بالخير
--------------------------------------------------------------------------------
تسائل المتنبي واتسائل معه :
أما في هذه الدنيا كريم تزول به عن القلب الهموم؟
أما في هذه الدنيا مكان يسر بأهله الجار المـــقيم ؟
ويقول في احتقاره للناس وتشاؤمه منهم :
ومن عرف الأيام معرفتي بها
وبالناس روى رمحه غير راحم
فليس بمرحوم إذا ظفروا به
ولا الردي الجاري عليهم باثم
وبعد ان فقد المتنبي ثقته بالناس لجـأ الى نفسه والى ذاته يخاطبها قائلاً :
خليلك انت لا من قلت خلي
وإن كثر التجمل والــكــلام
ويقول ابن الجوزي رحمه الله :
من أعظم الغلط الثقة بالناس والاسترسال إلى الأصدقاء .
ويقول :
احذر عدوك مـــرة وأحذر صديقك ألف مره
فلربما انقلب الصديق فكان أعلــم بالمـــضــره
وحين سُئل الخلفية على بن أبي طالب ... كم صديقاً لك ؟
قال : لا أدري الآن .. لأن الدنيا مقبلة علي والناس كلهم أصدقائي ..
وماذ يقول الشافعي رحمه الله ؟
يقول :
لم يبق في الناس إلا المكر والملق
شوك إذا لمسوا زهر إذا رمقوا
فإن دعتك ضرورات لعشرتهم
فكن جحيماً ! لعل الشوك يحترق
ويقول انيس منصور :
"كلما عرفنا الانسان ازددنا حباً للكلاب , ففي القرن العشرين قتل الانسان 175 مليون نسمة في ثلاثين حرباً تكلفت ثلاثة ملايين دولار ! والحيوانات المفترسة تقاتل اذا جاعت .. وتقاتل اذا اعتدى حيوان اخر على ارضها وصغارها .. اما الانسان كل حروبه يسميها مقدسه" ! .
ــــــــــــــــــ
وغيرها من المقولات التي تقطر الماً وتشائماً , يبقى الواحد محتاراً مختاراً بين الولاء والبراء , لكن برأيي أن تترك مسافة بينك وبين الناس , تخفف من اللقاءات بهم , وتطوي أجنحتك على نفسك بعيداً عن المشاحنات اليومية , تحفظ نفسك وتحفظ كرامتك .
قلتها لمستنصح استنصحن لما رأني ناصح فنصحته , بما رأيته مُستَنصح , فكان تلكم النصيحة .
بأنتظار ردودكم , شكراً لكم
مواقع النشر (المفضلة)