آخر المشاركات

النتائج 1 إلى 12 من 12

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو نشيط

    اخطبوط غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    96

    الطالب يدرس في معهد رفحاء العلمي ويتجاوز 6 سنوات

    [align=center][align=center]الطالب يدرس في معهد رفحاء العلمي ويتجاوز 6 سنوات [/align][/align]


    لقراءة الموضوع السابق ارعص هنا : طالب الابتدائية يتحدث


    [align=justify]عندما اجتاز االطالب المرحلة الابتدائية ، وحصل على شهادة السادس ابتدائي ، لزم عليه أن يحدد مساره ويختار إحدى مدرستين ، إما التسجيل في مدرسة رفحاء المتوسطة أو التسجيل في المعهد العلمي ، وضعت أمامه الخيارات وهو صاحب القرار ، لم يجبره أحد بالتوجه لمدرسة هو لا يريدها ، فاختار المعهد العلمي لسببين : الأول / أن أخوه الكبير يدرس به . ويتقدمه بعامين دراسيين ، والسبب الآخر / اختيار ابن عمه للمعهد وحماسه للدراسة به ، وكانت صداقة ابن عمه معه زادت لحد كبير عندما سكنت أسرت هذا الابن في بيتها الجديد والذي لم يسكن إلا من دائرة حكومية لمدة بسيطة ، مما جعلهما أكثر ترابط من أي وقت مضى وأصبحا يريان بعضهما في جميع الأوقات في المدرسة الابتدائية ( البراء بن عازب )



    وفي الحارة ومع مرور الأيام تكونت شلة الحارة منهما بالإضافة لأبناء الحي الآخرين ، ابن عم صاحبنا اختار المعهد العلمي وكذلك أخو صاحبنا مما دفع به أن يقرر التسجيل للمعهد العلمي وبالفعل تقدم إلى المعهد بملفه الأخضر فجاء يتهادى ليطلب الانضمام لطلبة المعهد ومقره في شارع القرو وهو لا يزال المقر الحالي ، فوعدوا المسجلين الجدد بموعد مقابلة شخصية ، كانت هذه المقابلة عبارة عن اختبارات تحريرية وشفوية ، التحريرية كان الهدف منها قياس مهارة الإملاء ومعلومات عامة مثل عواصم الدول ومسائل حسابية ، أما الشفوية كان مقرها مكتبة المعهد حيث المعلمين جالسين بجانب بعضهما ، مصطفين حول الطاولة التي وضعت في وسط المكتبة ، فيجلس الطالب مقابل كل واحد منهما فيسأله حتى إذا انتهى منه أرسله على من بجانبه وهكذا حتى تنتهي أسئلة الجميع ، وكانت أسئلة دينية بحتة ، عن مقدار الحفظ للقرآن الكريم ، وكيفية الصلاة والوضوء ونحوها ، حضر الطلاب الجدد وأجروا المقابلة بينما كان في ذلك اليوم طلاب المعهد الفعليين جاء ليستلموا مكافأتهم الشهرية من محاسب المعهد { الزهراني }




    اجتاز المتقدم اختبار المقابلة الشخصية بالقبول في المعهد العلمي فبدأت مرحلة المتوسطة من بداية العام الدراسي في تلك السنة وكان صاحبنا قد دخل في مرحلة المراهقة المبكرة ، والمراهقة تعني : الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ، ولكنه ليس النضج نفسه ، لأنه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 9 سنوات . ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة ، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى مرحلة فجأة ، ولكنه تدريجي ، ومستمر ومتصل ، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه، فالمراهقة تعد امتداداً لمرحلة الطفولة، وإن كان هذا لا يمنع من امتيازها بخصائص معينة تميزها من مرحلة الطفولة. فالمراهقة إذن تشير إلى فترة طويلة من الزمن ، وليس لمجرد حالة عارضة زائلة في حياة الإنسان فالمراهقة مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرجولة ، دخل صاحبنا هذه المرحلة بدخوله الصف الأول متوسط ، عندما اتجهت أنا ومن معي من الطلاب الجدد للمعهد في اليوم الأول ، دخلنا بعالم جديد يختلف كثيراً عن مدرستنا الابتدائية التي جئنا منها ، كنا في تلك المدرسة في صف سادس ونحن أكبر الطلاب سناً في تلك المدرسة أما الآن فنحن ( الطلاب الجدد ) أصغر الطلاب سناً حيث يوجد مرحلتين ثانوية ومتوسطة ، وتتفاوت الأعمار بطبيعة الحال بين كل سنة دراسية وأخرى ، كانت هناك صدمة لنا كون نظام المعهد يختلف عن المدارس الأخرى بأن كان هناك مراقبين ، وهما يشغلان وظيفة المرشد الطلابي في المعهد ، ولكن بطريقة أخرى حيث كانوا هم جانب العقاب فمن أساء الأدب أو أهمل في دراسته فهما له بالمرصاد .



    كان المعلمين جميعهم بنظر صاحبنا متسلطين بالمقارنة بمدرسته التي قدم منها ، فلا يسمح بالتحدث داخل الفصل مطلقاً ، وكانت متابعة الدروس الماضية أولاً بأول ، حدث تغير كبير في حياة الطالب وفي شخصيته وتأثر كثيراً بالفروق الكبيرة التي لم يكن قد تعوّد عليها في مدرسته السابقة ، وكان عقاب من يقصر في دروسه أو يشاغب جاهزاً ، فجميع المعلمين إلا من رحم الله يحملون عصياناً ، وأحدهم كان يجلد الطلاب بخرطوم ( هوز ) ماء وقد تفنن الآخر بأن قام بتغليف - الهوز - بشريط بلاستيكي !! أحد المعلمين في ذلك الزمن ، كان يضرب الطالب ويخبره وهو يضربه أنهن لن يقف عن الضرب إلا إذا بكى الطالب . وكان تخصصه علوم شرعية وقد كان يلاحق الطلاب خارج المعهد ليأمرهم بأداء الصلاة ، ومن يجده وقت الصلاة ، جالس مع رفاقه في الشارع ، يأتي من الغد ، وقد خصص له سؤال صعب من الدروس السابقة ، والطالب حتماً لا يجيب ، فهو سؤال تعجيزي ، أكثر من كونه ، أداة تقويم مدى التحصيل العلمي ، فعندما يجد هذه الحجة يقول له : تترك الصلاة وتهمل بدروسك إذن عقابك الجلد حتى تبكي ، وإن لم يجد عصى قام بعقابه بالوقوف في مؤخرة الفصل ، مع اشتراطه على الضحية - عفواً الطالب- عدم الاستناد على الجدار ، ويسخر منه بقوله : ( لا تركأ على الجدار علشان ما يطيح على الجيران ) الحق يقال أن جميع المدرسين : لم يضربوا أحداً قط بدون سبب ولكن الضرب في ذلك الحين موجود - ولا أدري الآن هل لا يزال أم حل مكانه الطرق التربوية الحديثة -




    لم تكن المواد العلمية مثل الرياضيات والانجليزي مركزة بينما كان التركيز على المواد الشرعية ومواد اللغة العربية ، افتقد صاحبنا مواد مثل : التربية الفنية ، والتربية البدنية ، فقد خلا المعهد من الألعاب والتسالي ماعدا شبك كرة طائرة قد كان موجوداً في الفناء الواقع خلف المعهد ، يلعب به الطلبة في حصص الانتظار: وهي الحصص التي يتغيب فيها المعلمين ، أسماء المعلمين جميعهم من الصعب على المرء تذكرها بعد مرور كل هذا الزمن ولكن سأذكر من أتذكر منهم : عبد الرحمن الشيخ ، مالك الدندشي ، وعمار ياسر ، أحمد حجازي ، كمال زيتونة ، ابو حسن مدرس الانجليزي كل هؤلاء من الجنسية السورية ، أما : حمدي { رحمه الله } مجدي ، استاذ لا اذكر سوى لقبه ( دي الوكيتي : باللهجة الصعيدية وتعني الآن ) كان يدرسنا التاريخ ، عافية ( كبير في السن جاء لمدة سنتين ثم ذهب ) ، اما السعوديين : عبد الله حمد الأحمد مدير المعهد وخالد العبيدان وكان وكيل المعهد ، وأيضاً : علي فياض ، الطرقي عقلا ، محمد الصقير ، سليمان التويجري ، عبد العزيز علي المنديل ، ضويحي مكمي ، صباح حسين ، نادي سويف ، هادي سويف ، سالم حامد ، وكان المراقبين : ناوي مكمي و بندر الحماد ، وفيما بعد ثامر عبد الله .أما أمين المكتبة فكان مصري يقال له : أبو أحمد ، وخلفه فيما بعد واحد من أهل رفحاء سعودي ، هذا ابو احمد كان أحد الفصول أجروا معه مقابلة وقالوا له البطاقة الشخصية ، فذكر اسمه ثم قال الجنسية مصري والديانة : مسلم !!! <---- ومن قال أنك غير مسلم مما سبب تعالي الضحكات في الطابور الصباحي وقد حاول أن يمسح هذه الغلطة ( يرقع ) باستدراجه بالقول : اصل أحنا في مصر موجود مسيحيين ومصريين علشان كدا أنا أوووولت مسلم !!!!



    كانت ميزة المعهد عن المدارس الأخرى المكافأة الشهرية والتي تستغل بالخصم من الطالب الذي يتغيب بدون عذر ولا تسلم إلا للطلبة المحلقين لشعورهم ، وكانت نسبة كبيرة تخصم منها لوجبات الإفطار ، فهناك دفاتر فئة 100 ريال يأخذها الطالب من أمين المكتبة ويسجل اسمه ، ويكون الدفتر بمثابة نقود تصرف من مقصف المعهد ، ثم إذا جاءت المكافئة تسدد قيمتها ، بالنسبة لتعامل المعلمين فإن المعهد كغيره من المدارس الأخرى حيث يوجد تفاوت بين التعامل من معلم إلى آخر ، كان هناك نوع محبذ للضرب ويضرب الطلاب على أتفه الأسباب وعلى أكبرها ، أما النوع الآخر فهو الذي يتصرف بطريقة تربوية فتجده لا يعاقب إلا أن يتجرأ الطالب على الاستهانة بشيء يتعلق بالدين ، أما غيرها فتجده متغاضياً وسمحاً .



    وكما في المعاملة فروق فإن لكل معلم طريقته في شرح الدرس فتجد منهم المتهاونين وهم قلة ، يشرحون الدرس بقراءة الكتاب وهم جالسين وبأقل جهد ممكن ، أما النوع الآخر فهم الذين يتقنون لعملهم فتجد البعض يسحر الطلاب بطريقة عرضه للموضوع ( الدرس ) وتجده ينوع بطرائق التدريس ، ويحلل كل شيء موجود ويضرب أمثلة ويشرحها ويناقش الطلاب ويتابع تحصيلهم . المعهد العلمي كان له نظامه الخاص وقد لا يزال تجد أن الطلاب لا يجيبون على أسئلة المعلم إلا بالوقوف من الكرسي ، ولا يتكلمون إلا بإذن المعلم ، ولا يخرج من الفصل أي طالب إلا للضرورة القصوى هذا عن الاستئذان للخروج من الفصل للدورة المياه وشرب الماء ، أما عن الاستئذان لخارج المدرسة فإنه لا يسمح للطالب إلا في حالة المرض وعندما يُعطى ورقة طلب كشف طبي يطلب منه أن يعود إلى المعهد ، فكان الانضباط موجوداً مع أنه مبالغ فيه لدرجة أن بعض الطلاب عندما خرج للجامعة كان خجولاً فلم يعتاد المواجهة مع الأستاذ ولا الإلقاء عندما حان وقت التدريب العملي قبل أن يتخرج معلماً .


    صاحبنا المراهق قد مرت عليه جميع مراحل المراهقة وهو يدرس في المعهد وهي المراهقة المبكرة ومرحلة المراهقة المتوسطة ومرحلة المراهقة المتأخرة ، في جميع تلك المراحل عاش حياته كما يعيشها أي فتى مراهق في مثل سنه ، كانت السيارة التي تسحر في ذلك الزمن والتي يتمناها كل مراهق ( كراسيدا قراندي ) فهي السيارة ذات المواصفات الخارقة عند المراهقين مث اللومينا في الوقت الحالي ، ولك أن تتصور مميزاتها الخيالية عندما تجلس مع أي شاب في ذلكم الزمان ، هذا من ناحية وسيلة النقل أما من الناحية التقنية فلم يُعرف الجوال وكان جهاز الكمبيوتر باهظ الثمن ، عرف الناس في سنة 1416هـ البيجر وانتشر كثيراً بين الناس في المحافظة ، وتنوعت أجهزته واقتنى الناس الأرقام الجميلة المتسلسلة ، بالإضافة للبيجر أيضاً كان الناس يستخدمون ( السيناو ) وهو : جهاز لا سلكي كبير الحجم يُركب على خط هاتف ثابت ويشحن بالكهرباء وبحسب نوعه فهو يعطي مسافة اتصال متفاوتة ، كذلك في ذلك الوقت لم يشتهر ( الكنّود ) وكان مقتصر على القنّاصين فقط .




    عندما اقترب الطالب من التخرج ونيل شهادة إتمام الدراسة الثانوية ، كان كالذي يمشي هائماً على وجهه ، لا يعرف ماذا سيفعل بعد خروجه من الثانوية ، فلا يوجد جامعة في رفحاء ولا حتى كلية أو معاهد تدريبية ، فكانت الحيرة مسيطرة على مخيلته ، وفي نهاية الأمر اقنع نفسه بالتخرج من الثانوية فقط ، وبعد ذلك لكل حادث حديث ، تخرج صاحبنا من المعهد ، وبعد ذلك بسنوات جاءته أخبار عن المعهد بأن المدير السابق قد تقاعد وأصبح مكانه الأستاذ / عبد العزيز المنديل والذي استطاع بذكائه وبمرونته أن يستقطب المعهد الأهلي لتعليم الحاسب ليعلم في المعهد العلمي أبناء المحافظة وبذلك أصبح المعهد العلمي قد أفاد المجتمع بتوفيره معهد أهلي للتدريب في مجال الحاسب الآلي بقيمة مخفضة ، تتناسب ودخل الفرد في المحافظة ، بعدما كانت الغرفة التجارية محتكرة هذا المجال لعدة سنوات ، أما مرحلة تسجيل - صاحبنا الطالب - في الجامعة واختياره للتخصص وسنوات الدراسة في الجامعة فاظن ان ليس لها علاقة بالمحافظة فلا داعي لذكرها .[/align]




    [align=center]^^[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة اخطبوط ; 21 Jan 2005 الساعة 05:00 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك