودة عالية ..
فلماذا لا نطبق ما نقرأ من الأشياء الإيجابية .. الفعالة .. والتي لها أثر كبير في النفس ..
.
.
.
أحب أحد كبر السن من أقاربي ويحبني .. وكان يتحدث عن أبنائه .. وطيبته ولكنه خصص الثاني والسابع من أبنائه التسعة ..
فقال لا يــُــقبل يدي من أبنائي إلا هم وزوجاتهم فقط "ولاحظوا لماذا زوجاتهم هم فقط " !! .. والبقية فيهم خير ولكنهم لا يفعلونها .. منذ سمعت هذه الكلمة حتى اليوم .. لم أسلم على والدتي إلا قبلت يدها .. خصوصا ً أن اتقبيل اليد له أثر كبير وأجر أكبر وليس فيه خسارة مادية أبدا ً ..
في أحدى المناسبات وفي أواخر الجلسة لم يتبقى إلا الخواص من الأقارب .. كنت أنا وهو جالسين ونتكىء على نفس المتكأ في وسط المجلس .. فدخل إبنه الثاني "عبدالرحمن" .. فقال " يبه .. ترى غسلت الجيب حقك .. ومفتاحه عند فهد .. ماشاء الله عليه يلق لق .. بس مهو القاك بكره بسوق الحريم تنصب عند البنات .." ضحكو قليلا ً وأكمل .. "فهد .. أنتبه لأبوي أنا بروح مع يوسف .. ماراح أتأخر بس إذا أشهتى المسرى ســرّه لبيتي بسيارته .. " .. قبل أن يخرج قال " تبي شي يبه .. " قال والده "سلامتك " .. فخرج .. وبدأت الأحاديث الجانبية البسيطة في جنبات المجلس .. فألتفت لي الوالد وقال .. " يا فلان "يقصدني" .. قلت له سم .. قال " عسى الله يرزقك ولد مثل عبدالرحمن " ... أنا أرى الدمع في عينيه ..
ما أبسط الموقف وما أكبر الأثر ..
أختم .. بقصة .. لأحد الأقارب أيضا ً..
أعلم كما يعلم الجميع .. بقلة صلته لأمه وأنها كثيرة التذمر منه .. وأنه أبكاها كثيرا ً .. ولم يقف على حاجاتها يوما ً .. ولا يهتم بها .. وهي دوما ً ما تشتكي لوالدتي .. وكثيرا ً ما تقترض من والدتي .. رغم رخاء حال إبنها ..
في جلسة مغرب مختصرة .. قال لي عندك بلوتوثات جديدة .. قلت "إيه" .. وأرسلت له مقاطع ضمنها .. أنشوة ضحوي العنزي ..
" يمه رضاك أقرب من الروح للروح .. لولاك يمه كل هم ٍ قتلني
يا أرق وألطف من يداوي لي جرووح .. لولاك وش تسوى حياتي بظني
لا غبت عنك يشهد الله مجروح .. ولا جيت يمكن داعي الشوق حني
وقدمتها لك يا بعد كل مملوح .. شهادتي من شان قلبك يغنــي
يا غاليه والشوق بالعين مفضووح .. مهما أداري أو أخبي وأمني
لا زعلين القلب والهم والروح .. تخاصمو من يوم صديت عني
أبي رضاك اليوم والصوت مبحوح .. من كثر دمعي في غيابك قتلني
يمه رضاك أقرب من الروح للروح .. وأن ما رضيتي كل هم ٍ قتلني " ..
فسمع الأول وهو مخفض الصوت والثاني وعندما فتح أنشودة ضحوي .. قال .. " يوووه قديم هذا" ..
تبسمت وماذا أقول .. وأنا أعلم وهو يعلم .. "والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" ..
أسأل الله أن يجعلني وأيااكم ممن إذا سمعوا القول إتبعوا أحسنه ..
مواقع النشر (المفضلة)