أم الشعور
تقول الأسطورة أن جنية تحمل اسم أم الشعور تسكن ماء النيل وتخرج من الترع ليلا لتسحب من يسير
وحده على شاطئ نهر النيل وفروعه وتغرقه في الماء بالضغط على رقبته حتى الموت وبعد استخراج
جثة الغريق يظهر في عنقه أثر خنق أم الشعور له، ويرى البعض أن عمل أم الشعور ليلا فقط والبعض
يرى أنها تمارس مهامها في الظهيرة أيضا فيحذر الفلاحون أبنائهم من الاستحمام في الترعة في وقت
القيلولة وذلك لأن أم الشعور لاتقيل
توصف أم الشعور بالمنظر القبيح والشعر الطويل المنكوش والأصابع ذات الأظافر الطويلة ويقال إنها
تسكن الترع العميقة التي تجري بها مياه النيل العذبة ويذكر أن لفظ ترعة مأخوذ من الكلمة الفرعونية تر-
عا بمعنى فرع نهري جانبي، ويعتقد الريفيون أن أم الشعور تأخذ من كل قرية تطل على ترعة عريسا
وعروسا في كل عام ويعتقد أن أم الشعور هي الجنية المرتبطة بعروس النيل القديمة التي كانت تلقى
في نهر النيل في مراسم الاحتفال بوفاء النيل وأن الذهن المصري الجمعي يكاد يجمع على أن الذي
يموت مقتول أو غريق أو محروق يسكن مكان مصرعه جن على شاكلته فيكون المكان الطبيعي لظهور
الجنية أم الشعور هو نهر النيل وفروعه حيث كانت تلقى عروس النيل الجميلة وذلك كقربان لأم الشعور
الطويلة حتى لا يحدث الفيضان وقد أبطل تلك العادة عمرو بن العاص بعد الفتح الإسلامي لمصر في
القرن السابع الميلادي، الأول الهجري فاستبدلت العروس البشرية بدمية تلقى في النيل في عيد وفاء
النيل وظلت تردد الأجيال أسطورة أم الشعور.
مواقع النشر (المفضلة)