قد تتنقل الكلمة من المعنى اللغوي إلى المعنى العرفي الذي تعارف عليه الناس، وهذا من الأشياء المعروفة في الشريعة، وتدرس هذه القواعد في كتب أصول الفقه...
فأنا من المؤكد عندما يكلمني شخص من بلدي بكلمة معناها العرفي سيء ومعناها اللغوي جميل أن أحمله على المعنى العرفي...وحتى القاضي سيحمل هذه الكلمة على المعنى العرفي ولن يكلف نفسه بقراءة لسان العرب..
فالعرب كانت اللغة عندهم عرفاً تعارفوا عليه..ونزل القرآن بما تعرفوا عليه من هذه اللغة الجميلة والمتينة والمترابطة..ونحن لانرجع للغة في كلماتنا التي تدور بيننا ولكن نرجع إلى ما تعارفنا عليه، أما بالنسبة لتفسير النصوص الشرعية وكلام العرب..لابد أن نرجع للقواميس اللغوية لنعرف هذه الكلمة كيف تعرفوا عليها في عصرهم وعلى أي شيء تدل...حتى أفهم النص الذي كان في عصرهم..
أما بعد:
أكيد إني حملت كلمة شاذ على المعنى الذي أعرفه في عرفي وهذا لا يعني سوء الظن....أبداً..بل هذا هو المطلوب..
أما الموضوع الذي تتكلمين عنه وهو حسن الظن فهذا هو الأصل في المسلم، ولعل له عذراً وأنت تلوم...لكن هناك خروج من هذا الأصل مع بعض الناس والشخصيات..
مثل الشخص الذي عرف بالسوء والخراب لابد أن أقدم فيه سوء الظن، حتى لو يرى أنه معذور بهذه الأفعال..
يعقوب عيه لسلام قال لأولاده بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل....هذا في المرة الثانية بعدما رموا يوسف في الجب...مع أنهم في المرة الثانية كانوا صادقين في أن أخا يوسف لم يحتالوا عليه بل يوسف الذي كاد المكيدة وأخذ أخاه..ولكن يعقوب عليه لسلام أساء الظن وقال سولت لكم أنفسكم أمراً...فقدم سوء الظن لسابقتهم التي فعلوها..
والنبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه رجل قال"بئس أخو العشيرة" فهذه إشارة لمن حول النبي أن يتترسوا بسوء الظن من هذا الرجل البئيس السيء...
نحن بحجة حسن الظن نخسر الكثير ...وكم ذهبت من أموال ، وانتهكت من أعراض...وسفكت من دماء...وضاع شباب وفتيات بسبب حسن الظن...
حسن الظن هو البيت ولكن لابد أن يكون سور هذا البيت هو سوء الظن..
جزاك الله خيرا على موضوعك الطيب...وآسف لأني نقلت الموضوع إلى الشاطيء الآخر..
اسعد الله صباحك ومساءك
حضور مبهر .. اعطى للموضوع الكثير
واضافه تشكر عليها
زادك الله من فضله
واسعدك في الدراين استاذي الكريم
مواقع النشر (المفضلة)