[
خرجتُ للشارع , الغريب أن خُروجي ليس غريب للشارع ! . وأني لا أتحاشى الخروج في أوقات العصر بالذات فهي تجمع الناس , وزحمة نفس , وفراغ أكُسجين .
حين خروجي كنت متوقع أن السيارة اليابانية لابد لها من المرور من أمامي أو من خلفي أو حتى لا أراها في بعض الأوقات .
مالفت أنتباهي أن الرجل الياباني أحدث صنعة فريدة من نوعها وأحدث سلاماً جديداً يُشار به إلى الشخص الأخر في صوت يخرج من السيارة المسمى ( بوري ).
وقبل صناعة هذا السلام هو من صنع السيارة الفريدة من نوعها .
هناك في أخر الشارع وعند باع الأيس كريم كانوا يتجمعون فقط , في وقت العصر !. كان حلمهم وهمهم - ُدمية - كان حلمهم وهمهم دراجة هوائية في أخر
السنة الدراسية أن كانوا يدرسون , لايعرفون حب حواء ولايؤمنون في كثير من الأوقات بأن البشر مردهم للفناء لأن عقله لايسع تلك المعلومات الكبيرة والحقيقية ,
كانت الدنيا بعينهم لعبة حتى أذان المغرب .
الشيء الجميل في أطفالنا أنهم وطنيون , ويسكرون في حب وطني سُكر يفقد العقل ساعات طويلة جدا ً كانوا يرددون في أول يوم دراسي النشيد الوطني
وأعجبهم نشيد وطني , وإلى يومهم ووقت عصرهم وتجمعهم .. يرددون هذا النشيد الطاهر وأنا أستمع إليهم وأصبحت أردد لاشعور بعقلي :-
سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء
مَجّدي لخالقِ السّماء
وارفعي الخَفّاقَ أخضَرْ
يَحْمِلُ النُّورَ الـمُسَطَّرْ .
ياوطني فالتسارع معي للحفظ هؤلاء الأطفال على أدمانهم وحبهم وولائهم لك . وحفظهم لأهلهم لكي لايضيعون في ظهور الشمس وعز توهج نورها .
ياوطني :- أنا لا أريد صنع سيارة يابانية تحمل سلاما ً! وتحمل قطع يابانية ومحركات يكاد العقل لايصدقها .
ياوطني :- (أنا أريد الزمن الياباني فقط ولو نصفه) , ماحدث في اليابان من إعصار وزلزال أربك الأرض ودفن المباني وزعزع مكان الشارع
وأصبح الماء والتراب والنار يجتمعان بقدرة ربي سبحانه وتعالى . ولكن الرجل الياباني الموهوب جعل هذه الأشياء جميلة في أيام لاتعد على يدي الصغيرة .
ياوطني :- فالنسارع وننقذ هؤلاء الأطفال بحفظ أبائهم من الضياع في طريق مدينتي الشمالية (رفحاء - حفر الباطن ) - هذا الطريق الدولي الذي يحمل عابرون السبل . من خليج وعرب وأجانب ويحمل (عقول ترى .. وعيون تفهم) !
هذا الطريق المخيف في شكله وظلامه الدامس والمخيف في عدد تحويلاته . ( والغريب في عدد سنينه الطويلة وبقائه على هذه الحالة ) ؟
ياوطني :- لا أريد التحدث عن الصناعة اليابانية , لابل نريد ( نصف ) ذلك الزمن في إعادة هيكلة المدينة التي أصابها الأعصار ودُمرت شوارعها ومبانيها
وحدائقها وكل شيء بالمدينة عاد كما هو وأفضل .
ياوطني:- أعلمُ أنك قادر على أحداث مالايحدثه البعض , ولكن يوجد مسؤول في دائرة ما, لايعمل من أجلك ولايصغي لما تأمر به فهذه الأفعال ,
والإهمال تُأكد لنا أن هذا المسؤول وجد منفذ ليأكل منه حساب المزانية المصروفة في الأعمال التي تأمر بها !
ياوطني :- عليك به ثم عليك بكل من لايصغي إليك , فهو أجدر بالعقاب وبالتغريم والسجن قبل كل شيء !
ياوطني :- أطفالنا لايموتون ؟ غدا َ يستبدلون الدراجة الهوائية بالسيارة اليابانية , فالنسارع بتهيئة الطرق التي تحمي أطفالنا بعد موت أبائهم من تلك الطرق !
ياوطني :- سأردد معك ومع ذلك الطفل دوما ًوفي كل زمان
(سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء)
مَجّدي لخالقِ السّماء
وارفعي الخَفّاقَ أخضَرْ
(يَحْمِلُ النُّورَ الـمُسَطَّرْ .)
دخل الطفل إلى عشه الصغير قبل غروب الشمس وهو يردد السلام السعودي الجميل , وأنا أخذتُ الشارع على ظهري وأفترشت الرصيف وأنا أردد :-
..
ياوطني ( شارع ) أرجوك !!
مواقع النشر (المفضلة)