بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال لي حبيب ابن أبيه وأمه ما أشد ما كتبت في التشاؤم...؟
قلت له : كتبت ذات مرة
هذهِ حروف ((الهجاء))
إنما هي للذم
ما خلقت يوما للمديح
يا من بعثرت أوراقي
تحت ركامها
تبحث عن حرف صحيح
أنا من أمة
مسلوبة الضياء
محطمة المصابيح
مازالت .. واقفةً .. واجمةً .. بائسةً ..
تنسج من ضفائرها
حلما..
لعودة فارسها الجريح.
يا حبيب .. بعد أن زوجت آخر بنات أفكاري ، خلا بيت عقلي من أفكاره التي تسرح وتلعب أمام ناظري ، مما جعلني أشعر بالفراغ خصوصا بعد أن توفيت صاحبتي الفكرة ، وأحلت بعدها إلى التقاعد مبكرا ، حتى أصبحت كرهين المحبسين يستعطفني الشريف والوضيع .
لذا قررت .. بعد تفكير طويل بالهجرة إلى حيث لا بشر... واتخذت قرارا لا رجعة فيه ، أن أنزع عن جسدي الثياب ، وأربط على خاصرتي ما يستر عورتي ، تماما مثل الأسطورة ( طرزان )...! وأبدأ المغامرة داخل أدغال أفريقيا ، أهلهل وأولول وأطلق الصيحات التي تعم الأرجاء ، لكي أفرغ عن نفسي شحنات الكبت ...!
ولا أخفيك سراً ، فالعيش داخل الأدغال طويلاً ، ستعرف حقا أنها لا تختلف كثيرا عن الحياة التي نعيشها نحن معشر البشر ، فهنا وهناك الكل يعيش في صراع من أجل البقاء ،، الكل يفكر في المستقبل ويشعر بالخوف من المجهول ،، الفرق الوحيد بيننا وبينهم الحرية التي يمتلكونها فقط ..في ظل أنظمة التدجين الفكري والحركي التي نعاني منها .
يا حبيب .. هناك القوة ليست بكبر الحجم بقدر ما هي الشجاعة والإقدام ، وأن القطيع الضعيف يمكن أن يدفع عن نفسه الضرر إذا أجتمع واتحد وقد ينتصر أحيانا أخرى .
أتدري ماذا هنا... وماذا هناك.
من أدغال أفريقيا أقول لك ولن تجد الفرق..!
.
.
.
هُـــنـَا ذِئْــــبٌ ..هُـنَـــا نَعَـــقَ الغُـــرابُ
هُــنَــا نِــمْــــرٌ ..هُــنَـا أَسَــــدٌ يُهــَـــابُ
هُــنَــا قِــــــرْدٌ .. وخنْزِيْرٌ طغى نَتَنَهُ ..!
هُــنَــا ثَــــــوْرٌ يهيْجُ
وفهْدُ وثّــــــابُ
هُنَا حَيْثُ يضِيْعُ الحقّ ويُغْتَصَبُ
كَذَاكَ يُبَاحُ للطّاغي
رِقَابُ..!
هُنَا قاضِيْكَ مِخْلبٌ
حُكْمُه جوْرٌ
وَرَأْيُه للدّمِ بَابٌ وبَابُ
هُنَا فِيْلٌ قد انْبَرت اللّيالي
تُحِيْكُ له كميْناً لا يُعابُ
أراه بيْنهم متهالك القوّةُ
ووحْشُ الغاب
حرّكها لعاب
سألتهُ والدّمُ من جُرْحِهِ .. ينْزِف
وقد حَام على الجُرْحِ ذُبَابُ
أما بالأمْسِ هم قد فاوضوْكَ على
فِراك
ونَزْعِ خُرْطُومِكَ ونَابُ ؟
أما بالأمس أعْطوْك المَواثِيْقَ الّتي
زَعَموا بها الحلّ الصّواب ؟
إذاً ما بالُهم يتكالبون على
بقيّة جِسْمِكَ المترامِ
ما هابوا؟
ولاحت لي بَرَاءَةُ دَغْفَلٍ نَطقت
يُرِيْد لما سألتُ له جواب
أبِيْ قل ليْ بربّكَ … ما لـ هَـوُلاء
أبي إنّ العِدا عاثوا الخَراب ؟
أجاب الوالدُ الكلّ عن سُؤالِ ابْنه
وفي عيْنيْهِ دمْعٌ واكْتِئَابُ
بني إنّ العِدا رسموا مخطّطَهم
كما فتحوا علينا
باب ((إرهاب))
.
.
.
• اسمحوا لي أن أنسف الموضوع عن بكرة أبيه ،،،
• هذه بطاقة دعوة أدعوكم فيها للهجرة إلى أدغال أفريقيا وأنتم في مكانكم ترفلون بثياب الراحة والدعة ، أن تلهج قلوبكم وألسنتكم بالدعاء للشيخ الدكتور / عبد الرحمن السميط ... جزاء ما قدم والجزاء عند الله أعظم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواقع النشر (المفضلة)