(( هذه الطريقة التي يتم بها تدريس مادة العلوم للمنهج الجديد اتمنى ان تستفيدون منها ))
لقد تطور مفهوم التدريس بتطور البحوث والنظريات التربوية . فكان يقصد بمفهوم التدريس قديماً " قيام المعلم بنقل المعارف إلى التلاميذ عن طريق استخدام المحاضرة ومحاولة تحفيظ التلاميذ لما يردده من معلومات " وبذلك يكون المعلم محوراً للعملية التعليمية . وفى العصر الحديث يمكن تعريف التدريس على أنه " عملية متعمدة لتشكيل بيئة التلاميذ بصورة تمكنهم من القيام بسلوك محدد وتحت شروط محددة ". وبذلك يصبح التلميذ محوراً للعملية التعليمية ، ودور المعلم هو مساعدته على التعلم من خلال تهيئة بيئة التعلم ليتمكن التلميذ من القيام بأنشطة محددة لاكتساب سلوكيات محددة أيضاً .
وطريقة التدريس عبارة عن " مجموعة من الخطوات والمهارات المقصودة التي يؤديها المعلم لتحقيق أهداف تعليمية معينة بأيسر السبل وأقل الوقت والنفقات " .
ومن طرق التدريس العلوم :-
1- طريقة الاكتشاف :- تعود فكرة التعلم بالاكتشاف إلى العصور القديمة حين استخدمها سقراط مع تلاميذه لكي يدفعهم إلى اكتشاف ما يريد تعليمهم من قيم ومعرفة وفضيلة ، وأطلق عليها الطريقة السقراطية نسبة إلى سقراط . واستمرت هذه الطريقة في محاورات تلميذه أفلاطون ، وكذلك استخدمها أرسطو .
وبرز هذا الأسلوب في التعليم الإسلامي ، حيث انتهج الرسول صلي الله عليه وسلم أسلوب الحوار والاستنتاج في إثارة انتباه الصحابة وتوجيه تفكيرهم ، لإدراك ما يريد تعليمه لهم من تعاليم الدين الإسلامي ، " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ، هل يبقي من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء ، قال فذلكم مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " ، وتبع علماء التربية المسلمون منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم ابن خلدون الذي دعا إلى عدم الاعتماد على الحفظ في التعليم وتوجيه الفرد على اكتساب المعرفة من مصادرها ليتمكن له الاستزادة منها مدى الحياة .
تعريف معني طريقة الاكتشاف :
الاكتشاف هو عملية تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزونة لديه بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل .
وطريقة الاكتشاف " هي الطريقة التي لا يعطي فيها الطلاب خبرات التعلم كاملة ، وإنما يبذلون جهداً حقيقياً في اكتسابها وذلك باستخدام عملياتهم العقلية مثل الملاحظة والمقارنة والافتراض ..... الخ ."
فهذه الطريقة تركز على تنمية مهارات التفكير العلمي لدى التلاميذ ، فالهدف من ممارسة الطلاب لعملية الاكتشاف ليس الحصول على المعلومات ، بل كيفية الوصول إليها واكتساب المهارات العقلية والعلمية اللازمة لذلك .
خصائص التدريس بطريقة الاكتشاف :-
يمكن تلخيص الخصائص العامة لاستخدام هذا الأسلوب فى تدرس العلوم فيما يلى :-
1- يجعل الطالب محور العملية التعليمية وذلك بتهيئة الظروف اللازمة لجعله يكتشف المعلومات بنفسه بدلاً من أن يستمدها من كتاب أو يتلقاها من معلم .
2- يؤكد على التفكير العلمي في المرتبة الأولى ويأتي المحتوى المعرفي فى المرتبة الثانية . أي يؤكد على كيفية التوصل إلى الإجابات والعمليات العقلية اللازمة لذلك ، وليس على الإجابات نفسها .
3- يهتم باكتساب الطالب مهارات التفكير العلمي المتناسبة مع مستوى نموه.
4- ينظر إلى العملية التعليمية على أنها مستمرة لا تنتهي بمجرد تدريس موضوع معين ، ولكن تكون دراسة هذا الموضوع نقطة انطلاق لدراسات أخرى ترتبط بموضوع الدراسة .
5- المشكلات التي يتم اكتشافها لابد أن يكون مخطط لها مسبقاً .
أنماط الاكتشاف :-
من الأنماط المتعددة للاكتشاف :-
1- الاكتشاف الاستقرائي و الاكتشاف الاستنباطي :
أ- الاكتشاف الاستقرائي : هو اكتشاف المفهوم أو القاعدة من خلال مجموعة من الأمثلة النوعية ( الحقائق ) ، أي من الجزء إلى الكل أو من الخاص إلى العام .
ب- الاكتشاف الاستنباطي : فهو من التعميمات إلى الحالات النوعية والأمثلة ، أو من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص .
والاستقراء والاستنباط عمليتان عقليتان أحدهما عكس الأخرى .
2- الاكتشاف الموجه و مشبه الموجه و غير الموجه :
أ- الاكتشاف الموجه : حيث تقدم المشكلة للتلميذ مصحوبة بكافة التوجيهات اللازمة لحلها بصورة تفصيلية، حيث ينفذ التلميذ هذه التوجيهات تنفيذاً ألياً بعيداً عن التفكير أو حرية التصرف . ويعتبر هذا النوع تدريب على استخدام الأدوات والأجهزة ، وهو أدني مستويات الاكتشاف وغير مرغوب في التدريس إلا في حدود معينة .
ب- الاكتشاف شبه الموجه : وفيه يزود التلميذ بمشكلة محددة ومعها بعض التوجيهات العامة . وتتاح له حرية التفكير والتصرف ، وهو يناسب قدرات معظم التلاميذ ، ويحقق الغرض من استخدام المدخل الكشفي وخصوصاً في مدارسنا .
جـ - الاكتشاف غير الموجه ( الحر ) : وفيه يوجه التلميذ إلى بحث مشكلة معينة ، وتوفير الأدوات والأجهزة اللازمة لاكتشاف الحل دون أن يزود بأي توجيهات عن كيفية استخدام الأجهزة للتوصل للحل . والمعلم مرشد له في حدود ضيقة ، وهذا النوع من أرقي أنواع الاكتشاف ، كما يحتاج إلى وقت طويل وتجهيزات عالية ، وهو يكاد يخلو منه التدريس الفعلي الذي يرتكز على توجيه ومتابعة من قبل المعلم .
ويلاحظ الفرق في أنماط الاكتشاف الثلاثة في كمية التوجيه التي تعطي للتلميذ مع كل نوع .
التخطيط للتدريس بالطريقة الكشفية :
أولاً : إعداد دروس تأخذ بالطريقة الكشفية:-
1- حلل محتوي الدرس لتحديد المفاهيم والتعميمات المتضمنة في الدرس والتي سيكتشفها الطلاب .
2- صيغ موضوع الدرس على هيئة تساؤل رئيسي أو مشكلة عامة .
3- حدد مصادر التعلم والوسائل التعليمية المناسبة .
4- صيغ مجموعة من التساؤلات الفرعية التي تدور حول التساؤل الرئيسي .
5- اقترح عدد من الأنشطة الكشفية التي سيقوم بها المعلم بمشاركة طلابه ، بحيث كل نشاط يجيب عن تساؤل فرعي متضمن : الأدوات ، الخطوات على شكل أسئلة ، الملاحظة ، التفسير ، الاستنتاج ، التطبيق . ويترك فراغ في كل نشاط لكي يدون التلاميذ ملاحظاتهم وتفسيراتهم واستنتاجاتهم ، وتجميع الاستنتاجات النهائية وصياغتها حتي يتم التوصل إلى عن الأسئلة واستكشاف المفاهيم والتعميمات السابق تحديدها والتوصل إلى الإجابة عن التساؤل الرئيسي للمشكلة . ثم يعرض سؤال تطبيقي ويترك فراغ لكي يجيب عنه التلاميذ .
ثانياً : التخطيط لعروض عملية تأخذ بالطريقة الكشفية :
-1- حلل محتوي الدرس لتحديد المفاهيم والتعميمات المتضمنة في الدرس والتي سيكتشفها الطلاب .
2- اختر العرض العملي الذي يوضح تلك المفاهيم والتعميمات .
3- رتب أدوات وأجهزة العرض حسب خطوات سير العرض .
4- أجر العرض مرة واحدة على الأقل قبل أدائه أمام التلاميذ لتتأكد من سلامة الأدوات الأجهزة ، كذلك لتحديد الوقت اللازم لإجراء العرض ووقت كل خطوة من خطواته .
5- حدد الأسئلة المفتوحة التي سوف تطرحها على التلاميذ لاكتشاف المفاهيم المراد تعلمها ز
6- قوم العرض العملي الكشفي عقب الانتهاء منه لتحديد نقاط الضعف والقوة.
بعض المقترحات الخاصة باستخدام المدخل الكشفي في تقديم العروض العملية :
1- يمكن بدأ العرض كأنه لغز من الممتع حله .
2- احترم كل الإجابات والأفكار .
3- شجع على فرض الفروض واكتبها في هامش السبورة بحيث يفاضل التلاميذ بينها لاختيار أنسبها وحذف الباقي .
4- إذا حدثت مشكلة أثناء العرض ، سل تلاميذك ما إذا كان أحدهم يستطيع مساعدتك لحل المشكلة .
5- تجنب العروض المطولة المعقدة لأنها لا تثير انتباه التلاميذ .
6- اجعل التلاميذ يشاركون في العرض كلما تتطلب الأمر ذلك .
مميزات المدخل الكشفى :-
1- يجعل التلميذ محور لعملية التعلم مما يؤدى إلى تعلم أفضل .
2- يساهم فى تحقيق هدف تنمية التفكير العلمى لدى الطالب وتعليمه طرق البحث العلمى ومهاراته ، فيستطيع تعلم أي شئ ، فنقضى بذلك على مشكلة اختيار محتوى التعلم فى ظل النمو المتزايد للمعرفة العلمية وتراكمها .
3- يوفر للمتعلم الدوافع الخارجية للتعلم والمتمثلة فى المشكلة التى يواجهها التلميذ ، كذلك يوفر الدوافع الداخلية والمتمثلة فى دافعه للاستكشاف لحل المشكلة بحيث يصل إلى إشباع ذاتى داخلى مما يدفعه إلى مزيد من التعلم
4- ينمى لدى المتعلم مفهوم الذات فيعرف قدراته من خلال مشاركته وممارسته للعمليات والأنشطة الكشفية ، فيتعرف على إمكانيته ، ويزداد طموحه لتحقيق مزيد من تلك الخبرات الناجحة.
5- يرسخ المعلومة فى ذهن الطالب لكونه يبذل مجهود فى سبيل الحصول عليها الحصول عليها
6- يؤكد للطالب أن العلم أسلوب بحث يوصل إلى المعرفة وما نتوصل إليه من معلومات قابل للتغيير نتيجة للجهود العلمية.
7- ينمي حب العمل الجماعي القائم على المشاركة والتعاون .
الانتقادات الموجهة لطريقة الاكتشاف :-
على الرغم من مميزات استخدام هذه الطريقة إلا أنها لم تسم من الانتقادات ومنها :-
1- تحتاج إلى وقت طويل نسبياً بالمقارنة بالطرق العادية .
2- تكلفتها المادية عالية .
3- لا تتناسب مع الفصول ذات الكثافة العالية .
4- لا يمكن استخدمها في كل الموضوعات أو جميع المراحل الدراسية .
5- الحرية المتاحة للتلاميذ قد تخلق صعوبات كبيرة في ضبط الفصل ، مما يعوق تحقيق الأهداف
المطلوبة .
==============================================
الطريقة الاستقصائية :-
تعريف معني الطريقة االاستقصائية :
الاستقصاء يعرف على أنه العملية التي تجعل المتعلم على درجة كبيرة من الاستقلالية وإدراك العلاقات بين الأشياء في بيئته وبين الأفكار التى سبق تعلمها .
والطريقة الاستقصائية تعرف بأنها مجموعة من الأنشطة الموجهة التى يمارسها المتعلم لحل عدد غير محدد من المشكلات من أجل زيادة فهمه للمادة العلمية .
خصائص التدريس بطريقة الاستقصاء :-
من أهم خصائص التدريس الاستقصائي :-
1- يشارك المتعلم بنشاط في عملية تعلمه ، حيث يعمل في تعاون مع بقية زملائه ، يسأل ويشجع الآخرين على التعلم .
2- تعدد مصادر التعلم التي يمكن استخدامها ، كذلك مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين ، ويركز على التعلم الذاتي والتفكير المستقل .
3- يساعد المتعلم على التكيف مع نفسه ومجتمعه حاضراً ومستقبلاً وذلك بإمداده بالعديد من المهارات والقدرات اللازمة لإشباع حاجاته المعرفية والمهارية والوجدانية .
4- يعتمد على موضوعات من البيئة وذات أهمية للمتعلم ، مما يحفزه على المشاركة النشطة في عملية التعلم .
5- ينظر إلى العملية التعليمية على أنها مستمرة لا تنتهي بمجرد تدريس موضوع معين ، ولكن تكون دراسة هذا الموضوع نقطة انطلاق لدراسات أخرى .
6- المشكلات التي يمكن استقصائها قد لا يكون مخطط لها وتكون وليدة الموقف التعليمي .
7- ومن هنا نستنتج أن الاستقصاء أعم وأشمل وأكثر تعقيداً من الاكتشاف ، فالاكتشاف هو جزء من الاستقصاء وليس العكس .
يتبع ,,
مواقع النشر (المفضلة)