مرت الأيام تجري فـي مداهـا *** كحصانٍ تُمْسِـكُ الرِّيـحُ زِمامَـهْ


موكبٌ يمضي بنا والعمر يمضي***كـلُّ عـامٍ فيـه يستتبـع عامَـهْ

لم أزلْ أذكرني طفـلاً صغيـراً *** ثابتَ الخُطْوةِ مشـدودَ العُمامَـة

أبصرتْني قريتـي فيهـا غلامـاً *** شامـخ اليُتْـمِ تُربِّيـه الشَّهامَـة

يُبصر المسجدُ منِّي وجـهَ طفـلٍ***تصغر الدُّنيا ومـا فيهـا أمامَـهْ


ترسم القريةُ في وجهـي مداهـا ***صورةً تشعل في القلـب هُيامَـهْ









الحديث هنا الذكريات ليس " حنيناً " مع أن الحنين من طبع الإنسان لما هو كل ماض بعيد ، ولو عاد الإنسان إ لى الماضي

لطلب العودة من جديد إلى الزمن الذي هو فيه الآن ! إنما الحديث هنا الذكريات من أجل رسم لوحة ذلك الزمان حتى
يشاهدها من لم يرى الصورة كاملة أو من لم يدرك رسم تلك الصورة .
ونكمل الحديث عن ليالي المحمدية وقد اخترت الليل لأنه موطن الذكريات وقد كنا ننام إما بـ " الحوش " أو " فوق السطح " ونشاهد القمر وهو يولد صغيراً ثم يكبر شيئاً فشيئاً

حتى يكتمل بدراً ثم يعود من جديد يصغر ويصغر حتى يختفي عن الأنظار وكأنها


صورة مطابقة لحياة الإنسان ! والنوم تحت غطاء السماء وإرسال النظر إلى ملكوت السموات مما
يزيد من الإيمان فالإنسان يردد " سبحان الله " وهو يرقب كل شيء في هذا العالم العظيم الكبير الهائل .



حتى إذا جاء الصبح وأشرقت الشمس نصحوا إلى المدرسة وقد كانت هماً ثقيلاً نتمنى الخلاص منه وأن نكبر ثم نكون في وظيفة ! واليوم أدركنا الخطأ ، والخطأ ليس خطأنا بل هو خطأ التعليم
وأسلوبه الذي جعلنا نكره الدراسة ونكره الواجبات وكتابتها ونكره الشنطة وحملها ونكره
الاستاذ وعصاه ، وقد كان بعضهم يستخدم في الجلد عصا المكنسة ، العصا
الطويل ! وبعضهم يمسك الطالب ويهدده بأن سيرميه من شرفة الدور الثاني إلى
ساحة الطابور فلا تسمع إلا صراخ الطالب وبكائه ! وبعد هذا كله هل تودون من الطالب أن يحب المدرسة ! فلا هذا هو الأسلوب الأمثل ولا أسلوب التدريس اليوم !


ولكن الأسلوب الأمثل أن تجعل الطالب يحب المدرسة مع احترام لها ولأساتذتها

وقد كنت أدرس في مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية الرابضة غرب بيتنا ، وقد كانت مدرسة

حديثة ، فيها أساتذة غيرسعوديين كثير ، أذكر منهم " عبدالفتاح ، فخري ، عبد الجواد ، سنوسي

، أبو عاصم ، إبراهيم زينهم ، حسن ، الجريذي " وربما نسيت أكثرهم ، أما السعوديين فأذكر منهم

" عبدالله الذييب ، ناصر ، خلف العمار ، الزلفاوي ، خالد العروج ، السعد ، خلف الخمعلي ،

الهزاع ..... " نسيت أكثرهم !!!