سبب ورود سؤالي الثاني هو قولك : " وأحدهم تجرّأ على حلقات التحفيظ قائلا : الناس تجاهد وإنتم قرآن وقرآن ".
فكأنك معترض على من يشجّع واجب الجهاد
هذا هو السبب يا أستاذ والذي جعلني أطرح عليك السؤال الثاني .
سبب ورود سؤالي الثاني هو قولك : " وأحدهم تجرّأ على حلقات التحفيظ قائلا : الناس تجاهد وإنتم قرآن وقرآن ".
فكأنك معترض على من يشجّع واجب الجهاد
هذا هو السبب يا أستاذ والذي جعلني أطرح عليك السؤال الثاني .
أعوذ بالله كيف لاننكر هذه الكلمة الخطيرة : الناس تجاهد وأنتم قرآن قرآن والله إنه لكلمة كبيرة يجب على من تفوه بها التوبة إلى الله تدل والعياذ بالله على نفسية خطيرة
ثم سؤال يا أخ أنيس تقول مستنكرآ : هل تعترض على واجب الجهاد ..
مادام أنك ترى الجهاد واجبا أما تخشى من قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون0 كبر مقتآ عند الله أن تقولوا مالاتفعلون )
لم يا أخي لانراك في ساحات القتال
لم أنت هداك الله تحت المكيفات وتقول إن الجهاد واجب ؟
التعديل الأخير تم بواسطة رميح ; 23 Oct 2004 الساعة 09:05 PM
رميح أبو رمح
الحقيقة أستغرب من اسئلتك والتي تستنتجها من حكم شرعي وتعتبره رأي شخصي لي ، وهذا ليس بمستغرب فلربما دلك على
مثل هذه الاستنتاجات عقلك القاصر وفهمك الخاسر ، ومع هذا فإنني سأجيب على سؤالك والله يصبرنا عليك
تقول بورك فيك : " مادام أنك ترى الجهاد واجبا أما تخشى من قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون0 كبر مقتآ عند الله أن تقولوا مالاتفعلون )
لم يا أخي لانراك في ساحات القتال
أولاً : سؤالك هذا والذي استنتجته من كلمة " الجهاد واجب " يحتاج لتفصيل :-
الجهاد يا عزيزي ليس في ساحات القتال فحسب ويجب عليك يا من اختلط في ذهنه الحابل والنابل أن
تعرف أن هناك نوعان للجهاد :-
1- جهاد أكبر
2- جهاد أصغر
الجهاد الأصغر ليس هو شكل الجهاد الذي يؤدَّى في جبهة القتال فحسب، فهذا النمط من الفهم يقلّص اُفق الجهاد، حيث إن ميدان الجهاد واسع جداً يمتد من الشرق إلى الغرب، وعلى سعته وشموله قد يكون كلمة واحدة أو سكوتاً وصمتاً أو تبسماً وطلاقة وجه أو امتعاضاً ونفورا أو تركاً لمجلس أو مشاركة فيه.. وباختصار هو القيام بأي عمل من الأعمال لوجه الله، وتقويم الحب في الله والبغض لله في هذا السبيل... ومن هنا فإن كل جهد يبذل لإصلاح المجتمع في أي ميدان كان من ميادين الحياة ولأي شريحة من شرائح المجتمع.. كل ذلك هو من مضمون الجهاد الإسلامي.
بمعنى أن ما يُؤَدَّى في ميدان العائلة والأقارب القريبين والبعيدين والجار ذي الجنب والصاحب بالجنب.. كل ذلك هو من الجهاد الأصغر. فهي كدوائر متداخلة واسعة سعة الأرض كلها.
نعم، إن الجهاد الأصغر في معنى من معانيه جهاد مادي. أما الجهاد الأكبر الذي يشكل الجانب المعنوي من الجهاد فهو جهاد الإنسان لنفسه وعالمه الداخلي. فمتى ما اُوفى حق هذين الجهادين معاً فقد تأسس التوازن المطلوب. وبخلافه، أي إذا ما نقص أحد هذين الجهادين اختلت الموازنة الموجودة في روح الجهاد.
فالمؤمن هو الإنسان الذي يجد هدف حياته ضمن هذه الموازنة في أدائه الجهاد، ويدرك أنه متى ما ترك الجهاد فُقدت الحياة. نعم، المؤمن كالشجرة المثمرة تحتفظ بحيويتها طالما تثمر، وإذا انقطعت عن الإثمار يبست وفنيت.
إذا شئتم أمعنوا النظر في وجوه جميع المتشائمين، تجدوهم قد تركوا الجهاد، فقطع المولى الكريم عنهم فيوضاته لأنهم لا يبلّغون الحق والحقيقة إلى غيرهم. فأظلم عالمهم الداخلي وغدا قاسياً جاسياً. وانظروا إلى المجاهدين تجدوهم في نشوة وحبور دائمين وعالمهم الداخلي مملوء بالنور ومشاعرهم نابضة بالحيوية والرقة، لما يسعون إليه من تحويل الفرد الواحد إلى الألف، نعم إن كل جهاد يولّد لديهم جهاداً آخر، وكل خير يكون وسيلة لخير آخر، لذا فهم يجولون ويصولون في الخيرات. والآية الكريمة تعلن عن هذه الحقيقة في وجداننا.
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت:69)
-----------------------------------------------------------------------------
نعود أخي الرمحي
إلى الشق الآخر من سؤالك :
"لم أنت هداك الله تحت المكيفات وتقول إن الجهاد واجب ؟
هذا الكلام المبني غير مقنع ويحتاج إلى إثبات وبرهان ، فهلا أثبت لي وللقراء أنني لا أجاهد الآن ، وسواء كان
الجهاد أصغر أم أكبر ؟ ثم كيف تقرر بأنني تحت المكيفات فلربما أنا الآن أمام أجهزة التدفئة في بقعة من بقاع
الأرض الباردة ؟ فما يدريك ؟ إلا إنْ كان يأتيك _وحي يخبرك بذلك _ ( مع العلم أنه انقطع بموت النبي صلى
الله عليه وسلم )
أخي العزيز أنيس :
جزاك الله خير بينت لي سبب ورود السؤال الثاني ، جزاك الله خير .
أخي العزيز رميح :
لاشك أن الكلمة التي قالها خطيرة .
أما بقية الكلام فلا ينفع لاالقارئ ولاالكاتب فلنبتعد عن مثل هذه المجادلات التي تضر ولاتنفع .بارك الله فيكم.
الباحث عن الحق
قلت في أحد ردودك : " مقالي تجميع لأحداث رأيتها وعايشتها بين الشباب الملتزمين أنقلها كما هي بلا زيادة مني أبدا ، ولكي تكون على بصيرة فأصل هذا المقال مذكّرات لي كنت أكتب فيها مايحدث لي في يومي وليلتي من أحداث ومايحدث للشباب من أحداث وكانت بداية كتابتي للمذكرات من تاريخ 13 / 7 / 1423 هـ إلى الوقت الحاضر ،وكتبت فيها أحداث مئات الأيام ومامر علي من حوادث ومامر على الشباب ( الملتزم )
إذن هذا المقال : " شباب رفحاء : بين قيادة أهل العلم...والمتعالمين " في الجزء الأول والثاني
ما هو إلا مذكرات شخصية لك ، وقد كتبتها على ما مر من أحداث مئات الأيام ومامر علي من حوادث ومامر على الشباب
( الملتزم ) ؟!
السؤال هنا : التاريخ 13/7/1423هـ هذا التاريخ الموافق بالميلادي 20/9/2002م ، أنت ذكرت الأحداث التي جاءت بعد هذا
التاريخ . لماذا لم تذكر الأحداث _بوصفك متابع لها _ التي قبل هذا التاريخ ؟
السؤال بمعنى آخر :
هل يعني هذا التاريخ هو نقطة التحول عند الباحث عن الحق بإلتزامه التدين ( أصبح مطوع ) ؟ أو يعني هذا التاريخ
بالتحديد هو وقت مجيئك إلى محافظة رفحاء من مكان آخر ؟ أم ماذا ؟
اعرف ان الطلب من شخص كانيس يعتبر من الاخطاء الكبيرة.
لذلك فانني اطلب من اخي الباحث عن الحق عدم الانزلاق في الاسلوب الجدلي وان يتوقف عن الردود .
فنحن في شهر فضيل ولا نريد ان نكسب اثاما.
وصلت رسالتك اخي الباحث عن الحق وجزاك الله خيرا.
التعديل الأخير تم بواسطة رفحاوي ; 24 Oct 2004 الساعة 09:49 PM
أخي الحبيب أنيس :
بارك الله فيك .سواء كان ذلك التاريخ هو بدايتي كملتزم أو بداية قدومي لرفحاء ، ماتأثيره على المقال ؟؟؟
لكن - على كل حال - سأجيب :
أنه لاهذا ولا ذاك ، وأنا من أهل رفحاء ، ومن شباب رفحاء ، والمشاكل التي ذكرتها هي مشاكلنا نحن الأخوة والذين أتكلم عنهم هم أخوة وأحبة ، ولكن المؤمن مرآة أخيه ، وكتبت هذا المقال لأني أعلم أن الكثيرين من هؤلاء الأخوة يتابعون هذا المنتدى المميّز ، فكتبته والله العظيم - وأنتم لم تحلفوني - من باب النصيحة ، لأني رأيت ، كما هو موجود عندي وأراه وأعايشه أن الأمر بدا بسيطا لكن الأمر تدرج حتى أصبح خطيرا
((( بداية بدأ الأمر بالمجاملات الشديدة لهم ، فتزعّموا الشباب ، فبدأ الأمر بعزوف الشباب عن مجالس أهل العلم - وتذكرون كيف كانت مجالس العلم تمتلئ بالشباب - ، ثم صُـر ِف الشباب إلى أشياء أخرى : نشيد حتى النخاع ، كتب فكرية جامدة ، كلمات في المجالس - كانت في البداية أمر جميل - ، ثم تطور الأمر فإذا بعضهم أخذ يتصدّر المجلس ويلقب بالشيخ أو طالب العلم - الثقة - ، فتطوّر الأمر إلى إطلاق فتاوى في أمور عظيمة لايرجع فيها إلا لأهل العلم من المشايخ وحتى طلبة العلم ( الحقيقين ) يتورعون عن الفتوى فيها ، فيأتي هؤلاء ويطلقون الفتاوى في كل جهة ويلعنون من يخالفها ، ويصفونه بالكفر والفسق وأنه خبيث و..و..و ، والضحيّة في ذلك ( الشباب ) الذين يغلب في طبعهم الحماس الشديد فيذهبون يكرّرون ماقاله أولئك المتعالمين فكانت النتيجة : مواجهات مع الأهل ومع المدرسة ، بل تطوّر الأمر إلى سب الحكومة والدولة في مجالس عامة وخاصّة - وهم والله ليس لهم أي دخل ولانصيب فيما يقولونه بل هو الحماس - فكانت نتيجة هؤلاء السجن وذعر الأهل وبعضهم والله لم يصل العشرين من العمر فكيف هي حال أمه وأبوه وأهله بشكل عام ، وسُـب المشايخ واحتقروا عيانا بيانا حتى إني في إحدى الجلسات جلست مع بعض الشباب فتطرّقوا إلى مسألة فقلت لهم إن الشيخ "......." حرّمها -وهذا الشيخ الذي ذكرته معروف في رفحاء بعلمه الغزير ودعوته وهمته العالية من أكثر من عشر سنين- فقال بعض الشباب أنهم سمعوها منه في جلسته الأسبوعيّة أيضا ، فقال أحد الشباب- بكل بساطة - : أنه بشر ويخطئ
أنا قال لي طالب علم ثقة في رفحاء أن الحكم في المسألة كذا وكذا (!!) ..فلما عرفنا طالب العلم الثقة فإذا هو مجرّد شاب من هؤلاء المتعالمين لم يتم القرآن ولم يضبطه ولم يتأصل علما ولافهما ، فصعقت والله وحزنت بشدّة قلت : تقارن فتوى شيخ من كبار مشايخ رفحاء له باع طويل في الدعوة والعلم بشهادة القاصي والداني في المدينة والقرى ومن حولها تقارن فتواه ( بكلام ) ذلك المتعالم ، الشيخ بشر - لاشك - ويخطئ - ولاشك- لكن من الذي يخطّأه ؟؟!!! أنت و طالب علمك الثقة(!!) )))
هكذا يتدرج الأمر ، وأنا والله لاأكره أولئك الشباب ولاأبغضهم ولكن أبغض تعالمهم على الشباب الصغار وعدم وضع أنفسهم في أمكنتها ، فمثلا أحد أولئك الشباب المتعالمين لديه أسلوب ونبرة صوتية تساعده على أن يكون خطيبا مصقع ، ولو طوّر الثقافة الدينية لديه بقراءة كتب الأصول والفروع لأصبح خطيبا بارعا يستمع إليه القاصي والداني ، ويرجع في النوازل والحوادث الكبرى إلى العلماء ، ولكنه بدل هذا صدّر نفسه وأخذ يفتي في الأمور الخطيرة والنوازل الكبيرة .
إن المشاكل - أخي الحبيب أنيس وأخي القارئ - التي بين الشباب كنت أعايشها قبل كتابة تلك المذكرات و ماقيدته كان معي من قديم ولما بدأت بكتابة المذكّرات قيّدته ، لكن - إجابة على سؤالك - أني لم أعرف مسألة المذكّرات إلا في تلك الأيام فبدأت منذ ذلك التاريخ بكتابة القصص والهموم والآراء التي تحدث لي بين الأهل والأقارب والشباب . بارك الله فيك .
أخي الحبيب رفحاوي :
جزاك الله خير ، ونعم الأخ أنت .بارك الله فيك .
قال تعالى :( إنما المؤمنون أخوة)
وصلى الله على الحبيب وسلم...
مواقع النشر (المفضلة)