إخواني
هذا ميدانكم العظيم يناديكم ، ويفتح ذراعيه لكم …
فها هي الصدقات الجارية التي يجري نفعها لكم ما جرت منفعتها لتلك الأسرة المنكوبة ..
توقعونها مرة ، فيقع لكم أجرها كل مرة !
فعن سلمان الفارسي - رضي الله - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
أربع من عمل الأحياء تجري الأموات : رجل ترك عقبا صالحا يدعو له ينفعه دعاؤهم : ورجل تصدق بصدقة جارية من بعده له أجرها ما جرت له ، ورجل علم علما فعمل به من بعده ، له مثل أجر من عمل به من غير أن ينقص من أجر من يعمل به شيء).
صحيح الجامع 1/215 (888)
وهكذا همتك - أيها التاجر الماهر - لا بد أن ترقى لتحوز الأجر المستمر والثواب المتصل
الذي لا ينقطع أجره
ولا يمتنع بره لمرة واحدة فقط كغيره من الأعمال ، بل يتتابع فيه الأجر
ويتعاقب فيه الثواب ، لتغنمه جميعا في يوم الجزاء والحساب .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
إذا مات ابن الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو عمل ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ).
مسلم 3/1016(1631)
وها أنت ترى بعين بصرك وبصيرتك سعة رحمة الله بنا
ومبلغ فضله علينا
يوم فتح لنا باب الغنيمة من الأجور التي تتهادى كالزهور
في زهو وألق بين عيون كل مسدد وموفق
ويعمى عنها من أسكرته وكبلته الزلة ومن وقع في فخ المعصية
تكبلت قدمه بقيود الخذلان والحرمان عن الطاعة والإحسان والمهدي من هداه مولاه فلا حول ولا قوة إلا بالله !
واها على أحوال قوم أعرضوا
يا معرضين عن الكريم تعرضوا ، عن بابكم كم فاتهم خيرات ، فلربكم في دهركم نفحات
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
افعلوا الخير دهركم ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ، وأن يؤمن روعاتكم ).الصحيحة 4/511(1890)
قال تعالى : {
يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي }.الفجر 23-24
وقال تعالى :{
واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين }.الزمر55-58
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا ، وأكيسهم - أي العاقل الريب - أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم استعدادا ، اولئك الأكياس ).الصحيحة 3/372(1384)
وإليك أيها الرائي بعض الصور المشرقة من الصدقات الجارية التي ينبغي لكل مسلم أن بأتي بها ولو مرة واحدة في العمر ليكون من أهلها ، فما يدرك كله ، لا يترك جله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدجلة ) .البخاري 1/23 (39 )
والناس في هذا الميدان ما بين مقبل ومدبر
ومستقل ومستكثر
ومسترسل ومستحسر
فالعاقل يغنم ما يقدر عليه مما وقع تحت يديه لأنه في مهمة عمل ورحلة استكثار من العمل الصالح الذي تستجلب به رحمة الرحيم الرحمن ، وتستدفع به نقمة العزيز الجبار .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
إنما العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه ).الصحيحة 1/605(342)
فها هو البحر الهادر بين يديك ، فغص لججه ، واقتحم ثبجه ، واجمع كنوزه ودرره ، ومعدنه وجوهره ، ولا تكن من الخوالف فتدركك المتالف ، والله المستعان على كل حال.
الصدقة تجعل الملائكة تدعو بالخلف على المتصدق فتقول "
اللهم اعط منفقاً خلفاً ".
الصدقة تنتصر على الشياطين, قال "
لا يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك على لحييها سبعين شيطاناً".
الصدقة تعالج المرضى , قال "
داووا مرضاكم بالصدقة ".
الصدقة تطفئ غضب ربك , قال "
إن الصدقة لتطفئ غضب الرب".
الصدقة تمحو خطاياك , قال "
الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".
الصدقة تمحي عرضك وشرفك , قال "
ذبوا عن أعراضكم بأموالكم".
الصدقة تحسن ختامك, قال "صنائع المعروف تقي مصارع السوء", قال "
إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء".
الصدقة ظلك من اللهب, قال "
كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس".
الصدقة تفك رهانك يوم القيامة, قال
"من فك رهان ميت (عليه الدين) فك الله رهانه يوم القيامة".
الصدقة سترك من النار, قال "
يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة, فأنها تسد من الجائع مسدها من الشعبان".
يا إخواني
أختكم تناديكم
فلا تخذلوها
وتقف بباككم
فلا تردوها
ولمن أراد المساعدة
فليراسلني
على هذا الإيميل
yara.mohsen50@yahoo.com
والرجا من الإدارة أن تنظر بعين العطف إلى رسالتي وأن تستثنيها من قاعدة عدم السماح بنشر الإيميل
تقديرا لهذه الظروف
وجزاكم الله خيرا
مواقع النشر (المفضلة)