[align=center]عندما تكون الكتابة على الجدران ... ادباً
بالامس كنت مار بجانب مدرسة المثنى بن حارثه وهالني كمية الكتابات التي تمتطي جدرانها لتشوهه منظرها الذي لا يحتاج لتشويه اصلاً
فيكفي هذه المدرسة ذالك المبنى المتهالك ....
وبالصدفة قرأت هذا الموضوع في نفس اليوم....
عندما تكون الكتابة على الجدران ... ادباً
عندما تقع عيناي على ذكريات صبيانية منقوشة على حائط أو لوحة إرشادية في الطريق .. أو على
سور حديقة أو منزل أو غير ذلك ..تطفو على ذاكرتي تلك القصة التي قرأتها قديما، ولا أدري أين قرأتها ويتملكني الخوف والهلع على أجيالنا القادمة ... لماذا ؟؟
أما القصة فلا أظنها غريبة على الجميع .. ولكنني أسردها سريعا ليعلمها من جهلها ..
يقول الأصمعي : بينما كنت أسير في بادية الحجاز وإذا بصخرة مكتوب عليها هذا البيت :
أيا معشر العشاق بالله أخبروا.... إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتب الأصمعي بيتا تحت هذا البيت يرد فيه على صاحبه :
يداري هــواه ويكتــــم سره ..... ويخشع في كل الأمور ويخضع
ثم ذهب وعاد في اليوم التالي إلى نفس الصخرة .. وإذا بيت جديد قد كتب عليها :
وكيف يداري والهوى غالب الفتى .... وفي كل يوم قلبه يتقطع
فكتب الأصمعي بيتا يرد عليه فيه :
إذا لم يجد صبرا لكتمان سره .... فليس له شيء سوى الموت ينفع
ثم ذهب الأصمعي وعاد في اليوم التالي .. فوجد شابا ملقى تحت الصخرة قد فارق الحياة ..وفي يده جلدة مكتوب عليها ..
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا .... سلامي إلى من كان للوصل يقطع
هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم .... وللعاشق المســـــــكين ما يتجرع
وهنا تنتهي القصة ..
ويبدأ خوفنا .. وقلقنا على أبنائنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة ..وذلك أن طيش شباب العرب قديما .. أصبح أدبا عربيا يدرسه أبناؤنا ..ويتذوقه الكثير من الطبقات المنتسبة للأدب العربي في مجتمعاتنا ..والذي أخافه وأخشاه .. أن يأتي ذلك اليوم الذي يكون فيه طيش شبابنا أدبا عربيا يدرّس ..ويتذوقه أصحاب الأدب والفصاحة .
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)