.

















البخت الضايع




كنت أُصدق أن "صاحب البالين كذّاب"، لكن الواقع يقول غير ذلك فلدينا الكثير ممن يشاركون في الكثير من اللجان ويمارسون الكثير من الأعمال بغض النظر عن نتاجهم وأدائهم.. وكنت أصدق مقولة "سبع صنايع والبخت ضايع" إلا أني أعرف من ينتسب لأكثر من (7) لجان ومجالس في مدينته، وأعلم أنه لن يتردد في قبول أي ترشيح قادم في أي لجنة أو مجلس أو هيئة.
كان البعض يعجب من قدرة بعض المتدينين الذين يجمعون عدة وظائف في وقتٍ واحد فهو (موظف وإمام مسجد ومدرس حلقة وعضو متعاون مع جمعية خيرية وراق وقد يكون خطيباً كذلك) ويتقاضى على كل واحدة منها مقابلاً مالياً..
اليوم تطور الأمر وانتشر فتجد الشخص موظفاً وعضواً في مجلسٍ بلدي وعضواً في نادي أدبي وآخر رياضي وعضواً في جمعية الثقافة والفنون أو مجلس جمعية، ولن تخلو قائمة أي لجنة في مدينته من اسمه..
قد يكون قادراً على تقديم شيء لكل ما ينتسب له من لجان وهيئات، إلا أن الوقت لن يسمح له بذلك، خاصة أن "لأهلك عليك حقاً ولبدنك عليك حقاً"..
الكل يعلم أن الإنسان الطبيعي يقضي (8) ساعات في عمله، ولن تقل ساعات نومه عن (6)، وسيبقى له (10) ساعات يقضيها في الصلاة والأكل والبقاء مع الأهل والأبناء وزيارة الأقارب والأصدقاء.. وغيرها؛ إذن ما الذي سيبقى لعضو في (7) لجان ليقدمه؟
أجزم أننا لو حددنا عدداً للجان التي يمكن للشخص المشاركة فيها سنضطر لإشراك أكبر عدد من المواطنين في اللجان والمجالس والهيئات والأندية فيكون (الكل) عضواً فعالاً ونافعاً.





الوطن الثلاثاء6 شعبان 1430 ـ 28 يوليو 2009 العدد 3224 ـ السنة التاسعة