((مسودة ))
على عتبات الحياة اليومية ، ومع صبيحة كل يوم نمارس طواقيس الحياة البائسة .. أبتداءً من فقدان حوائجنا ، وعدم الاعتناء بهندامنا ، والتهور في السير على حسب الأنظمة التي فرضت وفق ( مزاج ) ذلك الصباح ، وعدم التقيد للحضور بالوقت المحدد ، ومروراً في ضجيج المهاترات وصخب ألآ شئ ..والحديث عن كل شي ... حاشى ما يؤل علينا نفعه ... ثم نعود في المساء بعد رحلة ماراثونية لنخلد إلى فرشِنا الوثيرة استعدادا لهرطاقات يوم ليس بجديد .
حينما تُقدِم عقولنا إلى التفكير والتنازل عن كبريائها من الراحة .. نجد حقيقة الواقع المرير الذي تعيشه شعوبنا العربية ... ومازال ثوب العبودية يكتنفها ، وما هي فيه من شغل لاحصيلة له .. لذا كانت السيطرة على العقل قتل للإرادة كما يقال ومنحناً آخر للتخلف .
في أعمالنا ومجالسنا وأماكن الاسترخاء ، تطغى أحاديث المجتمع حول المعارك والمناطحات عن الفريق والفريق الآخر ، وآخر انجازاتهما الرياضية وعقود محترفيهم وطعامهم وشرابهم ... وفي مكان آخر الحديث عارم حول الجمل (الفحل ) الذي بيع في مزاد المزايين بالكم والكيف... وفي جلسة أخرى مازالت الرؤية يعتريها الغبش ، حول سيطرة الإسلاميين ، وتمادي الليبراليين ، وتملق الجاميين حول الحاكم ، وحركة الأحباب وما شأن دعوتهم .
وعندما يصل بنا العمر مبلغا... ونشاهد تجاعيد الزمن على الجبين ، وقد غزا بياض الشيب العارضين ، نلتفت إلى دفتر حسابات السنين فلا نجد سوى أن نتيجة ما جنيناه صفرا مقعر.
لذا قد يشغل الكثير منا في اهتماماتهم الحياتية طغيان المادية عليها ، متجاهلين الدور الكبير الذي يلعبه الفكر في بناء الأمم وتقدم الحضارات .
ربما نفتقد كثيرا في واقعنا وجود اليد الحانية التي تأخذ بأيدينا إلى ضفاف المعرفة وتصنع من طاقاتنا حضارة الأمة ... بالإضافة إلى أننا نجهل كثير بداية الخطوة الأولى لغدٍ أفضل .
صديقي لديه نعمة مغبون فيهما كثير من الشعب العربي هي نعمة البطالة .... وبما أن الفراغ يشغل حيزا واسعا لديه فهو يفكر مليّاً بالهجرة للعيش في بلاد الحرية ــ كما يدعي ــ والزواج من هناك ، ومن ثم الحصول على الجنسية الأمريكية ، والدخول في الأحزاب السياسية ، وربما سيفكر مستقبلا بتولي رئاسة أعظم دولة على وجه الأرض ، كل هذا ليس بمستحيل بمقاييس الحرية ..
وبما أن (إذا) تفيد التبعيد إلا أنه هناك ليس لها نصيب ... كنت نبِهاً وقتها ومؤمنا بنفس الوقت بحديث صاحبي كون ما يتحدث عنه رغبة أكثر من كونها أمنية .
هنا توسلت إليه ليجعلني على خزائن الأرض .. بينما جليسنا الثالث بفكره العربي وأنفته الغليظة ؛ أصبح مثل صاحب كافور الإخشيدي ، طالباً منه إذا حدث ذلك الأمر ، أن يضعه على ظهر حمار ، ويولي وجهه للخلف ويطاف به شوارع واشنطن ويصاح به من يشتري العبد ...
· المعذرة .. !
لحظة من فضلكم قد حضرتني رسالة : ... (برسالة من جوالك تحيي آمالهم ........) الحمد لله على كل حال ... شفى الله مرضانا وشفى الله واقع فكرنا المرير ....،،،،،،،، السلام عليكم .
مواقع النشر (المفضلة)