أخي الحبيب أنيس :
بارك الله فيك .سواء كان ذلك التاريخ هو بدايتي كملتزم أو بداية قدومي لرفحاء ، ماتأثيره على المقال ؟؟؟
لكن - على كل حال - سأجيب :
أنه لاهذا ولا ذاك ، وأنا من أهل رفحاء ، ومن شباب رفحاء ، والمشاكل التي ذكرتها هي مشاكلنا نحن الأخوة والذين أتكلم عنهم هم أخوة وأحبة ، ولكن المؤمن مرآة أخيه ، وكتبت هذا المقال لأني أعلم أن الكثيرين من هؤلاء الأخوة يتابعون هذا المنتدى المميّز ، فكتبته والله العظيم - وأنتم لم تحلفوني - من باب النصيحة ، لأني رأيت ، كما هو موجود عندي وأراه وأعايشه أن الأمر بدا بسيطا لكن الأمر تدرج حتى أصبح خطيرا
((( بداية بدأ الأمر بالمجاملات الشديدة لهم ، فتزعّموا الشباب ، فبدأ الأمر بعزوف الشباب عن مجالس أهل العلم - وتذكرون كيف كانت مجالس العلم تمتلئ بالشباب - ، ثم صُـر ِف الشباب إلى أشياء أخرى : نشيد حتى النخاع ، كتب فكرية جامدة ، كلمات في المجالس - كانت في البداية أمر جميل - ، ثم تطور الأمر فإذا بعضهم أخذ يتصدّر المجلس ويلقب بالشيخ أو طالب العلم - الثقة - ، فتطوّر الأمر إلى إطلاق فتاوى في أمور عظيمة لايرجع فيها إلا لأهل العلم من المشايخ وحتى طلبة العلم ( الحقيقين ) يتورعون عن الفتوى فيها ، فيأتي هؤلاء ويطلقون الفتاوى في كل جهة ويلعنون من يخالفها ، ويصفونه بالكفر والفسق وأنه خبيث و..و..و ، والضحيّة في ذلك ( الشباب ) الذين يغلب في طبعهم الحماس الشديد فيذهبون يكرّرون ماقاله أولئك المتعالمين فكانت النتيجة : مواجهات مع الأهل ومع المدرسة ، بل تطوّر الأمر إلى سب الحكومة والدولة في مجالس عامة وخاصّة - وهم والله ليس لهم أي دخل ولانصيب فيما يقولونه بل هو الحماس - فكانت نتيجة هؤلاء السجن وذعر الأهل وبعضهم والله لم يصل العشرين من العمر فكيف هي حال أمه وأبوه وأهله بشكل عام ، وسُـب المشايخ واحتقروا عيانا بيانا حتى إني في إحدى الجلسات جلست مع بعض الشباب فتطرّقوا إلى مسألة فقلت لهم إن الشيخ "......." حرّمها -وهذا الشيخ الذي ذكرته معروف في رفحاء بعلمه الغزير ودعوته وهمته العالية من أكثر من عشر سنين- فقال بعض الشباب أنهم سمعوها منه في جلسته الأسبوعيّة أيضا ، فقال أحد الشباب- بكل بساطة - : أنه بشر ويخطئ
أنا قال لي طالب علم ثقة في رفحاء أن الحكم في المسألة كذا وكذا (!!) ..فلما عرفنا طالب العلم الثقة فإذا هو مجرّد شاب من هؤلاء المتعالمين لم يتم القرآن ولم يضبطه ولم يتأصل علما ولافهما ، فصعقت والله وحزنت بشدّة قلت : تقارن فتوى شيخ من كبار مشايخ رفحاء له باع طويل في الدعوة والعلم بشهادة القاصي والداني في المدينة والقرى ومن حولها تقارن فتواه ( بكلام ) ذلك المتعالم ، الشيخ بشر - لاشك - ويخطئ - ولاشك- لكن من الذي يخطّأه ؟؟!!! أنت و طالب علمك الثقة(!!) )))
هكذا يتدرج الأمر ، وأنا والله لاأكره أولئك الشباب ولاأبغضهم ولكن أبغض تعالمهم على الشباب الصغار وعدم وضع أنفسهم في أمكنتها ، فمثلا أحد أولئك الشباب المتعالمين لديه أسلوب ونبرة صوتية تساعده على أن يكون خطيبا مصقع ، ولو طوّر الثقافة الدينية لديه بقراءة كتب الأصول والفروع لأصبح خطيبا بارعا يستمع إليه القاصي والداني ، ويرجع في النوازل والحوادث الكبرى إلى العلماء ، ولكنه بدل هذا صدّر نفسه وأخذ يفتي في الأمور الخطيرة والنوازل الكبيرة .
إن المشاكل - أخي الحبيب أنيس وأخي القارئ - التي بين الشباب كنت أعايشها قبل كتابة تلك المذكرات و ماقيدته كان معي من قديم ولما بدأت بكتابة المذكّرات قيّدته ، لكن - إجابة على سؤالك - أني لم أعرف مسألة المذكّرات إلا في تلك الأيام فبدأت منذ ذلك التاريخ بكتابة القصص والهموم والآراء التي تحدث لي بين الأهل والأقارب والشباب . بارك الله فيك .
أخي الحبيب رفحاوي :
جزاك الله خير ، ونعم الأخ أنت .بارك الله فيك .
قال تعالى :( إنما المؤمنون أخوة)
وصلى الله على الحبيب وسلم...
مواقع النشر (المفضلة)