الله يعطيك العافية اخي عمار على نقلك لهذه القصة الممتعةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :ـ
ياعين هلّي صافي الدمع هليه *** وإليا انتهى صافيه هاتي سريبه .
اللي يبينا عيت النفس تبغيه *** واللي نبيه عيا البخت لا يجيبه .
كلنا يعرف هذه الأبيات أو هذه القصيدة ..
لكن القليل منا يعرف ماهو السبب ..!!؟
فإليكم القصة ..
كانت تعيش الشاعرة نورة الحوشان في بلدها عين الصوينع بين القصيم والدوادمي ، مستورة مع زوجها / عبود بن علي بن سويلم ..
ولكن بعد مضي مدة من الزمن وانجابها ولدين وبنت وقع بينهما خلاف أدى إلى طلاقها طلاقاً (بائناً ) لا رجعة فيه ..
بسبب حرارة زوجها فندم ندماً .. شديداً بسبب استعجاله بطلاقها ( وهذا شأن كثير من الشباب هداهم الله هذه الأيام )
الحاصل أن زوجها تلخبطت أموره في مزرعته التي يشتغل فيها وانحاس وتعطلت أموره .. وأصابه مثل الهيام عليها
وكثرة الهواجيس والانزعاج والهموم ويخاف يأخذه أحد غيره نظراً .. لكثرة خطابها .. فهي إمرأة على قدر عالٍ من الجمال .. والأخلاق ..
بالإضافة .. أنها من عائلة محافظة وقبيلة مشهورة وكانت ترفض في كل مرة .. من يتقدم للزواج منها ..
وبعد أن طلقها زوجها ( أبو حوشان ) قال : قصيدة ..
يامل لقب حب نورة تغشلاه *** يومي به يوماي الهوى للشراعي .
ياللي تعرف الحب هو وش معناه *** هو خلف والا ولف والا انتزاعي .
وقال أيضاً :ـ
أمس الضحى عديت راس الجذيبة *** لا عاد مرقاها حضر كل ماغاب .
والدمع من عيني تزايد صبيبة *** صبيب محناب تقطاه سكاب .
انحب نحيب الورق ماجاب أجيبه *** وأقنب كما ذيب تعالى بمرقاب .
إن مت ياصالح تراني صويبه *** تراي عند منقش الكف بخضاب .
زاوي حشاه من المتون اللبيبه *** مستقطع الزين عن ترع الارقاب .
وعندما كثر على نورة الخطاب وابتليت برجل أصر على دوام محادثة أولادها
وملاطفتهم عله يكسب تعاطف نورة .. وأثقل عليها هذا الأمر ..
قالت :
قلبي يحب صويحبي مير يكوين *** مكون يبين الجرح به قبل دمه .
أبغيه لو هو يطبخن ثم يشوين *** يبرد لهيب القلب قربه ولمه .
ياحلو قولت هيش ياويش تبغين *** أحلى من الورع المغاغي على امه .
ثم بعد سماعة للأبيات عف عنها وابتعد ..
وزوجها عبود لما يأس وعرف أنها لن ترجع له إلا بزواجها من زوج آخر
طلب من ابن أخيه / خالد بن محمد السويلم .. بأن يتزوجها مؤقت .. حتى يحللها له .. وبالفعل تزوجها ابن أخيه ..
لكنه امسك فيها .. ورغب بها ولم يطلقها وهي .. لا تريده .. ولكن على أمل أن يطلقها ..
وأسكنها بمزرعة قرب مزرعة عمه (زوجها السابق) ..
وذات يوم .. كانت تسير بصحبة أولادها .. حوشان وسارة ..
ومرت على طريقاً يمر بمزرعة طليقها .. وقد رأته فوقفت على ناصية المزرعة .. وانطلق الأولاد .. للسلام على أبيهم ..
بقيت تنتظرهم حتى .. رجعوا .. ثم واصلت مسيرها .. وقد تذكرت أيامها مع زوجها وعلاقتهما ..
وماكان يسودها من حب ومودة وصفاء .. وتمنت الرجوع له .. وأخذها الحنين لمحلها .. الذي عاشت فيه ..
فترة طويله مع زوجها الأول عبود بن سويلم ، وقد صورت هذه الأحداث والمواقف بقصيدة خالدة .. تصف المعاناة ..
وصفاً دقيقاً .. لأنه كلما لا قاها في الطريق وسلم لم تستطع أن ترد عليه السلام .
فقالت :
ياعين هلِّ صافي الدمع هليه *** واليا انتهى صافيه هاتي سريبه
ياعين شوفي زرع خلك وراعيه *** شوفي معاويده وشوفي قليبه
من اولٍ .. دايم لرايه نماليه *** واليوم جيّتهم علينا صعيبه
وان مرني بالدرب مااقدر أحاكيه *** مصيبةٍ ياكبرها من مصيبه
اللي يبينا عيت النفس تبغيه *** واللي نبي عيا البخت لا يجيبه .
وهكذا .. بقي الفراق في لحظة لم يكن في الحسبان وقوعه ، لكنه وقع فصار اللي صار وجاءت ،
القصيدة كإعصار عصف بمشاعرها .. فقالت قصيدتها المؤثرة ، رغم قلة أبياتها لكنها
كانت من مشاعر ..غاية في الصدق ومعاناة فرضت نفسها وحلت بألمها .. وكانت قصيدة راقية في ألفاظها ..
متناسقة في عرضها .. موجزة في كلماتها .. شاملة في أغراضها .. مهذبة في معانيها .. درساً من
دروس الحياة وواقعاً يحق أن يكتب بخط الوضوح لكل أسرة تقدر مشاعر المودة .. لتحافظ عليها لأن المشاعر ..
قد تختفي لكنها لا تموت .
منقول .. كتابةً .. بتصرف بسيط .. من العبقري قوقل
لاستكمال الفائدة .. وأخذ العبرة ..
واعذرون إن كان .. حست وخربطت .. بس البركة فيكم.. وكلكم ذوق ..
شكراً لك أبو محمد ..
مع تحفظي على بعض ما ود فيها
مواقع النشر (المفضلة)