حقها أن تكون لها ذمة مالية مستقلة :

وبالمقارنة بما عليه أمر المرأة فى المجتمع الغربى فى هذه المسألة والتى لا تستطيع الأنثى أن تصرف شيكًا من البنك إلا إذا كان توقيع زوجها بجوار توقيعها بما يعنى انتقاص أهليتها وشخصيتها .



بالمقارنة فى ذلك مع موقف الإسلام من المرأة فى هذا الأمر نرى الإسلام ـ قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا ـ قد صان استقلال شخصيتها واعترف بكامل حقها وأهليتها فى أن تكون لها ذمتها المالية المستقلة التى لا تحتاج فى اكتمالها إلى أن تكون مشارَكة الرجل إلى جوارها فيها .

* * *

كان هذا واضحًا أعظم الوضوح فى بيت النبى نفسه صلى الله عليه وسلم إذ كانت زوجه ( أم المؤمنين السيدة خديجة رضى الله عنها ) ذات مال كثير ـ وكان النبىّ قبل بعثته يعمل لها على تجارتها فاكتشفت أمانته وطيب أخلاقه وكان ذلك مما هيأ للزواج بينهما .

* * *

واحترامًا لهذا الاستقلال للذمة المالية للمرأة فلم يكلفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأى نوع من الإنفاق على الدعوة ، لكنها ـ رضى الله عنها ـ كانت بعطاء إيمانها بالرسالة والرسول كانت تقدم ـ طواعية واختيارًا ـ ما ترى الدعوة فى حاجة إليه .

ولم يكن هذا كثيرًا .
__________________