.
.
.
.
في الخبر الذي أثير قبل فترة ، و الذي تناول فكرة دمج طلاب و طالبات مرحلة الصفوف الدنيا في التعليم العام ، و ما تزامن معه من ضجة حول سياسة جامعة الملك عبدالله التعليمية .
و الذي جعل سن المراهقة لدينا يعيش بين أنياب الذئاب و شفرة القصاب ، فلا هو مع العير و لا مع النفير ،
و قد يجعل العقل البشري السليم البسيط يحس بالغربة و بالغرابة معاً ،
فلا يعلم أهو على خطأ , أم أنه فهم خطأ , أم اختلط عنده الصواب و الخطأ .
و حيث أننا تعلمنا منذ نعومة أظفارنا على أساتذتنا الكرام ، أن المحاولة الواحدة عنوان الفشل المقرون باليأس ،
و نذكر جيداً قصة النملة و الحبة التي أصعدتها الجبل بالمحاولة المستمرة و الطرق و المختلفة ،
و تعلمنا أيضاً أن الرجل الذي أضاء العالم ، فشل في مئات المحاولات قبل أن ينجح في المحاولة الأخيرة والاختراع العظيم ،
و أمور و محفزات أخرى تشبعت بنا ، مما يقد يعزز فينا فكرة أن الخظوة الأولى للنجاح هي الفشل .
و أجد ذلك تلاشى أمامي بسرعة البرق ، و مرْق الرمية ، و بخاصة بعد ضجيج تلك الأبواق الإعلامية ،
و التي أصبحت مؤخراً متصدرة لكل الأمور التي تهم الناس ،
من فتوى و سياسة ، و اقتصاد و تعليم ، و بناء و هدم ، و اصلاح و ترميم ،
و ما إن تتفوه بحرف عابر ، حتى أصبحت أنت لا تقدر حرية التعبير المزعومة لديهم ... هذا لا يهمنا .
أقول : أنه تلاشت أمامي كل تلك المعطيات ، و أصبح العقل يعيش حيرة الصواب و الخطأ ،
بسبب التناقض بين الماضي و الحاضر .
و من هذا ما دعا إليه بعض المثقفين و الكتاب و كما أسلفت ، من دمج مراحل التعليم المبكرة ،
و التي يسمونها بسن الطفولة ، و كانت فكرتهم التي لا تخفى على الجميع ،
تكليف معلمات بتدريس هذه الفئة العمرية ،
بدلاً و بعيداً من جفوة المعلم القاسي على مشاعر الطالب الذي لن يصبح يوم من الأيام أباً حنوناً ،
وإنما الأفضل أن يتعلم على حنان الأمومة اللينه ، و كأنه لا يوجد أم قاسية ،
و حتى هذه المعادلة أتعبت عقلي البسيط،
عموماً يردني هذه الأثناء كثير من التساؤلات حول تلك الفكرة ،
أهمها هو هل تم تأهيل معلمي هذه المرحلة و إبرامهم في دورات تطويرية للرفع من كفاءتهم ،
و بعد أن أحسوا على حد قولهم بضعف المخرجات في الفترة الماضية ،
فهل تكررت محاولة و لو لمرة في تطوير تعليم الصفوف الدنيا ويكون على يد قدواة الأطفال و هم المعلمين ،
أم أنهم اكتفوا بوجود خطأ بسيط مما يجعلهم يصدروا الحكم ، و كأن خيار التنقل بين هذي و تلك بمنتهى السهولة .
الأمر الآخر أننا لا زلنا عرب ، و لنعي هذه الكلة جيداً ،
و حيثوا أنهم في قديم الزمان يرسلون أبناءهم للبادية ليتعلموا و يتقووا و تصقل قدراتهم ،
فلازلنا نعيش في غالب حياتنا على ماكان عليه العرب ،
فإلى الآن لم نتعامل بالجنيه الاسترليني ، و لم نرى إيفل على الطبيعة ، و لم تهطل علينا الثلوج بكثافة ،
و لو تلاحظ أخي القارئ حال أي طفل يعيش حولك - ذكراً أو أنثى - ، و لنفترض ذكراً ،
قل له : إن لباسك جميل و ألوانك متناسقه ، لما راع ذلك اهتماماً واسعاً ,
و بالمقابل قله أنك شجاع و بطل و لديك قدرات تدل على أنك رجل و عندك ( علوم رجال ) لوقع ذلك في نفسه ،
و على العكس تماماً عند الأنثى ،
فتجده بعد ما تعطيه هذه الإنطباعات لأعطاك كل مشاعره و أحاسيسه [ و بالمناسبة هذا ما يفعله البعض حينما يريد من طفل شيء ] .
أقول : فإن طبيعة الذكر تختلف عن الأنثى حتى بمرحلة الطفولة .
فكيف يتعامل الشخص - أياً كان - في جو تختلط فيه الأساليب ، و في مرحلة حساسة .
و هذا أهم ما في الأمر .
و لست في هذا المقام متحدثاً عن فساد المجتمع الأخلاقي في هذا الدمج ،
فالكل يعلم أنهم أطفال ، مع أن المثل يقول : و ياما تحت السواهي دواهي ،
إلا أني متعجب من هذا النفور في السلم ،
و الخروج على الوالي بهذه الأفكار التي أسميها بـ " قرارات الأنابيب " ،
فليست المسألة حكم فقهي ، تجري عليه الأحكام الفقهية ،أو خلل عقدي ، أو خرم إجتماعي ،
ولكني أخذت المسألة بعفوية و بعقلية على حد سواء .( فما جت معي و الله !! )
و في الواقع إذا حصل هذا القرار و عمم ، فأمنيتي أن أحضر حصة التربية البدنية لهؤلاء الأطفال .
(سيكون هناك مشاهد طريفة :d ) و لكم أن تتخيلوا .
.
.
.
يأتي الآن الاستفهام الأكبر ، وهو أين دور الوزارة أمام هذا التناول الإعلامي ؟
و ما نشاطها حينما تثار قضية تربوية تهم المجتمع و ما موقفها ؟
و لو كان هذا الحديث الإعلامي حول ماديات و ميزنيات ،
لكان قسم العلاقات العامة في الوزارة ، مترصد لذلك أيما مرصاد .
و في الختام أتمثل في قول الشاعر :
و ينشئ ناشئ الفتيان فينا ** على ما كان عوده ( ........؟)
يمكن [أبــوه أو الأبـلـه ] ما ندري !!
و السلام عليكم
.
مواقع النشر (المفضلة)