السلام عليكم جميعا اخواتي واخواني في رفحاء ومنتداها
اعود بحديث اتناول فيه مفردة ( دكان ) ومن اين اتت وماهي اصولها
ولا اخفي عليكم فأنا اجد حرجا كبيرا قبل الكتابة معكم في مثل هذه المواضيع لأنها تبتعد عن مايشغلكم حول مدينتكم وقضاياها المختلفة ، ولكن احيانا نحتاج الى لحظات نتواصل فيها مع اشياء مختلفة عما اعتدنا عليه
مفردة دكان من المفردات التي عرّبت ودخلت المعجم العربي منذ فترات مبكرة
تطلق على الحانوت واماكن البيع ولقد وردت في شرح ابن جني على تصريف المازني ، وفي المزهر ، وحاول الخفاجي في الشفاء اشتقاقها من الدكدك والدكداك من الرمل: ما التَبَد منه بالأرض ولم يرتفع. وفي الحديث: أنَّه سأل جريرَ بن عبد الله عن منزله فقال: سَهْلٌ ودَكْداكٌ، وسَلَمٌ وأَراكٌ.
ووردت المفردة في تكملة الصلة لأبن الأبارج ايضا وفي الأغاني وجمهرة واسعة من المؤلفات
ولقد جعلها الباحث ابراهيم السامرائي من المعجم العربي الذي هاجر الى اللغة الفارسية ثم وفدت علينا ثانية بلفظ ( دكاندار ) اي صاحب الدكان
وربما يكون بيت المثقب العبدي من اقدم شواهدها المعروفة في العربية
فأبقى باطلي والجدّ منها
كدكّان الدرابنة المطين
وتناولت مفردة الدرابنة في حديثي عن مفردة دارين في ذاكرة الأمكنة
ويهمني ان اذكر ان جميع المعاجم الفارسية تذكر مفردة دكان وتجعلها جزءا من ثرائها اللغوي .
ومن جهة اخرى ذهب طوبيا العنيسي الى فارسيتها نافيا ان تكون من مفردة ( docheio ) اليونانية والتي تعني اناء او وعاء ،
امّا فرنكل وادي شير فقالا بآراميتها ، وهو ما لم ينفه الباحث انيس فريحة في حديثه عن المفردة في معجمه .
بقي ان اقول انني لا اجد ضيرا في استعمال ( دكان ) لأنها من المفردات التي عرّبت في اوقات مبكرة واصبحت جزءا من المعجم العربي بالتواتر ، بغض النظر عمن ذهب الى كونها من المفردات التي يمكن تأصيلها من خلال المعجم العربي ذاته .
بقي ان اقول ان مفردة دكان ، تُلفظ في العراق ( بغداد وبعض مناطق الفرات الأوسط ) بأبدال الدال تاءا لقرب المخرج اي ( تكّان )
والحقية لابد احيانا من معاملة المفردات التي عُرّبت في وقت مبكر وخضعت لقوانين اللغة العربية بأعتبارها جزءا من نسيج لغتنا ، وهذا الأمر معمول به في كل اللغات من اجل توسعة قاموسها واثرائه
صلاح
مواقع النشر (المفضلة)