كانت الساعة السادسة والنصف صباحاً وكنت أتجول في المدرسة قبل بداية اليوم الدراسي عندما شاهدت معلمة اللغة الإنجليزية أستاذة (الماسة )
جالسة ساهمة العينين وقد بقيت تنظر في الفراغ سلمت عليها فلم ترد علي


ناديت : الماسة الماسة لكنها لم تسمعني

مسحت على رأسها فالتفتت إلى محرجة: قلت لها الماسة .
ما بك يا حبيبتي ؟



سكتت ونظرت إلى حائرة
(الماسة فتاة جميلة ورقيقة تشبه الأميرة ديانا.. انتقلت إلى قريتنا هذه السنة فقط بعد ان قربوها من قرية تبعد عنا مئة كيلو متر)
الماسة بعيدة عن زوجها الذي يعمل في العاصمة بسبب الوظيفة وهي تصر على النقل منذ بداية تعيينها
قلت لها الماسة ما بك؟


-أريد النقل يا أستاذة؟


-حبيبتي صدقيني لو كان النقل بيدي لنقلتك ولكن هذا عمل والعمل جاد وليس لعبة . يجب أن تصبري لحين صدور حركة النقل ........


ثم استطردت قائلة: لماذا لم تطلبي التعيين في العاصمة مباشرة؟


-وهل هناك وظائف في العاصمة لقد سألت فقيل لي لم يظهر وظائف في كل المدن الكبرى منذ عشرين عاماً



لماذا يا استاذة لماذا ؟

لماذا يتركوننا نرمى في القرى لسنوات ولا تظهر الوظائف مباشرة في المدن الكبرى أبداً فيما تتعذب فتيات القرى بلا وظائف ونتعذب نحن في الغربة والبعد عن أهلنا ثم نبحث عن الواسطات والشفاعات حتى يتم نقلنا ..هل تصدقين أن الخالة نهلة الأرملة تحمل بكالوريوس في نفس تخصصي . لماذا لا تعين نهلة بدلاً مني وانتقل أنا إلى العاصمة!