



-
عضو متميز جدا
رجلٌ أضاع ثروته بسبب الحب
[align=center][align=center][align=justify]رجلٌ أضاع ثروته بسبب الحب [/align][/align][/align]
[align=justify][align=justify]كان تاجر من التجار أشتهر بالربح في تجارته ، فهو كل مشروع تجاري يدخله يربح فيه ولا يخسر ، له أسهم كثيرة ولا يعلم عددها ، وهي في تزايد ، وعنده عقارات عدة من أراضٍ ومحلاتٍ تجارية وعماراتٍ سكنية ، أي إنسان تسوّل له نفسه أنْ يسأله : من أين لك هذا ؟ فوراً يجيب مبتسماً : هذا من فضل ربي ، هو دائماً يشكر الله على فضله وكرمه وإحسانه ، ومرت به الأيام فابتاع له بيتاً خارج المملكة ليسكن به أوقات الإجازة عندما كان يعمل موظفاً حكومياً ، ثم أكثر الأوقات عندما تقاعد من عمله فيما بعد ، لم يتذوق طعم الحب مع أم أبنائه قط ، كان يسمع عن الحب في المسلسلات ، ويقرأ عنه في الروايات والمجلات ، وذات مرة وبينما هو في الخارج ، نظرتْ إليه بنت تبلغ من العمر عشرين عاماً فأسقطته صريعاً في حبها، متيماً في غرامها .
قال الشاعر :
أَتَانِـي هَوَاها قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى فَصَادَفَ قَلْبًا خالِـيًا فَتَمَكَّنَا
في هذا الوقت فقط عرفَ أن للحب طعماً كمذاق الشهد ، ولذة لا تضاهيها ملذات الدنيا مجتمعة ، وشهوة جارفة نحو الحياة ، هو كان كالذي يسير بداخل محل مليء بالذهب ، آناء الليل بدون ضوء ، كان يمشي ويتخبط يميناً وشمالاً حتى أشرق عليه هذا الحب بنوره القوي ليريه المجوهرات اللامعة .
قال الشاعر :
إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى المحاسِن كُلَّها ففي وَجْهِ مَنْ تَهْوَى جَمِيعُ المَحَاسِنِ
طلبها من نفسها له ، فتمتمتْ بكلماتٍ عرف أنها موافقة ولكن مترددة ، فذهب لأبيها ليطلبها للزواج على سنة الله ورسوله ، وعندما عَلم والد البنت أن المتقدم ثري ومقتدر على الزواج ويحب بنته ، وافق على طلبه وأستشار البنت التي سكتت من الحياء ثم ولّتْ هاربة ، لأنها كانت بكراً فحددوا موعد الزواج وتم بحمد الله .
قال الشاعر :
ما العيش إلا أن تحب وأن يحبك من تحبه
وقد عاش معها أجمل أيام حياته ، وكان كلما تذكر أن عمره تجاوز الستين سنة ، ينظر إلى البنت فيقول : لماذا لم أعرفك سوى هذا الوقت من عمري ؟ أين أنتِ من زمن ؟ لا أجد نفسي سوى عندك ؟ حبيبتي لنْ تصدقينني إنْ قلتُ لكِ أنني أهيم فيكِ لدرجة الهذيان ! فأنا لا أستطيع أن أفارقك ... رائعتي ، كأنما أرى مفاتيح الدنيا بيدي .
قال الشاعر :
إنَّ المُحِبَّ إذا تَطاول هَجْرُهُ دَبَّ السُّلُوُّ لَهُ فَعَزَّ المَطْلَبُ
لا يَعْرفُ الشَّوْقَ إِلاّ مَنْ يُكابِدُهُ ولا الصَّبابَةَ إِلاّ مَنْ يُعانيها
مرت الأيام سريعة - وهذا ديدن الأيام السعيدة فهي تمر بسرعة البرق - وأصبحت هذه المرأة عند الرجل شغله الشاغل وعمله المستمر فأهمل تجارته وأبناءه وأم أبناءه ، أما تجارته فقد كان يديرها بين كل فترة وأخرى ، عبر سفره إلى بلده المملكة ليوقع على الأوراق المهمة ، ويحل المشاكل القائمة ، ويأخذ المال ليعود به من حيث أتى ، ثم تردى به الحال فأخذ يتابع أعماله بالهاتف من بعيد ويخبرهم بأن ليس له علاقة بمشاكل العمل ، ويجب عليهم أن يتصرفوا و نحو تلك الكلمات التي يتهرب بها عن طائلة المسئولية والالتزام ، فقد أنصرف لامرأته التي لا يصبر عنها ، ومرت الأيام وهو يزداد إقبالاً عليها ويزداد إعراضاً عن تجارته ، ترك البيع والشراء ليقابل أغلى بضاعة في الوجود ، وأمتع ما هو موجود ، فقد هز عشقها فؤاده ، كانت هي ترى أن تجارته تذوب مع مرور الأيام وكلما نصحته بأن يصلح حاله ، يقول لها : مالي ولتجارة ؟ " طيلة عمري وأنا أتاجر ولم أجد المتعة في التجارة .. أنتِ مالي أنتِ تجارتي ، وأضحى هذا الرجل ذات يوم وإذا بماله تبخر وتجارته خسرت ، سوى أن قيمة أجار بعض العمائر يُرسله له أبنه الأكبر ، ولم يندم على شيء من ذلك .
قال الشاعر :
إِنَّ الـمُـحِبَّ إِذَا أَحَبَّ حَبِـيبَهُ تَلْقاهُ يَبْذُلُ فِـيه ما لا يُبْذَلُ
وهكذا فقد بدّل هذا الرجل المال والأسرة والبلد بالحب ، لأنه حُرم منه كل سنوات عمره الماضية ..
كتب القصة / فهيد لزام
في الجمعة 29 /4 /2005 م[/align][/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)