رائعة الشاعر الدكتور / عبدالرحمن العشماوي
يا وزير التثّقيــف والإعـــلامِ ... في بـــلادٍ تعزُّ بالإســـلامِ
في بــــلادٍ يُرفْرفُ الحقُّ فيهـا ... رايـةً زُيّنت بخـير كــــلامِ
يـا وزيراً في دولــةٍ شرّفتهــا ... خدمةُ المسـجدينِ بين الأنـــامِ
شأْنهــا قــائمٌ بآي كتـــابٍ ... مُحكمـــاتٍ ، وسنّةٍ والتـزامِ
يا أخـــا الشّعــر والقوافي تقبَّلْ ... من أخيـكَ العتابَ بعد السّــلامِ
وتقبَّـــلْ نصيحــةً مــن وفيٍّ ... واحتمــل ما أزفّـهُ من مَــلامِ
أنـــتَ في موقـــعِ خطيرٍ وأولى ... بــك أن تقتفي طريقَ العِظــامِ
كم مدحْــتَ الرَّسـولَ مدْحَ مُحِبٍّ ... بقوافٍ جميلـــةِ الإلهــــامِ
لــكأنّي بهـــا تزُفُّ نــــداءً ... وعلى ثغرهــا خُلُوفُ الصِّيــام:
أعْظَــمُ المدْح للرسولِ اتّبــــاعٌ ... واقتداءٌ به ، وصِدْقُ احتكـــامِ
يا أخا الشّعـــر ما عرفتُـــك إلاّ ... بائنَ اللُّطْــفِ ناطقاً بابتســامِ
قِــفْ معي وِقْفَةَ التأمُّل نَسْــــألْ: ... كيف نَنْسَــى تساقُطَ الأعـوامِ؟
كيـــف ننسى حقيقةً مثلَ شمـــسٍ ... تتهاوى بها صُــروحُ الظَّـلامِ؟
كيــف نَنْسى السؤالَ في يوم حَشْــرٍ ... يوم تُنْسى وشائــجُ الأرحـامِ؟
لا أبٌ ينفــع ابنه حين يشكــــو ... مـــا يلاقي ، ولا صديقٌ يحامي
كيــف نرضى بمـــا نرى من هُبـوطٍ ... وانحـــرافٍ وعَثْرةٍ وانْهـزامِ؟
يترامى الإعــــلامُ في كـــلِّ دَرْبٍ ... جمــــلاً هائجاً بغيرِ خِطـامِ
وجهُــه لم يزلْ غريبـــاً علينــــا ...كصريـعٍ من طُولِ شُرْبِ المُـدَامِ
كــــم رأينا مذيعـــةً ومذيعـــاً ...أسْـــرَفا في غرابةِ الهنـــدامِ
حدَّثانـــا بلهجــــةٍ أثْقَلَتْهــــا ...فـأْفآتُ الأطفالِ قبْلَ الفِطــامِ
تشتكي منهمــا الفصاحــــةُ شَكْوى ...منْ يُـــلاقي إساءَةً بانتظــامِ
.أوَمــــا يُمكــن التطــــوّرُ إلاَّ ...بفتـــاةٍ مقرونةٍ بغـــلامِ ؟؟
أوَمــا عندنــــا موازيـنُ ديـــنٍ ... وحيــــاءٍ وعفّةٍ واحتشامِ
كم رأينـــا في الصُّحْــفِ قولاً رديئــاً ... حَظُّ إبليسَ منه حَظُّ التَّمــامِ
كم قرأنـــا فيهـــا أقــــاويلَ زُورٍ .. تضرب المصلـحينَ (تحتَ الحِزامِ)
كـــم رأينا في مَعْرضِ الكُتْــبِ مــالا .. ترتضي مثلَهُ طِبــاعُ الكــرامِ
كتـــب الكفــر والرَّذيلــةِ تحظــى .. بقبولٍ في أرضنــا واهتمــامِ؟؟
كيـــف نُعطــي كرامـةً لكتـــابٍ .. مَفْعَمٍ بالضَّـــلالِ والأوْهــامِ ؟
كيـــف نرضى،ودينُنـــا دينُ طُهــْرٍ .. بتَبَنّــي مُلَوَّثي الأقــــلامِ؟!
أيُّ وعــْيٍ،بــالله، يجعـــل هـــذا .. سائغــــاً عندنـا ، وأيُّ نِظامِ؟!
يا وزيرَ الإعـــلامِ للحــقِّ وجــــهٌ ... مُشْرِقٌ بالهدى ورُوحِ انسجــامِ
أنتَ - يا ابنَ الكـــرامِ- أَبْعَـــدُ عندي ... عن طبـــاعِ المُكَابِـرِ المُتَعَامي
كُنْ مَــعَ الله فهـــو خــيرَ مُعيــنٍ ... حــين تصفو قلوبُنا من قَتــامِ
قُلْ معي - يا أخـــي - مقالاً لنحظـــى ... عند خلاّقِنـــا بأسمى مَقَـامِ :
مرحبـــاً مرحبـــاً بعلـــمٍ وفكـرٍ .. يدفعـــانِ الإنسانَ نَحْوَ التَّسامي
ثمّ بُعْــــداً من بعده ألْـــفُ بُعْـــدٍ ..لأديــبٍ بوهمــهِ مُسْتَهــَامِ
نحــنُ أولى بــأن نكــون مثــــالاَ .. لصفــاءِ الأفكــارِ والأفهـامِ
عنـدنـــا مَنْهـــجٌ،بـه تتسـامــى .. – لــو أردنا- رسالةُ الإعـلام ؟
مواقع النشر (المفضلة)