أهلا عزيزي تورش
موضوع عزّزت حضوره قدرتك الفائقة على إدارته، وذكرتني طريقتك بصديقنا العزيز رفحاوي
القراءة مما يستوجبه عملي
وأمتلك ولله الحمد أولا وآخرا مكتبة عامرة اجتهدت طوال سنوات على تنميتها
وهي متنوعة تبعا لتنوع اهتماماتي
قرأت كتبا تركت تأثيرات جمة على حياتي في مجالات مختلفة
ففي الأدب مازلت مهجوسا بأبي الطيب والدراسات التي تناولته منذ القرن الرابع حتى أيامنا
ولعلّ معجز أحمد لأبي العلاء وما كتبه ابن جني أكثرها حضورا وتأثيرا
أما الدراسات الحديثة فيقف يوسف الشيراوي ومحمود محمد شاكر والمستشرق بلاشير وابراهيم العريض وابراهيم السامرائي في مقدمتها.

في الدراسات التي تتناول الحضارات وعلومها ومعارفها فلا أجد بدا من ذكر كتاب قصة الحضارة لديورانت وزوجته وما زلت أحتفظ بالنسخة التي اشتريتها من رفحاء عام 1991
على الرغم من المصادر العديدة التي تناولت الموضوع ذاته، فديورانت يملك خاصية فريدة في طريقة طرح الموضوع بجعله ينحاز إلى المناخ الروائي الأخّاذ وتخليصه من الجفاف الأكاديمي

في التاريخ والتفسير، أجد متعة بالغة في قراءة الطبري، سواء تاريخه أو تفسيره، فالرجل معروف بجمعه كل ما يقع في طريقه من روايات ويترك أمر الموازنة بينها لقارئه، وهي طريقة مبكرة لجعل متلقي النصّ شريكا في انتاجه، لأن القراءة الواعية هي في جوهرها إعادة إنتاج للنصّ من جديد.

هناك كتب أخرى كثيرة في مجال الرواية والشعر المعاصر و اللغة وسواها قد يتسع المجال لذكرها في مرة قادمة إنْ سمحتَ يذلك يا أخي العزيز.