أخي : بارك الله فيك في الدارين .

الحديث الأول : ضعيف ، والحديث الثاني : موضوع. [هذا مختصر الكلام]:



وأما إذا كنت تريد التفصيل : فإليك هذا البيان ، من العلامة المحدث : [محدث العصر] الشيخ : الألباني. رحمه الله، وجميع المسلمين.

الحديث الأول :


5287 - ( يا علي !ألا أعلمك دعاءً إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك ؛ فيستجاب لك بإذن الله ، ويفرج عنك ؛ توضأ وصل ركعتين ، [واحمد الله ، وأثن عليه ، وصل على نبيك ، واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ، ثم قل :
اللهم ! أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، اللهم ! كاشف الغم ، مفرج الهم ، مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ! فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها ، رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك] ) .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 451 :
$منكر$




أخرجه الأصبهاني (2/ 534/ 1278 - ط) عن إسحاق بن الفيض : أخبرنا المضاء : حدثني عبدالعزيز عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم :
1- إسحاق بن الفيض ؛ لم أعرفه ، ولم أره في شيء من كتب الرجال التي عندي ، ولا في "تاريخ بغداد" ، ولم يذكره الذهبي ولا العسقلاني فيمن روى عن مضاء . وكذلك صنع قبلهما ابن أبي حاتم الرازي .
2- المضاء : هو ابن الجارود الدينوري ؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 403) عن أبيه :
"شيخ دينوري ، ليس بمشهور ، محله الصدق" .
وعقب عليه الحافظ ابن حجر في "اللسان" بقوله :
"ورأيت له خبراً منكراً ، أخرجه الإمام الرافعي في "تاريخ قزوين" في ترجمة الحسن بن الحسين بن هبةالله ..." .
ثم ساق له حديثاً آخر غير هذا .
3- عبدالعزيز ؛ لم أعرفه أيضاً ! ومن المحتمل أنه عبدالعزيز بن زياد العمي البصري الوزان ، سمع قتادة ؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 382) :
"قال أبي : أثنى عليه عبيدالله بن سعيد أبو قدامة السرخسي خيراً ، وكان عنده حديثان منقطعان ، وهو مجهول" .
وتبعه الذهبي على تجهيله إياه .
ويحتمل أنه غيره ، فقال في "الميزان" :
"عبدالعزيز بن سلمة ؛ شيخ ، عداده في التابعين ؛ مجهول . وكذا عبدالعزيز عن قتادة" .
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف مظلم ، فلا أدري كيف سكت عنه المنذري ؟!
وقبله حديث آخر عنده من رواية ابن أبي أوفى ، وفيه متروك متهم ؛ كما بينته في تعليقي عليه .





وأما الحديث الثاني :

5298 - ( جاءني جبريل بدعوات فقال : إذا نزل بك أمر من أمر دنياك ؛ فقدمهن ، ثم سل حاجتك : يا بديع السماوات والأرض ! يا ذا الجلال والإكرام ! يا صريخ المستصرخين ! يا غياث المستغيثين ! يا كاشف السوء ! يا أرحم الراحمين ! يا مجيب دعوة المضطرين ! يا إله العالمين ! بك أنزل حاجتي ، وأنت أعلم ؛ فاقضها ) .



قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 469 :
$موضوع
$.




أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (3/ 327) من طريق محمد ابن زكريا البصري : أخبرنا الحكم بن أسلم : أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي الحصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن زكريا هذا - وهو الغلابي - ؛ قال الدارقطني :
"يضع الحديث" .
والحكم بن أسلم صدوق ؛ كما في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 114) .
ومن فوقه من رجال البخاري ؛ على ضعف في أبي بكر بن عياش .
(تنبيه) : قال المنذري في تخريج الحديث (1/ 244) :
"رواه الأصبهاني ، وفي إسناده إسماعيل بن عياش ، وله شواهد كثيرة" !
قلت : فوهم في أمرين :
الأول : أنه أعله بإسماعيل بن عياش ! وإنما هو أبو بكر بن عياش .
والآخر : أنه خفي عليه علته الحقيقية القادحة ؛ وهي الغلابي .
وأما قوله : "وله شواهد كثيرة" .
فالظاهر أنه يشير إلى حديث أنس عند الأصبهاني أيضاً بلفظ آخر ؛ ذكره هو قبل هذا بحديث ، وقد سبق تخريجه برقم (5287) ، وإلى حديث ابن أبي أوفى الذي ذكره قبل حديث أنس ، وهو حديث ضعيف جداً ؛ فيه فائد بن عبدالرحمن ابن أبي الورقاء ؛ وهو متروك ؛ كما قال المنذري نفسه .
سض5299

* يا أخي بارك الله فيك : لا تكتب أي حديث ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمداً فليتبوا مقعده من النار.

وأنت لست منهم.


فبارك الله في علمك وعملك ، وشرح الله صدرك ، ويسر لك أمرك ، وغفر ذنبك ، وجعلك ممن ينشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، على بصيرة.


أخوك : الدرب الفاني . [كل نفس ذائقة الموت ].